ماذا تستفيد مصر من المشروع النووي؟
الجمعة، 15 ديسمبر 2017 07:00 صمحمد أبو ليلة
وقعت مصر الإثنين الماضي اتفاقية للبدء في إنشاء مشروع الضبعة النووي، وذلك أثناء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير يوتين القصيرة إلى مصر، ومن المقرر أن تُنفذ المشروع شركة أتوم الروسية بتكلفة تصل لـ 29 مليار دولار، حيث تعطي روسيا لمصر قرض بقيمة 25 مليار دولار وبفائدة سنوية 3%.
بعد توقيع الاتفاقيات بسن وزير الكهرباء المصري محمد شاكر ونظيره الروسي، في حضور الرئيس السيسي والرئيس بوتين، من المُقرر أن تستغرق مدة تنفيذ المشروع النووي الأول لمصر 7 سنوات، وسحتوى المفاعل النووي على أربع محطات كل محط منها ستنتج ألف و200 ميغاوات من الجيل الجديد.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه حول إنشاء هذا المفاعل النووي في الضبعة، ماذا تستفيد مصر من المشروع النووي كله؟، خصوصاً أن مصر تسعي لأن يكون لها برنامجاً نوويا خاصاً منذ خمسينيات القرن الماضي منذ بداية العمل في محطة أنشاص الذرية عام 1955.
12 ألف فرصة عمل
طبقا لدراسة أكاديمة نشرت في وقت سابق حول المشروع النووي المصري فإن محطة الضبعة النووية خلال مرحلة إنشاءها فقط، ستوفر من 10 إلى 12 ألف فرصة عمل للعمالة المصرية المدربة، ومع بدء عمليات تشغيل المحطة وأعمال الصيانة المتنوعة، ستوفر محطة الضبعة النووية من 2500 إلى 3000 فرصة عمل للمتخصصين والمحترفين في هذا المجال.
تنمية سياحية
كما أنه من ضمن مزايا المشروع النووي والذي يُقام في منطقة الضبعة الواقعة في الساحل الشمالي هو تحويل المشروع لمنطقة الضبعة من منطقة لم تخضع للتنمية من قبل إلى مقصد سياحي هام.
فالعلاقة بين الطاقة النووية والتنمية السياحية علاقة متينة شهدتها العديد من المشروعات النووية السابقة، مثل منطقة أنجرا دوس ريز، في البرازيل والتي أصبحت حالياً منتجع ساحلي جنوب شرق البرازيل، وكانت هذه المنطقة مقر المحطة النووية الوحيدة التي تمتلكها البرازيل، والتي تُعد في الوقت نفسه من أكبر المشروعات التي توفر وظائف في تلك المنطقة.
ويقول الدكتور عزت عبد العزيز رئيس هيئة الطاقة الذرية السابق في تصريحات خاصة لـ صوت الأمة إن مشروع الضبعة النووي له مميزات كثيرة من بينها أن مصر ستحصل على كمية كبيرة من الكهرباء، " هيتم إنشاء 8 محطات نووية كل محطة ستنتج ألف و500 ميجاوات كهرباء".. يقول.
ويضف "عبد العزيز" أنه من خلال المحطات النووية في الضبعة بخلاف توليد كهرباء ضخمة، سيتم عملية إزالة الشوائب من المياه المالحة في الساحل الشمالي وتحليتها، مما يجعل هناك فرص أكبر لإنتاج مياه صالحة للشرب.
التنافس النووي
كما أن دخول مصر البرنامج النووي سيؤهلنا للاحتكاك مع البرامج النووية ومشروعاتها حول العالم والتعرف على التكنولوجيا النووية، بعدها تستطيع مصر أن تنافس في التفوق النووي الحادث في العالم، مما يؤثر على طبيعة القرار المصري عموماً،
وبسؤاله عن انتقاد البعض لفكرة إنشاء محطة نووية والاستثمار في مجال الطاقة الشمسية أفضل، قال أن المتر المربع من الطاقة الشمسية بينتج واحد كيلو وات كهرباء في الساعة، على عكس المفاعل النووي الكبير الذي ينتج 900 مليون كيلو وات كهرباء في الساعة، كما أن المحطة النووية بتنتج ألف ميجا وات كهربا في الساعة بما يُعادل مليون وات وهذا أكبر بكثير من إنتاج الطاقة الشمسية، مفسرا مشكلات الطاقة الشمسية انها تحتاج لصيانة خلاياها وألواحها بشكل دوري وهذا يكون مكلف جداً وكفاءتها تكون منخفضة، ولذلك الاتجاه النووي افضل من الطاقة الشمسية.. حسب وصفه.
وأضاف أن المحطات الموجودة في العالم الآن هي جيل ثاني لكن المحطات الجيل الثالث الجديد هي التي سيتم انشائها في مصر، وأنها أمنة جدا، قائلا : ميزة محطات الجيل الثالث أنه لو حدث خلل في المفاعل سيتوقف تلقائياً عن العمل، ومش هيحصل انفجار ولا أي شيئ في فرنسا المفاعلات النووية يتم انشائها وسط المدن لأنها أصبحت أعلي معايير أمان في العالم.