تبادل الاتهامات بين مسئولي وزارتي الزراعة والتموين في صفقة القمح الأوكراني المخشخش

مرت  6 أسابيع كاملة علي وصول شحنة القمح الاوكراني المخشخش إلي ميناء سفاجا، ومع ذلك لم يتم غربلتها إلي الآن ،بعد أن رفضت كل الصوامع الموجودة في جنوب مصر استقبالها ،خوفا من المسئولية القانونية، خاصة وأن سلطات وزارة الزراعة لم تقم بإبلاغ النيابة العامة حتي الآن، وهو ما أدي إلي وجود الشحنة في مخازن برصيف ميناء سفاجا حتي الآن .

أزمة هذه الشحنة أن كل التقارير الفنية التي أصدرها الحجر الزراعي اكدت بأنها شحنة " مخشخشة " ، وهو ما جعل الجميع يتبرأ منها، حيث كان من المفترض إبلاغ النيابة العامة لاتخاذ القرار المناسب حيالها ، إلا أن مسئولي وزارتي الزراعة والتموين تقاعسوا عن ابلاغ جهات التحقيق وقاموا بتفريغ الشحنة بشكل سري وإدخالها إلي مخازن ميناء سفاجا  .

الأغرب أن الصوامع الخمسة أرسلت تقريرا لوزارتي الزراعة والتموين بعدم صلاحية صوامع سوهاج وقنا والبلينا وقفط وقوص، لغربلة شحنة القمح الأوكراني ، ولم يفصحوا عن سبب "عدم الصلاحية " في تقريرهم خاصة وأنهم سبق أن غربلوا شحنات قمح سابقة ، إلا أن مصادر من داخل الحجر الزراعي أكدت أن قيادات الصوامع الخمسة " مرعوبين " بعد أن تسلموا التقارير الفنية التي تؤكد " خشخشة " الشحنة وإرسالها إليهم لغربلتها، دون أن يتم إبلاغ النيابة العامة، وهو ما قد يلقي عليهم بالمسئولية ، حال قيامهم بغربلة شحنة فاسدة ، لذلك كان الرفض هو موقف الصوامع الخمسة التي تسلمت الشحنات بالفعل، إلا أنها قامت بإلقائها في مخازنها، وقامت بتعليق عملية الغربلة حتي اشعار آخر، وهو ما وضع قيادات وزارتي الزراعة والتموين في حرج بالغ من " ركن " شحنة قمح تعدت ال 63  ألف طن وإلقائها في المخازن ، وهو ما دفع قيادات الوزارتين للاجتماع بحثا عن حل إلا أن اجتماعهما فشل في الوصول الي حل لتمرير الشحنة حتي الآن ، لتظل الشحنة بالكامل ملقاة داخل المخازن ، مع توالي وصول شحنات قمح اخري من الخارج وهو ما وضع الجميع في حرج بالغ وتبادلوا الاتهامات بالمسئولية في استيراد هذه الشحنة وعدم ابلاغ النيابة العامة بها لاتخاذ القرار المناسب حيالها علي غرار شحنة القمح الفرنسي التي تداخلت فيها النيابة وشكلت لجنة خماسية للإشراف علي غربلة الشحنة وكتابة تقرير لها قبل ارسالها الي المطاحن .