ليلة رأس السنة في وزارة السياحة!!
الأربعاء، 13 ديسمبر 2017 03:14 م
في مثل هذا التوقيت من كل عام اكتب هذا المقال لعل أحد يسمع ويستجيب،وزارة السياحة تولى حقيبتها بعد يناير 2011 وزراء كُثر بعضهم لم يستمر في منصبه سوى شهور معدودة، وهذا بالطبع انعكس سلبا على أداء الوزارة خاصة في ظل عدم وجود رؤية وإستراتيجية ثابتة للسياحة لا ترتبط بشخص الوزير، وبالتالي كل من يتولى المنصب يحاول أن يضع بصماته هو ويُصبغ الوزارة بفكره ويبدأ من الصفر أو من تحته،
بلاشك أن السياحة المصرية تتعرض لمؤامرة خارجية والحوادث الإرهابية تغذي هذه المؤامرة ولكن هل تستسلم الوزارة لذلك أعتقد أنه يجب على المسئولين إعلان التحدي وأن يكون رأس السنة فرصة لكي نثبت للعالم أننا انتصرنا على الإرهاب بالأفعال وليس بالأقوال والشعارات والأغاني،
مازالت أمامنا فرصة لإقامة احتفالا كبيرا ليلة رأس السنة عند الأهرامات أو برج القاهرة أو في معابد الأقصر وأسوان، حتى نجلس نحن كمصريين أمام شاشات الفضائيات نتابعه، بدلا من متابعتنا لاحتفالات ليلة رأس السنة في تايلاند، أو هونج كونج، أو من أمام برج خليفة في دبي والذي يجمع حوله في هذه الليلة أكثر من مليون ونصف المليون زائر وسائح يحجزون مقاعدهم أمام البرج الخرساني بآلاف الدولارات ومن شهور سابقة، وعلى قدر سعادتنا لهذه الإمارة العربية الشقيقة وما وصلت إليه من نجاحات مذهلة في كل المجالات بفضل إختيار الأكفاء لإدارتها رغم ندرة مواردها على قدرنا حزنا من الحال الذي وصلنا إليه..
فقطاع السياحة يعاني والمستثمرون أيضا ولا أعرف ماذا يفعل الملحقيين السياحيين في الخارج وأيضا ما هو مردود شركات الدعاية التي تعاقدات معها الحكومة والتي تكلف الدولة ملايين الدولارات في ظل ظروفها الصعبة الحالية،
الرسالة التالية ارسلها لي أحد العاملين في مجال السياحة والمهمومين بها حيث كتب يقول "بمجرد نزول السائح إلى مصر يتم تصنيفه وهو يلتقط أمتعته من على السير سواء كان خليجيا أو أجنبيا ويتم تسليمه "تسليم أهالي" من أمين الشرطة المعين داخل صالة الوصول إلى مندوب شركة السياحة ليقبض "تمنه" مقدما ده كده أول القصيدة بعد ذلك يتم تسكينه في الفندق، ولك أن تتخيل كم الاستغلال الموجود بدءًا من سائق التاكسى مرورا بحامل الحقائب في الفندق،بعد ذلك يتم دفع السائح للشراء من بازارات معينة في منطقة الهرم والحسين وسقارة، وذلك طبعا بالاتفاق بين مندوب شركة السياحة التي استقدمت الأجنبي وصاحب البازار، وهى عملية نصب رسمى لأن الأسعار تكون مضروبة في 3 أضعاف على أقل تقدير يتم بعد ذلك اقتسام الغنائم بين الشركاء..
فضلا عن سيطرة البلطجية على أماكن أثرية بعينها مثل منطقة الهرم نحن شعب لانعرف شيئا عن كلمة اسمها معاملة "زائر"..
إنتهت رسالة القارئ والتي حرصت على نشرها كما هي دون حذف أو إضافة أو تعديل رغم بعض كلماتها العامية الصريحة لعلها تكون جرس إنذار للمسئولين ،
السياحة في مصر واعدة ولدينا إمكانيات لا تتوافر لكل الدول مجتمعة وهي جاهزة للانطلاق لأن بنيتها الأساسية موجودة ولكنها مثل غيرها لا تحتاج إلى موظفين بل إلى مبدعين يديرونها وهي ليست مسئولية وزارة السياحة فقط، بل يجب أن يُخدم عليها الإعلام والتعليم والفن والثقافة والأسرة بنشر الوعي السياحي لدى المواطنين بالإضافة إلى الأمن طبعا،
هل يعقل أن تعليمنا غير مرتبط بالسياحة بمعنى أن يكون لدينا منهج يُدرسه مرشدين سياحيين خلال سنوات المرحلة الابتدائية وتكون مادة عملية في المتاحف والشواطئ والآثار حتى يتخرج لنا أجيال لديها ثقافة سياحية وتدرك عظمة بلدها لابد وأن يعلم الشعب كله أن السياحة خير لنا ولأولادنا وبلدنا،
أيضا الدولة تنفق مئات المليارات من الدولارات على ملحقيين سياحيين وشركات دعاية والعائد منهم ضئيل لماذا لا تفكر في تغيير هذا الأسلوب وبهذه الأموال تقوم بإنشاء شركات سياحة بالمشاركة مع المصريين النابغين في الخارج؟
لأنهم الأكثر معرفة بأسواق الدول التي يعيشون فيها منذ سنوات ولأنهم سوف يستفيدون فسوف ينجحون في عملهم،
مصر لن تتقدم إلا بالأفكار الجريئة ومن خارج الصندوق