براءة مهدرة في وجه الاحتلال.. أطفال فلسطينيون يرون "لحظات الألم" بسجون إسرائيل
السبت، 16 ديسمبر 2017 06:30 م
الاحتلال الإسرائيلي أذاق الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، صنوف العذاب في سجونه، بدءا من اعتقالهم مرورا بأيامهم داخل السجون، وحتى الصعوبات التي يواجهونها حتى يتم الإفراج عنهم.
في هذا التقرير نعرض أحدث الروايات التي رواها الأطفال الفلسطينيون عن سجون الاحتلال، والذين تم اعتقلتهم خلال حملة الاعتقالات الأخيرة، المزامنة للاحتجاجات الفلسطينية ضدّ إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف فى القدس عاصمة لإسرائيل.
الجنيدي يصرخ من "عوفر"
استغل الفتى فوزي محمد فوزي الجنيدي (16 عاما)، صاحب الصورة الأشهر في 2017، زيارة محامي نادي الأسير الفلسطيني، مأمون الحشيم، لمعقل "عوفر"، ليروي تفاصيل اعتقال جنود الاحتلال الإسرائيلي له، وتنكيلهم به دون أدنى مراعاة للقواعد الإنسانية .
أكد الصبي، بحسب بيان نادي الأسير اليوم السبت، إلى أنه بتاريخ 7 ديسمبر الجاري، قام جندي بالاعتداء عليه بالضرب على صدره بسلاحه الناري خلال مروره بالقرب من مواجهات في منطقة شارع التفاح في الخليل، متوجها إلى زيارة لأقربائه، مضيفا أن ما يقارب (23 جنديا) التحقوا بالجندي الأول فتوالى غالبيتهم على شتمه وضربه وهو ملقى على الأرض .
وأضاف المعتقل الجنيدي أن جنود الاحتلال قيّدوا يديه بعد ذلك بمرابط بلاستيكية أدت إلى إحداث جروح في مكانها، وغطّوا عينيه بقماش، واصطحبوه وهو حافي إحدى القدمين إلى منطقة "الكونتينر"، وكانوا خلال المسير يقومون بضربه وشتمه، ويزيدون بالضّرب كلما طلب منهم إحضار فردة حذائه التي سقطت من قدمه، إلى أن قام أحد الجنود بخلع الفردة المتبقيّة، وأكملوا به المسير وهو حافي القدمين.
وبيّن الجنيدي أن جنود الاحتلال قاموا بعد ذلك باحتجازه في غرفة معتمة، وقاموا بضربه فيها وسكب الماء البارد على قدميه، والدّوس عليهما، واصفا أنه كان يشعر بأنه سيفقد الوعي من شدّة التعذيب.
وأشار إلى أن التّعذيب تسبّب له برضوض كثيرة في مختلف أنحاء جسده، أدّت إلى رفض إدارة معتقل "عتصيون" استقباله بسبب صعوبة وضعه، فتمّ تحويله إلى إحدى مستشفيات الاحتلال ومن ثمّ إلى معتقل "عوفر" .
وأوضح المحامي أن سلطات الاحتلال أخضعت الطفل الجنيدي للتّحقيق وهو مكبّل بالأصفاد الحديدية، ولم يسمح له بحضور عائلته أو محاميه للتحقيق أو الاتصال بهم، رغم إقرار القانون بهذه الحقوق، كما قام المحقّق بدفعه للتوقيع على إفادة باللّغة العبرية دون ترجمتها.
يذكر أن محكمة الاحتلال مدّدت اعتقال الفتى الجنيدي حتى تاريخ 18 ديسمبر الجاري.
منع الطعام
أما المعتقل منتصر عبد سلامة الحروب (20 عاما)، الذى اعتقلته قوّات الاحتلال بتاريخ 7 ديسمبر الجاري، واعتدت عليه بالضرب المبرح بأعقاب البنادق والأيدى والأرجل بعد إلقائه أرضا، وقامت بتكبيل يديه بالمرابط البلاستيكية وبتغطية عينيه بالقماش، ونقله إلى السيّارة العسكرية وإلقائه على أرضيّتها، مشيرا إلى أنّه حُرم من تناول الطّعام لأول يومين من اعتقاله، كما أنّه لا يزال يعانى من آلام فى ظهره وساقه اليسرى، ولم يخضع لأى علاج طبّى منذ اعتقاله.
فيما احتجز جنود الاحتلال الطّفل فاروق سامى سالم عطاونة (15 عاما)، فى البرد القارس لمدة عشر ساعات منذ المساء وحتى الفجر، وذلك بعد اعتقاله بتاريخ 10 ديسمبر الجارى، مبيّنا أن محقّقا لدى شرطة "كريات أربع" انتزع منه الاعتراف بعد تهديده بالضّرب، ولم يُسمح له بحضور عائلته أو محاميه للتحقيق أو الاتصال بهم، رغم إقرار القانون بهذه الحقوق، مشيرا إلى أنه لا يزال يعانى من آلام فى ساقه اليمنى إثر الضّرب.
فيما أشار الفتى عامر محمد عبد العال (17 عاما)، إلى أن ثلاثة جنود تعمّدوا ضربه على منطقة الكلى بعد تصريحه لهم بأنه يعانى من مرض فى الكلى، عقب اعتقاله بتاريخ 7 ديسمبر الجارى.
وأضاف أن شرطة الاحتلال احتجزته مقيّدا فى مقرّ "شرطة كريات أربع" ليومين بعد التّحقيق معه، ولم يتمّ تقديم الطّعام له خلال اليومين، فيما كانوا يجبرونه على الاستعانة بأحد المعتقلين الآخرين عند دخوله للمرحاض بسبب تقييد يديه.
أوضاع صحية صعبة
و تعرّض الطفل أحمد فارس حسين شواهين (14 عاما)، لاعتداء خمسة جنود عليه بالضّرب وهو ملقى على الأرض، وذلك بعد اعتقاله بتاريخ 6 ديسمبر الجارى، شأنه شأن المعتقل راشد ماهر أحمد رمضان (18 عاما)، الذى اعتقل بعد اقتحام منزله بتاريخ 8 ديسمبر الجارى.
ومن ناحية أخرى قال محامى نادى الأسير خالد محاجنة، إن الطفل المعتقل الجريح حامد عمر المصرى (14 عاما)، خضع أمس الجمعة، لعملية جراحية فى منطقة الوجه، ووضعه الصّحى خطير.
وأوضح المحامي، فى بيان صحفى اليوم السبت، أن الطفل يقبع فى قسم العناية المكثّفة، فى مستشفى "شنايدر" الإسرائيلية المختصّة بالأطفال، ومن المقرّر خضوعه لثلاث عمليات جراحية أخرى خلال الفترات القادمة.
وكانت قوّات الاحتلال الإسرائيلى أطلقت الرّصاص الحى على الطفل المصري، بتاريخ 12 ديسمبر الجارى قبل اعتقاله قرب محافظة سلفيت، ما أدّى إلى تفتت عظام الأنف وإصابة بليغة فى عينه اليسرى.