لماذا اليمن؟.. داعش يدعو عناصره للهروب الكبير باتجاه صنعاء ودمشق
الأحد، 17 ديسمبر 2017 07:00 ص
الخميس الماضي، دعا تنظيم داعش الإرهابي ما أسماهم جنوده بالفرار إلى سوريا واليمن، زاعمًا أن العراق لم تحرر بعد، واعتبر أنه مازال قادرًا على توجيه ضربات في سوريا والعراق.
وجاء في افتتاحية مجلة النبأ الداعشية، في عددها 110، دعوة التنظيم: "عليكم بالشام وعليكم باليمن" وهو ما يؤكد هزيمة التنظيم في مركزه العراق، والبحث عن منافذ وخيارات أخرى.
الهجمات الإرتدادية
الجمعة الماضية، حاول التنظيم إثبات قدرته على العودة لعناصره مرة أخرى، حيث شن هجومًا على أجزاء من الحدود السورية، على مواقع لقوات "الحشد الشعبي" قرب معبر "تل صفوك" جنوب شرق الحسكة.
ونقلت مواقع عراقية، أن انتحاريين من تنظيم داعش هاجموا نقطة حدودية بعد تمهيد بالهاون وسيطروا على ثلاث نقاط للحشد داخل الأراضي العراقية، ما انتهى لسيطرة التنظيم على جزء من الشريط الحدودي المقابل لمناطق "البادي" حتى "مجمع الجغيفي السكني"، كما أوقعت قتلى في صفوف "الحشد الشعبي".
مهدي صالح قائد في الحشد الشعبي، قال إن عناصر تنظيم داعش استغلوا الظروف الجوية وانخفاض درجات الحرارة إلى معدلات كبيرة، فهاجموا مواقع "الحشد" بسبع سيارات تحمل مسلحين ترجل أغلبهم من هذه العجلات، مبينًا أن الهجوم كان يهدف لكسر الخط الدفاعي الماسك للشريط الحدودي من جهة سنجار وصولًا إلى منطقة تل صفوك.
القبضة العراقية
وقال صالح عبر موقع الحشد الشعبي إن الحدود ما تزال غير ممسوكة بشكل جيد من الجانب السوري.
التنظيم الإرهابي يعتمد استراتيجية الهجمات الإرتدادية، وهي العودة لبؤره السابقة مرة أخرى، وتنفيذ تهديدات تؤكد قدرته لعناصره على البقاء، غير أن دعوته لنقل عناصره إلى سوريا واليمن، تؤكد عدم قدرته على العودة مرة أخرى، في ظل الاحتياطات العسكرية للجيش العراقي.
قيادة العمليات المشتركة في العراق، أكدت اليوم السبت، إطلاق عمليات أمنية جديدة للجيش العراقي بهدف ملاحقة "الإرهابيين" في مناطق واقعة شمال العاصمة بغداد، وذكرت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة في العراق أن تشكيلات قيادات عمليات (صلاح الدين) و(سامراء) و(دجلة) بدأت عمليات مداهمة وتفتيش من ثلاثة محاور في منطقة (مطيبيجة) والمناطق والقرى المحيطة في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، ملاحقة الخلايا الإرهابية والإجرامية والمطلوبين للقضاء في تلك المناطق.
الأيام الماضية، أوضحت وجود محاولات عسكرية للتنظيم الإرهابي للعودة في محافظة إدلب الشمالية، وذلك بعد ثلاث سنوات من انسحابه منها بشكل كامل، وذلك بعد محاولات متعددة للعودة، مستغلًا انشغال فصائل المعارضة بصد هجمات النظام برًا وجوًا.
ويستغل التنظيم المعارك العسكرية بين قوات الجيش السوري والميليشيات الإرهابية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، وهو ما ظهر في تحركاته تجاه إدلب.
لماذا اليمن؟
تأتي دعوة التنظيم الإرهابي لعناصره بالذهاب إلى اليمن، في ظل الأوضاع الأمنية المتردية بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على يد ميليشيات الحوثي، والتي باتت تسيطر على مناطق في العاصمة اليمنية صنعاء.
وفق خبراء فإن مقتل صالح سيؤدي إلى اختلال التوازنات الداخلية، وانفراد جماعة الحوثي بالسلطة في المناطق الخاضعة لها، معتمدة في ذلك على القوة المفرطة ضد كل خصومها، بدعم إيراني، وهو ما أكدته الولايات الأمريكية.
أمريكا قالت الخميس، إنها أجزاء من الأسلحة الإيرانية قُدمت للحوثيين، وهو ما تبين في الصورايخ الباليستية التي أطلقت من اليمن باتجاه مطار الملك خالد الدولي على مشارف الرياض، في الرابع من نوفمبر، وأيضا أجزاء من طائرة بدون طيار وسلاح مضاد للدبابات عثر عليها سعوديون في اليمن.
كذلك استغلال حالة التوتر الأمني الموجودة في ظل المعارك العنيفة بين قوات الجيش اليمني المدعومة من التحالف العربي، ومسلحي جماعة "أنصار الله" الحوثيين في محافظة مأرب شمال شرق اليمن.