على طريقة أحمد التباع ..خطة تشويه ميادين مصر
الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017 07:43 م
أعادت واقعة إزالة تمثال "عبد المنعم رياض" من أحد ميادين محافظة بورسعيد، للأذهان نماذج عديدة لما يحدث خلال العشرون عاما الماضية، وكأنها خطة تسير على خطى ثابتة لتشوية ميادين مصر فى غفلة عن وزارة الثقافة، كما طرح الحدث عدة تساؤلات تدور فى فلك الأدانة لوزارة الثقافة وجهاز التنسيق الحضارى ، فتارة يتم وضع تماثيل مشوهة تفتقر إلى أدنى درجات الذوق، تشوبها شبهة تعمد إفساد الذوق العام، وتارة اخرى بنقل تماثيل مميزه لأماكن مجهولة.
صوت الأمة تفتح ملف خطة تشوية ميادين مصر، الأمر فى بعض الدول المتقدمة يستوجب تقديم المسؤل عنها إلى محاكمة عاجلة، بسبب تعمد تشويه رموز أو شخصيات عامة، لكن فى بلادنا وزارة الثقافة ليست لها أي علاقة بتصميم التماثيل أو حتى الإشراف عليها، بل أن المسؤولية تقع على عاتق المحافظين والمحليات، وهو الأمر الذي يسادعي أن يكون لوزارة الثقافة مسؤلية الموافقة على عمل تماثيل الشخصيات العامة والتاريخية، وأن تتولى لجان متخصصة مسؤلية الإشراف على تلك التماثيل للرموز، وذلك بالمخالفة لقرار رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، بمنع وضع أي تماثيل في الشوارع والمياديين العامة، أو إزالتها أو ترميمها، إلا بالرجوع إلى وزارتي الثقافة والآثار.
رأس أحمد التباع
أزاح اللواء مصطفى يسري، محافظ أسوان السابق، الستار عن تمثال عملاق الأدب المصري الراحل عباس محمد العقاد، في حي العقاد مديمة أسوان، بعد إعادة ترميمه وتجديده.
كانت المفاجأة في عدم وقوع أي تشابه بين التمثال وبين صورة الأديب عباس محمود العقاد، وواجه التمثال انتقادات واسعة بين أبناء مدينة أسوان، إلى جانب حملة السخرية التي شنها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والذين شبهوا تمثال العقاد الجديد بشخصية "أحمد التباع" صاحب التسريب الصوتي "أحببتي يا هبة..أنا أحمد التباع".
وكان تعليق وزير الثقافة حلمي النمنم صادما عندما علق على التمثال قائلاً «المشكلة ليست في الفنان الذي نحت التمثال، لأن أي نحات يعمل تمثال لشخص كما يراه هو، لكن المشكلة الحقيقية في اللجنة التي أشرفت على تنفيذ التمثال».
عبد الوهاب..الذهبي يليق بك
بعد حدوث بعض الشروخ والكسور في تمثال موسيقار الأجيال الفنان الراحل محمد عبد الوهاب، اتجهت محافظة القاهرة لعمل بعض الإصلاحات والتميمات للتمثال الموجود في ميدان حي باب الشعرية، إلا أن مسؤلي المحافظة اسندوا أعمال ترميم وتجديد وطلاء تمثال موسيقار الأجيال إلى "نقاشين" داخل المحافظة، ولم يسندوا الأعمال لأي من الفنانيين التشكيليين على مستوى الجمهورية.
عدم دراية "النقاشيين" بفنيات ترميم مثل هذه التماثيل، كان السبب وراء الصورة التي خرج بها تمثال عبد الوهاب، والتي تم فيها طلاء وجه ويده وعوده باللون الــ"الذهبي"، وطلاء بدلته باللون الــ"بني"، فبدى التمثال مشوها، وتعرض للسخرية من جانب المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
نظارة يوسف شاهين
انتقد بشده أهالي الأسكندرية وعدد من الفنانيين والمثقفين، تمثال المخرج العالمي يوسف شاهين، الذي وضع في مدخل شارع صفية زغلول بميدان الرمل بمحافظة الأسكندرية.
تركزت الانتقادات على البعد التام بين الصورة الحقيقية للمخرج العالمي، والصورة التي ظهر بها التمثال، كما انتقدوا لجوء النحات إلى استخدام الــ"جبس الأبيض" في نحت التمثال، واعتبروه تقليلا من شأن رمز عالمي مثل يوسف شاهين، فضلا عن السخرية التي وجهها رواد مواقع التواصل الاجتماعي لــ"نظارة تمثال شاهين".
رأس أمنا الغولة
اضطر اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا السابق، لإحالة جميع المسؤولين الفنيين بالوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط، للتحقيق، بسبب تمثال نفرتيتي المشوه الذي وضعه المسؤلين عن المدينة، بعد حملة السخرية التي تعرض لها التمثال من قبل المواطنين في المنيا، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الصورة التي ظهر بها تمثال نفرتيتي والذين اعتبروه "تمثال أمنا الغولة"، مما اضطر الوحدة المحلية لمجلس ومدينة سمالوط لإزالة التمثال.
التحرش بمصر
أثار تمثال "أم البطل" سخرية أبناء مدينة البلينا بمحافظة سوهاج، وطالبوا بضرورة إزالته، بعد فشل الفنان التشكيلي وجيه يني، في تصميم التمثال الذي تكلف 250 الف جنيه، من مخصصات خطة تجميل المدينة، وكان من المقرر أن يوضع في ميدان الشهيد عصمت في البلينا.
تمثال "أم البطل" عبارة عن سيدة فلاحة تعبر عن مصر ويحتضنها من الخلف جندي غير كامل الجسم، وأعتبر أهالي المدينة الصعيدية، أن التمثال يحمل إساءة للوطن والمرأة في بيئة تتسم بالتمسك بالعادات والتقاليد، وسيطرت فكرة "التحرش الجنسي" على أهالي البلينا، واعتبروه دعوة لترسيخ فكر التحرش داخل بيئة محافظة.