أرامكو السعودية تستهدف استعادة حصتها السوقية وتواصل خطة التطوير
الخميس، 14 ديسمبر 2017 09:59 ص
قال الرئيس التنفيذى لأرامكو السعودية، أكبر منتج للنفط فى العالم، إن الشركة تسعى لاستعادة حصتها السوقية المفقودة بعد انتهاء اتفاق تقوده أوبك لخفض المعروض وإنها تعتزم الاستمرار فى استراتيجية توسع بقطاع المصب لتصبح على قدم المساواة مع شركات النفط الكبرى.
وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذى لشركة النفط الوطنية العملاقة التى تستعد لطرح عام أولى العام القادم لرويترز إن أرامكو تمضى قدما فى استراتيجية توسعية بأنشطتها للتكرير والبتروكيماويات وتجرى مباحثات مع عدد من الشركاء المحتملين فى آسيا وأوروبا والولايات المتحدة.
وأضاف فى مقابلة حصرية "اضطررنا لخفض مخصصاتنا إلى أسواق بعينها بناء على اتفاق (أوبك)... نأمل فى استعادة تلك الأسواق حالما ينتهى هذا الاتفاق".
وقال الناصر "لدينا قاعدة زبائن يعول عليها كثيرا. لا أرى (أي) نوع من المشكلات فيما يخص استعادة الحصة السوقية بعد اتفاق أوبك" مضيفا أن الشركة ستواصل الالتزام بأهداف إنتاج المنظمة.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجون غير أعضاء فيها تقودهم روسيا على تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2018 للمساعدة فى خفض المخزونات العالمية ودعم الأسعار.
وتأخذ السعودية، أكبر منتج فى أوبك، على عاتقها تنفيذ القدر الأكبر من تخفيضات الإنتاج، حيث قلصت إنتاجها نحو 500 ألف برميل يوميا إلى نحو عشرة ملايين برميل يوميا.
وروسيا أكبر منتج للنفط فى العالم والتى تشارك فى تخفيضات الإنتاج هى إحدى الدول التى تتطلع إليها أرامكو فى الوقت الراهن.
وقال الناصر إن شركته أجرت محادثات مع شركات روسية من بينها روسنفت التى يسيطر عليها الكرملين بشأن استثمارات مشتركة محتملة.
وتقول السعودية وروسيا إن شراكتهم ستستمر طويلا بعد أن ينتهى الاتفاق الحالى بخصوص الإنتاج.
وحين انهارت أسعار النفط فى منتصف 2014، سجل اقتصادا البلدين عجزا بعد سنوات من الإنفاق المرتفع، ويتعافى اقتصاد البلدين بوتيرة بطيئة فحسب فى الوقت الحالي.
ومن الناحية الاقتصادية والسياسية فإن الشراكة التى كانت مستبعدة يوما بين موسكو والرياض باتت وليدة الحاجة إذ ليس بمقدور أى من البلدين تحمل صدمة أخرى فى أسعار النفط.
وفى أكتوبر تشرين الأول قام الملك سلمان بزيارة إلى روسيا، هى الأولى لعاهل سعودي، ليظهر المستوى المرتفع من الثقة المتبادلة بين القوتين النفطيتين العالميتين. وخلال الزيارة التى شارك فيها الناصر وقعت أرامكو عددا من مذكرات التفاهم مع شركات روسية.
وفى الأسبوع الماضى عرض الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على وزير الطاقة السعودى خالد الفالح شراء الغاز الطبيعى المسال الروسى بهدف ادخار النفط السعودى وفقا لما ذكرته وكالة إنترفاكس الروسية.
وقال الناصر "نحن منخرطون... مع الشركات الروسية فى تحديد الفرص سواء فى روسيا أو فى العالم فيما يتعلق بالاستثمارات المشتركة فى مجالات تهم الجانبين.
"أجرينا مباحثات مع روسنفت فى مجالات مختلفة، فيما يخص تأسيس مشاريع مشتركة. شركة إيسار أحد المجالات التى نهتم بها. ولا تزال المناقشات (مع شركاء آخرين) مستمرة".
وتتنافس السعودية مع العراق كى تصبح أكبر مورد للنفط إلى الهند. وتطلعت المملكة إلى شراء حصة فى شركة تكرير النفط الهندية إيسار لكن روسنفت تمكنت من إبرام تلك الصفقة.
وقال الناصر إن أرامكو مهتمة كثيرا بالتوسع فى الهند وإنها تجرى محادثات مع عدد من الشركاء بشأن مشاريع محتملة فى قطاع أنشطة المصب هناك.
* التوسع
تخطط الحكومة السعودية لبيع ما يصل إلى خمسة بالمئة من أرامكو العادم القادم فيما قد يكون أكبر طرح عام أولى فى العالم.
وتهدف أرامكو لأن تصبح أكبر شركة طاقة متكاملة فى العالم، مع خطط لتوسعة عملياتها للتكرير وإنتاجها من البتروكيماويات.
وتخطط الشركة لزيادة إجمالى طاقتها التكريرية، داخل المملكة وخارجها، إلى ما بين ثمانية وعشرة ملايين برميل يوميا من نحو 5.4 مليون برميل يوميا فى الوقت الحالي.
وقال الناصر "إذا نظرت إلى نظرائنا، فإن طاقتهم التكريرية إما مساوية أو أكبر بكثير من قدراتهم الإنتاجية. لذا نتطلع إلى أن تصبح طاقتنا التكريرية فى ذلك النطاق".
وقال الناصر إن تركيز أرامكو على توسعة واستعادة حصتها السوقية سيظل منصبا فى آسيا مضيفا أن الولايات المتحدة وأوروبا هما أيضا سوقان مهمتان للشركة.
وقال "الولايات المتحدة سوق مهمة ونتطلع إلى التوسع بعد حصولنا على الملكية الكاملة لموتيفا. نتطلع إلى توسعة مركزنا فى الولايات المتحدة بالتأكيد".
وفى العام الماضى أعلنت شل وأرامكو خططا لتجزئة شركة موتيفا الأمريكية بعد شراكة لنحو عشرين عاما، لتتقاسم الشركتان أصولها.
وقال الناصر إن الصين، ثانى أكبر مستهلك للنفط فى العالم، إحدى الأسواق الرئيسية التى ترغب أرامكو فى توسعة مركزها بها.
يتماشى ذلك مع سعى أرامكو لاستعادة صدارة قائمة الموردين للصين، بعد أن فقدت ريادتها لصالح روسيا هذا العام.
وتجرى الشركة محادثات مع بتروتشاينا ثانى أكبر شركة تكرير تديرها الحكومة فى الصين للاستثمار فى مصفاة يونان التى بدأت العمل العام الحالي.
وقال الناصر إنه يتوقع الانتهاء من اتفاق الاستثمار المشترك فى يونان قريبا.
كانت السعودية تعهدت هذا العام بضخ استثمارات بمليارات الدولارات فى مشاريع فى إندونيسيا وماليزيا لضمان إبرام اتفاقات طويلة الأجل لتوريد النفط.