" تسمحيلى بالرقصة دى".. قصة "رقصة الحياة" فى يوم "التانجو" العالمى
الإثنين، 11 ديسمبر 2017 11:01 ص
"تسمحيلى بالرقصة دى" جملة طالما سمعناها فى الأفلام العربية قديما عندما يطلب شاب من فتاة أن تشاركه رقصة " التانجو" والتى كانت من أكثر الرقصات انتشارا فى السبعينيات.
ظهرت" التانجو" فى أغلب الأفلام العربية لهذه الحقبة، ومع مرور السنوات نجد حاليا الأفلام العربية تعتمد على الرقص الشرقى وتبتعد عن "التانجو" والتى تعد تجميعا رشيقا لكل النوازع الإنسانية فهى تمثل الرشاقة والمشاعر والرومانسية والرقة والاحتواء.
"التانجو" هو نوع موسيقى مصاحب لرقصات نشأت من بوينس بالأرجنتين وانتشر فى العالم بعد ذلك ولروعة الاسم أطلق على تطبيق محادثة للهواتف الذكية.
ويوافق اليوم 11 ديسمبر يوم رقصة التانجو العالمى، والذى يرجع تاريخها إلى 1880 حيث سادت الموسيقى الهجينة العاصمة الارجينتينية ويومها كانت المدينة فى مرحلة التوسع وارتفع عدد سكانها من 210 ألف نسمة فى 1880 إلى مليون نسمة ونصف فى 1910، ونتج عن موجات الهجرة الكبيرة من أوروبا إلى الارجنتين أثرا فى اللغة والعادات والتقاليد الموروثة من حقبة الاستعمار وتدفق المهاجرين والذى كان معظمهم من الرجال، مما أسهم فى إنتشار البغاء وبلغ عدد الباغيات حوالى 30 ألف حينذاك .
وفى 1941 استقبلت العاصمة الأرجنتينية ربع سكان البلد وتسببت المضاربات العقارية المترتبة على التوسع العمرانى فى نزول المهاجرين إلى العشوائيات وعلى الإقامة فى مبانى تطل شققها على باحات داخلية وحضنت الباحات هذه علاقات الاختلاط وكانت "بؤر" لإنصهار الثقافات، واستقر التانجو كلماته وشخصياته منها.
وفى الوقت الذى زاد فيه عدد الرجال عن النساء بسبب كثرة المهاجرين إليها حاول الرجال أن يروجوا عن أنفسهم بإتقانهم رقص التانجو لجذب الفتيات إليهم ليس لأجل الرقص فقط ولكن لأجل المرأة والعلاقة الجسدية فكثرت فى تلك الفترة بيوت الدعارة.
ومع مرور السنوات غزت رقصة" التانجو" البيوت الأرستقراطية والشعبية فى أوربا، وانتقلت رويدا من بيوت الدعارة إلى الأماكن الراقية، وانتشرت فى معظم دول العالم.
وعلى الرغم من إنتشار رقصة التانجو فى مصر من قبل، إلا أنه حاليا نجد الأفلام العربية تعتمد على راقصة وفرقة شعبية لعرض أكثر من أغنية مصاحبة للرقص الشرقى واختفت الرقصة من الأفراح والمناسبات العامة إلا نادرا وفى الغالب يكون المشاركون فى الحفلات من أصل أرستوقراطي، حيث كانت رقصة التانجو بملامسة اليدين ووضع يد الرجل على ظهر المرأة واحتضانها وتبادل النظرات كانت أكثر المشاهد الرومانسية المحركة للمشاعر.