عهد التميمي.. فتاة فلسطينية صفعت الاحتلال وقلبت الأمن في تل أبيب (صور وفيديو)
الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017 11:12 ص
"الأصدقاء الأعزاء اقتحم الجيش الإسرائيلي بيتنا، وتم اعتقال ابنتي عهد التميمي، ومصادرة كل أجهزة الكمبيوتر وكاميرات التصوير وأجهزة الاتصال الخاصة فينا، والاعتداء بالضرب على الجميع وتفتيش البيت وقلب محتوياته".
بهذه الجملة الموجزة لخص باسم التميمي المواطن الفلسطيني لحظات الرعب التي مرت بها أسرته بعد اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي لمنزله واعتقال ابنته ذات الـ17 عاما، والتي مثلت صداع في رأس سلطات الاحتلال طول ليلة أمس.
جاء ذلك بعد أن صدرت صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليوم وبروزت صورة عهد، باعتبارها أيقونة لظاهرة إقدام فتيات قاصرات، ونساء فلسطينيات على الاعتداء على جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال المظاهرات والمواجهات التي تشهدها الضفة الغربية والقدس المحتلتان، احتجاجاً على قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة:” إنه رغم الاعتداء على الجنود الإسرائيليين، وما تعرضوا له من إهانات من قبل الفتيات، إلا أنهم اعتمدوا سياسة ضبط النفس، وامتنعوا عن الرد على الفتيات اللواتي تم توثيق ردود أفعالهن بالفيديو".
ورجحت الصحيفة أنه بعد اعتقال التميمي، سيشرع جيش الاحتلال بحملة خاصة لاعتقال الفتيات الفلسطينيات اللواتي يتم توثيق تصديهن لجنود الاحتلال من خلال الفيديو، والمشاركة بالمواجهات المندلعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة للأسبوع الثالث على التوالي.
ونشر والدها فيديو لصراخ والدتها أمام جنود الاحتلال الذين رفضوا قيامها بتصوير ابنتها وقت الاعتقال.
قلق في إسرائيل
الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينت، قالإنّ الفتاة عهد التميمي يجب أن تقضي حياتها داخل السجن.
ونوّه موقع "واللا العبري "، إن الفتاة التي أهانت جنود الجيش في النبي صالح تم اعتقالها، مضيفاً أنّ جيش الاحتلال قد يقوم باعتقال أفراد من عائلتها لاحقاَ في ظل التحريض من قبل وسائل إعلام يمينية على العائلة.
ومن جانبه قال أفيجدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي، إنه حتى أهل وأقارب الفتاة "عهد التميمي" لن يفلتوا من العقاب لطردهم جنود إسرائيليين من قرى رام الله.
عهد التميمي
ويبقى السؤال لماذا كل هذا الاهتمام الإسرائيلي بالفتاة عهد التميمي؟
عهد التميمي فتاة فلسطينية تنتمي لعائلة التميمي إحدى أشهر العائلات الفلسطينية بقرية النبي صالح غرب رام الله، ولهم تاريخ حافل بالمقاومة والتضحية السلمية.
عائلة عهد ترفض أن تخضع لقوانين المحتل، مما أدى إلى تعرض والدها للاعتقال ما يقارب 9 مرَّات، أمَّا والدتها فاعتقلتها قوَّات الاحتلال 5 مرات، واعتقل أخاها مرتين، واستشهد عمها وخالها، وعلى فترات متقطعة تستهدف وسائل الإعلام الإسرائيلية العائلة.
في كل جمعة تخرج العائلة بعد صلاة الجمعة في مسيرة رافضة لوجود الاحتلال، وبقيت عائلة عهد على العهد مع القضية الفلسطينية، ولها أكثر من فيديو يبرز مواقفها البطولية في وجه الاحتلال.
وفي مداخلاتها التليفزيونية ترى عهد أن ما تفعله هو الطبيعي، وأن "هناك أطفال فلسطينيون يفعلون ما هو أكثر ولكن لا توجد كاميرات وصحافة لتصويرهم"، على حد تعبيرها.