محرم بك.. قصة الحي الأرستقراطي الذي سكنه البارونات (صور)
السبت، 09 ديسمبر 2017 12:00 م
يعد من أهم أحياء وسط المحافظة، إذ إنه مازال يحتفظ ببعض من ملامح المدينة القديمة.. عند دخولك الحي ترى ترام الإسكندرية الأصفر القديم الذى يسير وسط السيارات دون فواصل فالكل يعرف طريقة، وفى وسط هذا الشارع يتقابل المسجد والكنيسة، وأيضا توجد بعض الفيلا القديمة التي تختلف فى أشكالها مع اختلاف عصورها والتى تم تحويل معظمه إلى مدارس ومؤسسات حكومية.
حي محرم بك، يعتبره كثيرون قبل ثورة 1952 حي الطبقة الأرستقراطية، وتم تسميته على اسم محرم بك صهر محمد على باشا، وهو من مواليد عام 1795 بمدينة قوله اليونانية، وأمضى به صباه، وتزوج تفيده هانم كريمة محمد علي باشا.
الترام الأصفر بمحرم بك
مكتبة البلدية
من أهم معالم الحي مكتبة البلدية الملحقة بمتحف الفنون الجميلة، الذي أنشئ في عهد الملك فاروق الأول، حين وهب البارون اليهودي "شارل دي مانشا"، المعروف بعشقه الفن، فيلا يملكها بالحي لمتحف الصور، وهو يضم حاليا مجموعة من أروع أعمال الفنانين المصريين والعرب والأجانب، ويقام به بينالي الإسكندرية لدول البحر المتوسط منذ أكثر من 50 عاما.
تاريخ الأمة
يضم حي محرم بك عددا من المساجد الكبرى التى تحوى تاريخ الأمة، ومنها مسجد "أنجة هانم" الواقع على ترعة المحمودية، وسمي باسم "أنجة هانم " زوجة والي مصر محمد سعيد باشا.
كما يضم الحي كنيسة السيدة العذراء مريم وهى من أبرز المعالم الأثرية المسيحية، حيث تم افتتاحها يوم الخميس الموافق سنة 1934، وأقيم احتفال مهيب حضره البابا المتنيح الأنبا يؤانس، وعدد كبير من أهم شخصيات الإسكندرية آنذاك؛ ومنهم الأمير عمر طوسون وأعضاء المجلس الملي.
الترام الأصفر بمحرم بك
وارتبطت كنيسة العذراء مريم بعدد من القصص منها، ظهور السيدة العذراء عند القبة وحماية كنيستها، إذ تروى الكثير من القصص في الحي عن رؤية سيدة تلبس ملابس بيضاء بهية كانت تمشي فوق سطح الكنيسة أثناء غارة جوية إبان الحرب العالمية الثانية 1942، وأزاحت القنبلة بيدها لتسقط بعيدا عن الكنيسة، فسقطت خلفها وتسببت في هدم 3 منازل، وتطايرت بعض الشظايا واخترقت حائط الكنيسة الخلفي ولم تؤثر على شيء يذكر سوى ما أحدثته من فجوة كبيرة تبلغ مساحتها مترا مربعا فوق صورة السيدة العذراء بالمقصورة الخاصة بها، إلا أن الصورة بقيت سليمة حتى لوح الزجاج الذي يغطيها لم ينكسر، ويقال إن تلك كانت القنبلة الأخيرة التي ألقيت على القطر المصري، والتي انسحب العدو بعدها وعادت مصر آمنة والإسكندرية سالمة.
مدرسة سان جوزيف الفرنسية
ويوجد بالحي مدرسة سان جوزيف الفرنسية، التي كانت من قبل فيلا أحمد مظلوم باشا، وقد تحولت إلى ملجأ القديس يوسف في الأول من نوفمبر 1885 ثم تحولت بناء على طلب أهالي الحي إلى مدرسة سنة 1892، فضلا عن ملجأ «سان فرانسيسكو»، وهو ملجأ الرهبان السلوفانيين المتقاعدين الذين جاءوا إلى مصر عبر ميناء تريست في الفترة من 1870 وحتى 1950.
