بعد الموقف البطولي للطيب.. كيف تعامل شيوخ الأزهر مع القضية الفلسطينية؟
الإثنين، 18 ديسمبر 2017 12:00 ص
لم يكن موقف الإمام الأكبر أحمد الطيب الداعم للقضية الفلسطينية ، ورفضه لقاء نائب الرئيس الأمريكي بالأمر الجديد على المؤسسة الدينية العريقة، التي كان لها رأي ومواقف قوية ضد الكيان الصهيوني طوال تاريخها، حيث كانت الداعم الاول للفلسطينين في قضيتهم العادلة سواء بالفتاوى التي تصدرها والداعية إلى مناصرة الشعب الفلسطيني، أو بالمؤتمرات التي تدعو فيها لتقديم يد العون للفلسطينين أو بالمواقف السياسية التي اتخذها شيوخ الأزهر السابقين .
الشيح محمد المراغي
كان له رأي في الازمة الفلسطينية، ففي 16 أغسطس من عام 1929 حين توجه المسلمون بعد صلاة الجمعة لزيارة حائط البراق، فوجدوا اليهود منتشرين فيه فوقع صداما عنيفا وكانت هذه الأحداث موضع اهتمام الأزهر الشريف، حيث حذر شيخ الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغي السلطات البريطانية من الأعمال التي يقوم بها اليهود.
المراغي
الشيخ عبد المجيد سليم
تولي مشيخة الأزهر من 1950، وأفتى شيخ الأزهر في سؤال ورد للجنة الفتوى بالأزهر حول حكم من يبيع أرضه لليهود أو يعمل سمسارًا لترويج هذا البيع باعتبار أن المسلمين عامة وأهل فلسطين خاصة قد علموا أن هذا السلوك يفيد اليهود فى الوصول إلى أطماعهم من امتلاك البلاد وتهويدها، بتشديد حكم الله على من يعين أعداء الدين ويتخذهم أولياء من دون المؤمنين من القرآن الكريم والسنة النبوية، وجاء فى الفتوى: "الرجل الذى يحسب نفسه من جماعة المسلمين إذا أعان أعداءهم فى شئ من هذه الآثام المنكرة وساعد عليها مباشرة أو بواسطة لا يُعد من أهل الإيمان "وعلى المسلمين أن يعادوا هؤلاء وينبذوهم ويقاطعوهم فى متاجرهم ومصانعهم ومساكنهم ومجتمعاتهم.
سليم
الشيخ محمد الفحام
شيخ الجامع الأزهر الشريف، فله موقفه إزاء القضية الفلسطينية، ففى 1973 أكد شيخ الأزهر حتمية الجهاد ضد إسرائيل لإنقاذ الأراضى الإسلامية من سيطرة الأعداء عليها .
الفحام
الشيخ محمد مأمون الشناوي
فى أبريل عام 1948 قبل إعلان دولة إسرائيل بشهر واحد، عقد اجتماعا فى القاعة الكبرى بالأزهر الشريف برئاسة شيخ الأزهر وضم عددًا كبيرًا من علماء الأزهر يتقدمهم مفتى الديار المصرية لبحث مسألة فلسطين، واستقر رأيهم بالإجماع علي ضرورة إنقاذ فلسطين وأن السبيل لذلك هو تكاتف الحكومات الإسلامية والعربية ، بذل كل مسلم وعربى ما يستطيع من مال ونفس لمعاونة الحكومات فى ذلك، مع مطالبة الحكومات بتهيئة المأوى والنفقة للعرب المشردين من فلسطين، باعتبار ذلك واجبا دينيا مع ضرورة إبلاغ هذا القرار جميع الحكومات الإسلامية
وكان للفتوي التي أصدرها الشناوى أثناء حرب 1948 أكبر محفز للمجاهدين المصريين الذين شاركوا فى الجيوش العربية لتحرير فلسطين بعد إعلان قيام دولة إسرائيل .
الشناوي
الشيخ حسن مأمون
أصدر الأزهر بيانا بسبب الاعتداء على فلسطين، حيث أكد البيان أن هذا الاعتداء عليها وبقاء إسرائيل فى الأرض المقدسة خطر على المقدسات الإسلامية بها وتهديدًا للمسجد الأقصى داعيا المسلمين إلى المشاركة فى المعركة وعدم التخلف عنها،
ولم ينته سعى الأزهر الشريف فى قضية فلسطين بعد انتهاء الحرب، بل استمرت الفتاوى والنداءات والبيانات فى الصدور، ففى المؤتمر الثانى لمجمع البحوث الإسلامية عام 1965 طالب المجتمعون الدول الإسلامية التى اعترفت بحكومة إسرائيل فى ذلك الحين أن تسحب اعترافها وأن تتوقف الدول والشعوب الإسلامية في التعاون مع إسرائيل وأكد فى توصياته أن قضية فلسطين هى قضية المسلمين جميعًا وأنه لن يهدأ بال حتى تعود الأرض المقدسة لأهلها، لأنه وجود إسرائيل يمثل تهديدا للمسجد الأقصى .
مامون
الشيخ عبد الحليم محمود
أصدر فتوي بين فيها أن عرب فلسطين أخرجوا من ديارهم بغير حق، وشتتوا وشردوا ومن بقى فيها الآن من العرب يتعرض للتعذيب ، والواجب على جميع الدول الإسلامية أن تهب لنجدتهم والعمل علي تحريرها
عبدالخليم
الشيخ جاد الله الحق
لم يتوقف الأزهر عن دعم الحق الفلسطيني فى أرضهم والدفاع عن المقدسات، فعلى سبيل المثال أثناء تولى الشيخ جاد الحق مشيخة الأزهر قررت أمريكا نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس عام 1995 فأصدر الأزهر بيانه الذى يدين هذا القرار ويصفه بأنه دعم للمعتدى الظالم .
واعتبر القرار الصادر من الكونجرس الأمريكى تأكيدًا لاغتصاب القدس وتأكيد احتلالها من إسرائيل كما سياسة التطبيع وقال جملته الشهيرة " لا سلام مع المغتصبين اليهود، ولا سلام إلا بتحرير الأرض العربية ".
كما رفض استقبال الرئيس الإسرائيلي عيزرا وايزمان إبان زيارته للقاهرة، بعد عقد اتفاقية أوسلو عام 1993، ما سبب حرجا شديدا للحكومة المصرية وللرئيس الصهيوني.
جاد الله الحق