"ما أشبه الليلة بالبارحة".. العرب "اجتمعوا على ألا يجتمعوا" منذ 70 عاماً علي حل للقضية الفلسطينية
الأحد، 10 ديسمبر 2017 03:00 صمحمد أبو ليلة
انتفض الرأي العام العربي والعالمي ، ضد قرارالرئيس الأمريكي ، دولاند ترامب ، بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى مدينة القدس المحتلة، واعتبرالغالبية من دول العالم والشعوب الحرة ، أن قراره يُمثل اعترافا صريحا، من الولايات المتحدة الأمريكية، بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقالوا إن ترامب ضرب بقراره كافة الاتفاقيات الدولية،عرض الحائط.
مصر عبرتاريخها ، تُعتبرمن أكثرالدول العربية الحاضرة في هذه القضية ، نظرا لدورها التاريخي والجغرافي ، الذي حتم عليها أوضاعا استراتيجية كانت رائدة للأمة العربية على مدارعقود مضت، ولكن جهودها تصطدم بخلافات الدول العربية، وتآمربعضها.
مارس بقية العرب إلا قليل منهم ، دورهم الذي عاشوا يمارسونه طوال ما يقرب من ثلاثة أرباع قرن، هي عمر القضية الفلسطينة عبرعصورها وأزماتها، ، وانتفضت الشعوب العربية في مسيرات ومظاهرات، تُحرق العلم الإسرائيلي ، وتناشد حكامها التحرك، ومارس حُكامها أيضا أدوارهم في الشجب والإدانة ومخاطبة المجتمع الدولي للوقف ضد أمريكا وإسرائيل.
الفصائل الفلسطينية هي الأخرى ظلت متشرذمة، لسنوات ، فالخلافات بين حركتي فتح وحماس، استمرت لما يقرب من عشرسنوات، إلى أن قامت مصربالوفاق بينهما الشهرالماضي، عبرمصالحة تاريخية برعاية مصرية بعد سنوات من التشرزم الفلسطيني.
حتى الآن لم يصل أحد إلي حل لأكبروأقدم قضية تُمثل هويتة الأمة العربية، أكثرُ من 60 عاما لأجيال شاهدة على لا منطقية الأمس وهمجية اليوم، وخوف الغد، بتهجيرٌوتنكيلٌ واغتصاب للحق قبل الأرض، لأكثرُ من 60 عاما تلاشت فيها الجغرافيا، لترسم حدوددا أخرى ، تخترق القلوب والعقول، حدودٌ ترفض الانصهار، فتتشبث بالتاريخ، وبالمستقبل، لتصنع حاضرا مقاوما بشعب من إرادة، لوطن موجود وحي وباق.
ما أشبه الليلة بالبارحة
منذ قرارتقسيم فلسطين الذي أصدرته منظمة الأمم المتحدة، في نوفمبرمن عام 1947، والعرب يشجبون ويطالبون المجتمع الدولي بالتدخل، لتحديد مصيرهم، قبل هذا اليوم" التاسع من ديسمبرعام 1947"، وكان أول اجتماع للجنة التأسيسية لجامعة الدول العربية حضره حكومات الشعوب العربية لمحاولة إحباط قرار الأمم المتحدة رقم 181 والخاص بتقسيم فلسطين.
الاجتماع الأول للعرب لم ينجح ولم يعترف به المجتمع الدولي، مما جعلهم يعلنون الحرب جيوشا وكيانات على العصابات الصهيونية التي ذهبت تحتل فلسطين انذاك، وبرغم كل التضحيات التي قدمتها الجيوش العربية وتحديداً أبطال الجيش المصري آنذاك، إلا أن العرب خسروا حربهم عام 1948 وسميت بـ "النكبة"، وقُسمت فلسطين إلى ثلاث كيانات.
الأربعاء الماضي قررالرئيس الأمريكي دولاند ترامب نقل سفارته من إسرائيل إلى القدس، كاعتراف منه بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وزارة الخارجية المصرية بدورها أصدرت بيانا قالت فيه إن مصر تستنكرإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وترفض أي آثارمترتبة عليه.
وتابع بيان الخارجية: أكدت مصرأن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفًا لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغيرمن الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال وعدم جوازالقيام بأي أعمال من شأنها تغييرالوضع القائم في المدينة.
المملكة العربية السعودية، استقبلت القرار، ببيان من الديوان الملكي السعودي، قال إن المملكة تعرب عن استنكارها وأسفها الشديد للقرارالأمريكي بشأن القدس، معتبرة أنه انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابته، وأن الخطوة الأمريكية تمثل تراجعا كبيرا في جهود الدفع بعملية السلام وإخلال بالموقف الأمريكي المحايد تاريخيا من مسألة القدس.
كمااستنكرت دولة الإمارات العربية المتحدة قرارالإدارة الأمريكية، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأعربت عن أسفها الشديد لهذا القرار، وقالت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها، إن مثل هذه القرارات الأحادية تعد مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، ولن تغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس؛ باعتبارها واقعة تحت الاحتلال.
"يُخالف الأعراف الدولية"
محمد حامد الخبير في الشأن الدولي قال في تصريحات خاصة لـ" صوت الأمة" إن قرارترامب بنقل سفارة أمريكا إلى القدس "يضرب بالشرعية والقرارات الدولية عرض الحائط" ، لافتا إلي أنه منذ اتفاقية أوسلووفترات التفاوض بين العرب وإسرائيل، حتى قمة السلام في لبنان عام 2002، لم يتحدث أحد عن فكرة القدس وكل شيئ ترك للتفاوض النهائي الذي لم ينتهي بعد.
وأوضح أن قرار ترامب مخالف لقرارات الأمم المتحدة ، المتمثلة في الجمعية العامة ومجلس الأمن، ويخالف قرارات منظمة التعاون الاسلامي ، وجامعة الدول العربية وكل الأعراف والأخلاق الدولية التي تحتم الحفاظ على هوية القدس، متابعاً "اتفاقية أوسلو هي النواة التي أنشأت نواة لدولة فلسطينية، عبرالتفاوض وخلقت سلطة واعترفت بمنظمة فتح كممثلة للشعب الفلسطيني، واتفاقية أوسلولم تتحدث مطلقا على القدس وظلت القدس موجودة دائما وستكون ملكا للفلسطيين.