المؤسسات الدينية تنتفض ضد ترامب.. وتطالب بالدفاع عن أولى القبلتين
الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 10:08 م
انتفضت المؤسسات الدينية، ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، مطالبين بضرورة الدفاع عن أولى القبلتيين، ومشيرين إلى أن خطاب ترامب يعد انتهاكا للإنسانية.
واستنكرت دار الإفتاء المصرية، ما يحدث من محاولات لنقل السفارة الأمريكية للقدس، حيث قالت الدار، على صفحتها الرسمية على "فيس بوك"، عبارة باللغة الإنجليزية تؤكد على أن القدس خط أحمر وقالت "القدس خط أحمر.. القدس هي عاصمة فلسطين".
وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على دعم مصر ودار الإفتاء المصرية الكامل للأشقاء الفلسطينيين في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها القضية الفلسطينية واعتزام الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس.
وشدد المفتي خلال اتصال هاتفي أجراه مع الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، على أن قضية القدس هي قضية كل العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهي في قلب كل عربي ومسلم لما لها من مكانة ومنزلة دينية وحضور حضاري وعمق ضارب في أعماق التاريخ.
ودعا مفتي الجمهورية، العرب والمسلمين إلى الوقوف الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مطالبًا الدول العربية والإسلامية بمساندة القضية العادلة للمسجد الأقصي والشعب الفلسطيني انطلاقًا من روابط الأخوة الإسلامية والعربية.
من جانبه ثمن مفتي القدس والديار الفلسطينية الدعم الكبير الذي تقدمه مصر قيادة وشعبًا، للقدس وللقضية الفلسطينية في كل المجالات ووقوفها الدائم بجانب الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.
فيما قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، إن المسجد الأقصى هو مسرى سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين وثالث الحرمين.
وأضاف"هاشم"، فى لقاء تلفزيوني، أن الأحداث التي تجرى في القدس الآن تعد انتهاكات للإنسانية، ومحاولات نقل السفارة الأمريكية للقدس معناه أن الصهيونية تدير ظهرها لكل قرارات الأمم المتحدة.
ووجه "هاشم"، عدد من الأسئلة قائلا : أين منظمات العالم الإسلامى؟ أين الدول العظمى؟ أين حقوق الإنسان والديمقراطية التي يتشدقون بها؟.
وتابع رئيس جامعة الأزهر الأسبق،" استنكر عضو هيئة كبار العلماء، موقف الدول العربية التي يعتبر حبر على ورق"، مؤكدا أن الأمر يحتاج لخطوة جادة لاستعادة الحقوق لأصحابها.
وقدم عمر هاشم، مقترحا لعقد مؤتمر عالمي يشارك فيه رؤساء دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان لاتخاذ قرار وموقف من هذا الذي يحدث بالقدس ومنع تنفيذ القرار الذي يتسبب في مشكلات كبرى قد تحرق الماء واليابس.
بدوره أعلن الاتحاد العالمي للطرق الصوفية رفضه بأشد عبارات الرفض والإدانة القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب المحتلة إلى القدس المحتلة، واعترافه بأن مدينة القدس هي عاصمة "الكيان الصهيوني".
واعتبر الاتحاد، في بيان له، هذا القرار بمثابة "إعلان حرب" على الأمة العربية والأمة الإسلامية، وتصديق رسمي على الاغتصاب التاريخي للأراضي الفلسطينية، وشرعنة للاحتلال الصهيوني، وتمزيق لكل اتفاقات السلام والقرارات الدولية الخاصة بدولة فلسطين.
ورفض الاتحاد المحاولات الأمريكية والصهيونية بتنفيذ ما يسمى بـ"صفقة القرن" لتبادل الأراضي العربية وإنهاء القضية الفلسطينية، ويؤكد دعمه للقيادة السياسية المصرية التي ترفض هذه المحاولات الخسيسة من الاحتلال وداعميه.
وأعلن الاتحاد احتجاجه على الزيف التاريخي الذي سرده الرئيس الأمريكي، فيما يتعلق بأن المدينة بناها اليهود، وأن كل الأديان تنعم بالحرية التعبدية داخل المدينة، وهي إدعاءات كاذبة وترويج للأفكار الصهيونية، وتعد هروبًا من أزمات داخلية يواجهها ترامب قد تهدد مستقبل حكومته.
وطالب الاتحاد الحكام العرب والمسلمين بتوحيد الجهود والخطى الدبلوماسية والسياسية لمنع تنفيذ هذا القرار الفج، الذي يعتبر اعتداء على الحقوق العربية والإسلامية، وتطاولاً عن الأمتين.
وأعلن الاتحاد تأييده لأي تحركات تتم ضد هذا القرار تقوم بها الحكومات أو المنظمات الدولية أو الشعوب العربية والإسلامية على أي مستوى.
ويؤكد الاتحاد أن مدينة القدس هي مدينة إسلامية عربية وهي عاصمة دولة فلسطين، وأنها تحت الاحتلال الصهيوني، وأن القرار لن يغير الوضعية القانونية والدينية والتاريخية للمدينة، ويؤكد أن مقاومة الاحتلال بشتى الطرق واجبة حتى استعادة الأراضي المحتلة.
فيما أكد مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، رفضه القاطع اعتزام واشنطن نقل سفارتها إلى "مدينة القدس الشريف".
وقال المجلس، أنه يتابع ما يثار الآن في عدد من الدوائر السياسية ووسائل الإعلام الأمريكية مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يدعو فيه حكماء العالم إلى بذل الكثير من الوقت والجهد لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، وإطفاء الحرائق التي يشعلها الإرهاب بأذرعه الطويلة الدموية في العالم كله، نجد أن البعض يسعى لتأجيج نيران أخرى تعطي الإرهاب فرصة جديدة لممارسة أفعاله الإجرامية من قتل وإرهاب وتدمير.
ودعا المجلس منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، وجميع قادة ورموز العالم الإسلامي وكافة المؤسسات الدينية والمعنية إلى الدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
كما طالب المجلس أيضًا المجتمع الدولي، بالالتزام بكافة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بمدينة القدس، بما فيها قرارات مجلس الأمن رقم 252 (1968)، 267 (1969)، 465 و476 و478 (1980)، 2334 (2016)، ومبادئ القانون الدولي، التي تعتبر كل الإجراءات والقوانين الصهيونية المستهدفة تغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس الشرقية ومقدساتها وهويتها وتركيبتها الديموجرافية، لاغية وباطلة. وتنص تلك القرارات على عدم إنشاء بعثات دبلوماسية فيها أو نقل السفارات إليها أو الاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال، والتي تعتبر أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وتابع المجلس،"إنه في الوقت الذي نأمل فيه من الولايات المتحدة الأمريكية القيام بدورها المنوط بها وإعطاء الحقوق لأصحابها، فإننا في الوقت نفسه نحملها كامل المسؤولية عن العواقب الناتجة عن أي قرارات متسرعة وخاطئة بنقل سفارتها إلى مدينة القدس الشريف العربية، آملين عدم الإقدام على هذه الخطوة الاستفزازية لمشاعر وعقيدة أكثر من مليار وثمانمائة مليون مسلم في جميع أنحاء العالم".
وكان دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، أعلن اعترافه رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال ترامب في خطاب له من قليل، إن هذه الخطوة تأخرت كثيرا، ومجلس الكونجرس الأمريكي، وافق على هذه الاتفاقية في عام 1996 وتأخرنا عقدين على تنفيذ هذا القرار والرؤساء السابقين لم يكن لديهم الجرأة على تنفيذ هذا القرار.