تصريحات أردوغان عن دخول عناصر داعش إلى سيناء تفضح تورط تركيا في دعم الإرهاب
الثلاثاء، 05 ديسمبر 2017 01:22 م
زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الإرهابيين الذين غادروا مدينة الرقة السورية، أرسلوا إلى مصر لاستخدامهم في صحراء سيناء.
تصريحات أردوغان، والمؤكد استقائها من المخابرات التركية، التي اتهمتها أجهزة مخابرات دولية بالتعاون مع داعش وتسهيل نقل مقاتليه من وإلى بؤر الصراع في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام، فضحت التورط التركي في دعم الإرهاب في المنطقة، رغم تصريحاتها المتكررة بأنها تخوض حرب ضد الإرهاب.
كان أبرز الاتهامات الموجهة للحكومة التركية، في أبريل من العام الماضي، حين اتهمت موسكو مؤسسات حكومية تركية بتزويد تنظيم داعش في سوريا بالأسلحة والمعدات العسكرية.
وأكد تلك التصريحات تقارير لصحف تركية معارضة اتهمت الاستخبارات التركية بنقل أسلحة إلى المتشددين في سوريا.
اقرأ أيضًا .. "يقتل القتيل ويمشي في جنازته".. أنقرة تزعم: نحن من قضينا على داعش
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إن تركيا مورد رئيسي للأسلحة والذخيرة لمسلحي داعش، مؤكدًا أن وكالة الاستخبارات الوطنية التركية هي من تشرف على نقل تلك الأسلحة.
وأضاف تشوركين أن ما قيمته نحو مليوني دولار من المتفجرات والمواد الكيماوية هربت عبر الحدود التركية إلى الجماعات المتطرفة في سوريا.
في هذه الأثناء، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرجي لافروف قال خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري إن المتشددين مازالوا يعبرون من تركيا إلى سوريا عبر الحدود بين البلدين.
وسبق للمخابرات التركية الإعلان عن هجمات داعشية ضد السفن الروسية عن عبورها مضيق البوسفور، وهو ما نقلته صحيفة "خبر تورك" التركية.
وذكرت الصحيفة أنه بعد تلقي هذه المعلومات اتخذت شرطة اسطنبول سلسلة من التدابير لمنع هجوم داعش المحتمل. وتضمن ذلك فرض مراقبة شديدة على 146 نقطة في مضيق البوسفور، يمكن أن ينفذ الاعتداء منها.
وأشارت الصحيفة التركية إلى أن زوارق خفر السواحل وطائرات الهليكوبتر التركية سترافق من الآن فصاعد كافة السفن الروسية التي تمر عبر مضيق البوسفور.
ووفقًا لموقع إعلام تركية، فإن المخابرات التركية بأن هناك ما يقرب من 146 موقعا تم تحديدها، يمكن لـ"داعش" شن هجمات صاروخية منها ضد السفن الروسية، لذلك تم تشديد الأمن والحراسة في هذه النقاط.
وفي أغسطس الماضي، كشف تقرير أعده مركز بحثى مختص بشؤون تركيا والمشرق العربي، عن أن التحركاتا الداعشية هي برعاية تركية، ويؤكد ذلك ما تعلن عنه أجهزة الأمن التركية أن داعش تخطط لاستهداف مناطق استراتيجية لدول بعينها.
وأكد التقرير تورط أجهزة المخابرات التركية مع عناصر تنظيم داعش وتنظيمات إرهابية أخرى فى سوريا، وذلك لتحقيق مصالحها الاقتصادية من خلال استيراد النفط من مناطق نفوذ تلك العناصر مقابل مدها بسلاح تركى عبر المدن التركية على الشريط الحدودى مع سوريا، وتحويل تلك المنطقة إلى محطة دعم لوجيستى لداعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
واستشهد التقرير بموقف تركيا بعد رفضها توريط قواتها العسكرية فى سوريا وفى الوقت نفسه طالبت بتشكيل قوات برية للتحرك لإسقاط نظام الأسد، بالتوازى مع منعها للمواطنين الأكراد من الذهاب والقتال فى مواجهة داعش والإرهابيين بسوريا.
الحزب التركي الحاكم "العدالة والتنمية" الذي أعلن منه أردوغان تصريحاته حول دخول عناصر داعش إلى سيناء، اتخذ مواقف داعمة لداعش، فرغم إعلان دعمه تركيا لمقاتلات التحالف الدولي في قصف معاقل داعش، إلا أنها ظلت ولفترة كبيرة تمتنع عن أي تدخل عسكري على جبهة القتال رغم حدودها التي تمتد لمسافة 1200 كيلومتر مع العراق وسوريا، لكنها بدأت معاركها بالفعل مع دخول القوات الكردية في سوريا معارك ضد التنظيم.
وفي تقرير سابق لصحيفة الجارديان البريطانية، قالت إن أمريكا وحكومات أوروبية، حثّت تركيا على ضرورة إيقاف المقاتلين الذين يعبرون إلى سوريا، غير أن أنقرة لم تبد رغبة جدية في مواجهة الجهاديين، وظلّ مسؤولون فيها مصرّين على أنه يصعب التفريق بين الحجّاج الآتين إلى تركيا وبين الجهاديين.
كان من بين التقارير الكاشفة لعلاقة تركيا بداعش، تقرير كتبه الصحفي التركي جنكيز كاندار، حول وكالة الاستخبارات التركية (MIT) وأنها كانت النافذو التي ساعدت في ولادة الحركة السنية المسلحة "داعش"، وأنه في عام 2012، قدّمت تركيا السلاح والدعم اللوجستي للمقاتليين الذين يقاتلون ضد النظام السوري ومن أجل إجهاض ظهور كردستان المستقلة في سوريا، لأن نجاح أكراد سوريا، ستكون له تداعياته على القضية الكردية في تركيا.