ما بعد مقتل علي عبدالله صالح؟

الثلاثاء، 05 ديسمبر 2017 05:35 م
ما بعد مقتل علي عبدالله صالح؟
على عبد الله صالح - الرئيس اليمني السابق
كتب- محمد الشرقاوي

نشر مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، دراسة جديدة حول التحولات الجذرية التي ستشهدها الساحة اليمنية، بعنوان: "تحولات جذرية: سيناريوهات ما بعد مقتل علي عبدالله صالح".
 
وأشار المركز إلى أنه لم تمرّ ساعات معدودة على إعلان الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إنهاء تحالفه مع الحوثيين، والسيطرة على العاصمة صنعاء، حتى تمت تصفيته من قبل الميليشيات الحوثية في صنعاء.
 
واعتبر المركز مقتل عبدالله صالح، بمثابة نقطة تحول مهمة في الصراع الأهلي الدائر في اليمن، حيث ترتب عليه انهيار كامل لتحالف الحوثيين مع أنصار صالح في حزب المؤتمر الشعبي، وإعلان القبائل المؤيدة له عزمها التحرك ضد الحوثيين بالتوازي مع تكثيف القوات اليمنية وقوات التحالف العربي لعملياتها لاستعادة العاصمة صنعاء، وهو ما يعني فرض حصار كامل على الحوثيين من غالبية القوى والتيارات اليمنية.
 
وتابع المركز في العرض البحثي، للدكتور حمود ناصر القدمي، أن الرئيس اليمني السابق فقد جزءًا كبيرًا من نفوذه قبل مقتله، حيث تم تجريده من قوته العسكرية من خلال تشتيت ألوية الحرس الجمهوري، وتوزيعها على جبهات الحرب، وفصل قياداتهم المركزية وإلحاقها بقيادات الجبهات تحت إمرة قيادات حوثية، كما تمت ملاحقة عدد كبير من أعوانه والتضييق عليهم دون أن يتخذ صالح وحزبه أي إجراءات لحمايتهم، وهو ما دل بوضوح على تراجع قدراته وتأثيره، رغم حرصه في كل ظهور على تأكيد أنه لا خلاف بينه وبين الحوثيين، وهو ما رآه بعض اليمنيين تخاذلًا منه وضعفًا في مواجهتهم.
 
وأوضح القدمي، أن الرئيس اليمني السابق غاب عنه مقتل قائد الحوثيين السابق، حسين بدر الدين الحوثي، الذي تم قتله في مواجهات مع الجيش عام 2004، ولهذا قامت ميليشيات الحوثي بتصفية صالح بذات الأسلوب الذي قُتل به قائدها.
 
وتابع المركز أن تصريحات عبدالله صالح، في  ديسمبر 2017، عجلت بتصفيته؛ حيث دعا أتباعه وقوات الجيش والأمن إلى عدم تنفيذ أوامر قيادة ميليشيا الحوثي، ومقاومتها في كل منطقة باعتبارها عاثت في الأرض فسادًا لثلاث سنوات، وتسببت فيما يحدث للشعب من تجويع وقتل وتشريد وحصار، ثم إعلانه فك التحالف بينهما.
 
 أوكد المركز أن مقتل صالح سيؤدي إلى اختلال التوازنات الداخلية، وانفراد جماعة الحوثي بالسلطة في المناطق الخاضعة لها، معتمدة في ذلك على القوة المفرطة ضد كل خصومها، وستقوم قيادات حزب المؤتمر بترتيب أوراقها من جديد، ومحاولة تعويض الخسائر التي تسبب بها التحالف مع الحوثيين.
إضافة إلى أنه من الممكن أن يحشد أعضاء حزب المؤتمر الصفوف ضد الحوثيين، خاصة أنهم أكبر شريحة مجتمعية عانت من تضييق الحوثيين، بالإضافة إلى خبرة قيادات حزب المؤتمر الطويلة في الحكم وإدارة مؤسسات الدولة لمدة لا تقل عن 33 عامًا.
 
وبالنسبة لقوات الحرس الرئاسي التي كانت موالية لصالح، يقول المركز إنه من الممكن أن يحاول قادة الحرس إعادة تجميع الأوراق أيضًا، فهم تعرضوا لعملية إذلال غير مسبوقة من قبل الحوثيين أدت إلى انتقالهم من معسكراتهم، والاعتكاف في منازلهم بعد تجريدهم من حقوقهم المادية والمعنوية، فيما تخلى بعضهم عن ولائه لوحدته العسكرية وقيادته وانضم إلى صفوف الحوثيين.
 
وعرض المركز عدة سيناريوهات محتملة، أولها "السيطرة الحوثية"، وأنه قد تنفرد ميليشيا الحوثي بالسلطة من خلال الإفراط في استخدم القوة القهرية، واتباع أسلوبهم المعتاد في الإعدامات وهدم المنازل وتهجير الأسر، ومن المحتمل أن يُجبر الحوثيون المواطنين على التوجه للجبهات بالقوة، وهو ما سيطيل أمد الأزمة.
 
ثاني تلك السيناريوهات، "المقاومة الشعبية"، وذلك في ظل التصعيد داخل صفوف حزب المؤتمر الشعبي، للثأر ورد العدوان الحوثي، وهو ما سيبدأ بتشكيل خلايا مقاومة على مستوى كل منطقة بعد الإعلان عن قيادة موحدة لمقاومة الحوثيين والانتقام لزعيمهم، مع الاستعانة بالقيادات العسكرية والأمنية التي تضررت من سيطرة الحوثيي.
 
أخر السيناريوهات، "عمليات الثأر"، بحسب المركز فإن قيادات حزب المؤتمر قد تفضل التنسيق مع قوات إعادة الشرعية في اليمن، والإعلان عن ولائها لها واستعدادها للقتال تحت رايتها، وهو ما قد يدفع القيادات العسكرية والأمنية للقيام بالمثل، خاصة وأن قيادات حزب المؤتمر ترغب في الثأر بأي وسيلة بعد إعدام الحوثيين لكثير من مشايخ المؤتمر.
 
وانتهى المركز إلى أن قتل الحوثيين لعلي عبدالله صالح، سيترتب عليه تغير جذري في التوازنات الميدانية لغير صالح ميليشيات الحوثيين، وهو ما قد يترتب عليه فقدانهم السيطرة على العاصمة صنعاء، وارتدادهم باتجاه مناطق تمركزهم الأساسية في صعدة في شمال اليمن. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة