كيف ساهمت الثورة البلشفية في تطوير صناعة السينما عالميا؟
الخميس، 14 ديسمبر 2017 07:25 م
كل مجال من مجالات الفنون له وقعه وتأثيره، وبين جميع الفنون كانت "السينما" هي الأكثر أهمية، كما أشاد بها ثوار وزعماء القرن الماضي، كأنها عصا سحرية تنقلك من مكان إلى أخر، تجعلك تشعر مائة شعور في اللحظة، تجسد لك واقع قد يستغرق عمرًا ليحكي لك، وأخذ تطوير السينما العديد من الأشكال والمراحل، كان أهمها علي يد الثورات والحروب.
كان الشيء المدهش في "السينما" أن من التفت إليها وأشاد بها وبأهميتها أشهر الثوار في القرن الماضي، حيث كانت أداة جميع القادة للتأثير على فكر الجماهير وتطهير عقولهم من الجهل والتخلف، ولم ينظر أحد لها يوم كونها وسيلة ترفيهية فقط.
كان السبب الرئيسي الذي جعل رواد الثورة البلشيفية يلجئون لاستخدمها بهذا الشكل، كان جهل وعدم وعي الجماهير وغرقهم في الخرافات لعقود طويلة، بجانب حاجتهم لإتمام نجاح ثوراتهم، عن طريق نشر فكرهم.
وفي هذا الوقت كان هناك مجموعة من المخرجين الروس الشباب المتشبعين بالأفكار الإشتراكية، وعلى رأسهم سيرجي إيزنشتين، أندريه تاركوفسكي، وأليكسي جيرمان، ودزيجا فيرتوف، وبدوفكين، وألكسندر دوفجينكو.
سيرجي إيزنشتين
أندريه تاركوفسكي
كان "تاركوفسكي" يرى أن المبالغة في استخدام المونتاج، تفقد السينما تأثيرها، لهذا اهتم بفنون التعبير بالصورة، وبخلق إيقاع مختلف لأفلامه، وهكذا طور أسلوبه في تقديم الزمن في ما عرف بنظرية"النحت في الزمن"، التي نشأت من إيمانه بقدرة السينما على تغيير مفهومنا التقليدي عن الزمن.
أليكسي جيرمان
ساعد "جيرمان" في إدخال مدرسة جديدة في صناعة السينما، فكان صاحب أفضل أعمال كوميديا سوداء، وقد تم اختيار فيلمه "صديقي إيفان"، والذي انتهى منه عام 1982، كأفضل فيلم ظهر في المرحلة البلشيفية عام 1986، بالرغم من أنه قوبل بغضب شديد من النقاد عند عرضه.
وكان قد شاهد الكثير من صناع الأفلام الأمريكية، في حقبتي العشرينيات والثلاثينيات أفلام إيزنشتين، وأعجبوا بها، وأشار المخرج فرانسيس فورد كوبولا لاستلهامه من فيلمي إيزنشتين الشهيرين "أكتوبر" و "إيفان الرهيب".
كما أثرت أيضًا السينما الروسية، على اعظم المخرجين في العقد الماضي من أمثال، تشارلي تشابلن، جون فورد، بيلي وايلد، ووليام وايلر.