عام السعادة بالمملكة.. السينما في السعودية بضوابط شرعية
الإثنين، 11 ديسمبر 2017 12:15 م
يبدو أنه عام إعادة الحياة الطبيعية للمملكة العربية السعودية كما لقبه مراقبون ومثقفون، فبعد أسابيع قليلة من إصدار أمر ملكي من الديوان السعودي ينص بأحقية المرأة في الحصول على رخصة لقيادة السيارة، أعلنت السعودية اليوم أنها ستسمح بفتح دور سينما اعتبارًا من مطلع 2018، في تغيير كبير ضمن التحول نحو الحداثة في المملكة.
ووافق على القرار مجلس إدارة الهيئة العامة للمرئي والمسموع، برئاسة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد، في جلسته اليوم الاثنين على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي في المملكة، حيث من المقرر البدء بمنح التراخيص، بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة خلال مدة لا تتجاوز 90 يومًا.
وقالت وزارة الثقافة والإعلام السعودي إن: "الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ستبدأ في إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة؛ بصفتها الجهة المنظمة للقطاع"، مضيفًا: "سيخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة"، كما أكدت بأن "العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثرٍ، وهادف، لا يتعارض مع الأحكام الشرعية، ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة".
ويكتسب افتتاح دور سينما في السعودية أهميته؛ كونه يتزامن مع إقدام المملكة على إحداث تغييرات جذرية وغير مسبوقة، تضمنت السماح للنساء بقيادة السيارات؛ لتنهي عقودًا من الحظر، إضافة لعودة الحفلات الغنائية والفنية، التي يحضرها الرجال والنساء، وتغييرات أخرى، الكثير منها كان من المحظورات الشهيرة في المملكة حتى الأمس القريب.
اعتبر السعوديون هذا العام الذي يقترب من الانتهاء بمثابة "عام السعادة"، وفقًا للقرارات المهمة التي أصدرت فيه، فبخلاف قرار فتح عروض السينما، وقيادة المرأة للسيارة، أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن نايف، في شهر سبتمبر بإعداد مشروع قانون لمكافحة التحرش، خلال ستين يومًا، كما تم إصدار قرار يتيح للمرأة السعودية متابعة مبارايات الألعاب الرياضية من الاستاد، ما اعتبره السعوديون طفرة في مجال حقوق الإنسان وانتصارًا لحقوق المرأة.
وعلى الرغم أن كافة هذه القرارات حازت على إعجاب كافة السعوديون، وذلك من خلال الاحتفالات بها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الحديث عن افتتاح دور السينما في المملكة اكتسب أهميته كونه يتزامن مع إقدام المملكة على إحداث تغييرات جذرية وغير مسبوقة، وقالت وزارة الثقافة السعودية إنها تسعى للارتقاء بالعمل الثقافي والإعلامي، في إطار دعمها للأنشطة والفعاليات، وتأمل أن تسهم هذه الخطوة في تحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي عبر تطوير اقتصاد القطاع الثقافي والإعلامي ككل، وتوفير فرص وظيفية في مجالات جديدة للسعوديين، وإمكانية تعليمهم وتدريبهم من أجل اكتساب مهارات جديدة.
ومن المتوقع أن العمل في القطاع السينمائي، سيحدث أثرًا اقتصاديًا يؤدي إلى زيادة حجم السوق الإعلامي، وتحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي، من خلال المساهمة بنحو أكثر من 90 مليار ريال في إجمالي الناتج المحلي، واستحداث أكثر من 30 ألف وظيفة دائمة، إضافة إلى أكثر من 130 ألف وظيفة مؤقتة بحلول عام 2030.