وكيل الازهر أمام منتدى ابو ظبي : البعض انحرفت بهم عقولهم السقيمة عن فهم الدين فشوهوا إسلامنا الحنيف
الإثنين، 11 ديسمبر 2017 12:04 م
أكد الدكتورعباس شومان وكيل الأزهر إن رسالة الإسلام منذ بدءِ نزولها وهي تواجه حربا شرسة من أجل وئدها والقضاء عليها، وقد مرت الدعوة الإسلامية عبر تاريخها الممتد إلى أكثَ من أربعةَ عشرَ قرنًا بمراحل عصيبة واجهَ فيها المسلمون ألوانًا شتى من الإيذاء والاضطهاد والتنكيل،كما استشهد قول رسول " صلى الله عليه وسلم " لم يسلم من ذلك الأذى، فقد ضيق سادات مكةَ وكبراؤها على النبي ودعوته، وآذوه وَمن آمن معه إيذاء شديدا، وطوال تلك القرون المديدة من عمر الإسلام لم تخب نار الكيد للإسلام والمسلمين.
جاء ذلك خلال كلمة الأزهر التى القاها اليوم الاثنين في الملتقي الرابع لمنتدي تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة والذي يعقد تحت عنوان " السلام العالمي والخوف من الإسلام ".
تابع الدكتور شومان :"وإن اختلفت الأساليب وتنوعت الأهداف المعلنة، لكن يبقى الهدف واحدا، وهو ما نراه جليًّا في الشرق والغرب من خلال متابعة أحوال أتباع الإسلام - دون غيرهم مع الأسف بذرائعَ واهية لا تسلم أمام النظرة الموضوعية المجردة، والمعرفة الحقيقية بجوهر الإسلام ورسالته، والفهم الدقيق لنصوصه وشريعته، ويبدو أن اجتماع "دار الندوة" الذي كان في السنوات الأولى من عُمر الدعوة الإسلامية ما زال منعقدًا إلى يومنا هذا، وإن اختلف المكان وتغيرت شخصياتُ المؤتمرين.
وأضاف وكيل الأزهر أنه ليس من العيب أن نعترف أن بعضَ بني جلدتنا انحرفت بهم عقولُهم السقيمة عن فَهم الدين فهمًا صحيحًا، فشوهوا إسلامنا الحنيف في أذهان من لا يعرفون جوهر رسالتِه السمحة، فضلا عن رفض بعضِ المسلمين الذين يعيشون في الغرب الاندماجَ في مجتمعاتهم، وسيطرةِ التيارات المتشددة على الخطاب الديني في بعض المجتمعات؛ كل هذا وغيرُه أظهر إسلامَنا الحنيف وشريعتَنا السمحة في صورة.
وأشار وكيل الازهر أن الدين الذي يرفض الآخر ويهدر دمه ومالَه وعرضه، وما ذلك إلا فَهم سقيم ولفت ولفت شومان أن انحراف بالدين عن تعاليمه السمحة على يَدِ جماعاتٍ مارقة لا يثِّل مجموع عناصرها رقمًا صحيحًا إذا ما قورن بعدد المسلمين الذي ناهز المليار ونصفَ المليارِ حول العالم، فضلًا عن أن الدينَ أي دين إذا أخِذ بجريرة بعض أتباعه الذين اختاروا الغلوَ والتشدد فكرا والعنفَ والتطرفَ مسلكًا، فلن يسلم من ذلك دين من الأديان.
بل إن ذلك ينسحب بالضرورة على كل الثقافات والحضارات، والرسالات السماوية من ذلك كلّه براء، وقد بَيَّنَ ذلك علماءُ الأمة الثقات، والمرجعيات الدينية المجردة، والمجامع الفقهية المعتبرة، وعلى رأس هؤلاء جميعا الإمام الأكبر شيخ الأزهر في أكثر من مناسبةٍ داخل مصر وخارجها.
و التأكيد على أن الإسلام يقوم على مبادئ ثابتةٍ وأسسٍ واضحةٍ تقر المواطنةَ والتعايش السلمي وقَبولَالآخر، وهي مبادئ ساميةٌ خدِم الأهدافَ الإنسانية وتحقق المصالحَ البشرية المشتركة، وأهمُّها ترسيخُ الاستقرارِ، واستتباب الأمن، وتعزيز السلمِ، وردعُ العدوانِ، والتصدي للظلم والاضطهاد، شريطةَ أن تكون هذه المبادئ قائمة على أسسِ الاحترام المتبادَل بين أصحاب الديانات المختلفة والثقافات المتنوعة، بما يدعم تقدمَ الأوطانِ ورقيَّها، ويخدِم القضايا الإنسانية العادلة، ويرسخ قيمَ الخير والعدل والمساواة، ولا يؤدي إلى انتهاك حقوقِ الآخر، أو الاعتداءِ على معتقداته، أو إيذاءِ مشاعره، أو الإساءةِ لمقدساته، أو تشويهِ تاريخِه وحقائقِ دينِه.