حى محرم بك
وأيضا كان هناك تواجد لليهود في محرم بك حيث يوجد قصر البارون " منشا " الذي تحول إلى مدرسة المشير أحمد بدوي، وملجأ اليهود العجزة " لا فوييه "، الذي أسسه رجل الأعمال اليهودي " إبرام عاداه بك" في شارع الرصافة، الذي تحول إلى مستشفى النزهة، وحتى وقت قريب كان يعيش به عدد من اليهود السكندريين، وقام " عاداه بك " ببناء مستشفى الرمد حاليا التي تقع في منطقة وابور المياه وعلى مقربة من محطة مصر بجوار النادي الأولمبي، وافتتح المستشفى عام 1929.
مستشفى ناريمان
كما قامت القوات الألمانية بإنشاء مستشفى ناريمان، فى عام 1886 وكانت تعرف باسم "البروسيا "، أعقاب الحرب العالمية الثانية أطلق عليه مستشفى " الأنجلسويس " حتى 1918، ثم سمي مستشفى "الأميرة فوزية " بعد تأسيس جامعة فاروق الأول، حيث تم شراء المستشفى عام 1948، وفي عام 1950 أصبح اسمه مستشفى ناريمان بعد زواج الملك فاروق بالملكة ناريمان، وبعد قيام الثورة تم تسمية المستشفى باسم الحضرة الجامعي.
أما الجالية الإيطالية في محرم بك كان لها أيضا المدرسة الطلياني الدون بوسكو، وهي مدرسة فنية للبنين، والمستشفى الإيطالي الذي بني عام 1926 والذي له طراز معماري متميز الأكواخ الخشبية، وكذلك المستشفى الإيطالي الماترنتيه الذي افتتحه المهندس الإيطالي الشهير لوريا عام 1923 وهو مستشفى للولادة.
حى محرم بك
كذلك يوجد مبنى كلية العلوم القديم، التي درس بها كثير من العلماء المصريين منهم الدكتور أحمد زويل، وهو المبنى الذي أراد الطبيب الشهير علي باشا إبراهيم المولود في الإسكندرية تحويل حجراته إلى عنابر وغرف عمليات إبان الحرب العالمية الثانية، حيث يحمل أكبر مدرجات الكلية اسمه.
حي الكتاب والفنانين
وولد في الحي الكثير من العظماء والفنانين فى مصر منهم الكاتب الكبير توفيق الحكيم عام 1898، وتلقى تعليمه الثانوي في مدرسة العباسية الثانوية في الحي ذاته، وولدت في الحي الفنانة هند رستم عام 1929، و الفنانة بهيجة حافظ، والفنانة ليلى مراد لأسرة يهودية عام 1918، والمطرب عمر فتحي.
وولد فيه من الفنانين التشكيليين الفنان الكبير محمد ناجي، أحد رواد الحركة الفنية الحديثة في مصر، والإخوان سيف وأدهم وانلي، وكان الحي مركزا لأحداث كان بطلها سفاح الإسكندرية، محمود أمين سليمان، الذي ألهم نجيب محفوظ روايته الشهيرة اللص والكلاب، وعاش به لفترة الأديب السكندري إدوار الخراط وذكره في رائعته ترابها زعفران، ويا بنات إسكندرية، كذلك دارت به أحداث كثيرة في رواية الأديب إبراهيم عبد المجيد "طيور العنبر".
حى محرم بك
كما ولدت به "رباعية الإسكندرية للكاتب البريطاني الشهير لورانس داريل، حيث أقام في منزل عائلة أمبرون أثناء الحرب العالمية الثانية، وفيه تعرف إلى الفنانة كليا بدارو وهام بها، وأطلق اسمها على واحدة من " رباعيات الإسكندرية " التي أصبحت علامة فارقة في تاريخ الأدب الروائي العالمي.
محطة السكة الحديد بمحرم بك