ابن السنوات الأربع ينجو من المذبحة ويحكى تفاصيل الموت والدم

الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 06:00 ص
ابن السنوات الأربع ينجو من المذبحة ويحكى تفاصيل الموت والدم
الطفل فرج

 
بجانب الطريق الفرعى غير الممهد تماما، والممتد من الطريق الدولى القنطرة العريش، يقف «فرج» الطفل ذو الـ4 سنوات بالقرب من الوحدة الصحية الكائنة على المدخل الغربى لقرية «الروضة»، التى تصدرت الخبر الأول فى نشرات الأخبار المحلية والعالمية، وهو يمسك بلعبته، التى تعرف بين الأطفال باسم «النبلة»، وهى عبارة عن قوس خشبى صغير، يصل بين طرفى قطعة من المطاط «الأستك»، وبرفقتها عود مدبب، يستخدمه كرمح لإطلاقه باتجاه أهدافه.
 
4
 
كان فرج هو أول ملمح بشرى أراه فى طريقى لقلب القرية، التى شهدت المذبحة البشعة.
 
استقبلنا الطفل فرج، الذى عرفنا منه أنه ابن وحيد لوالده توفيق محمد، الذى قتل بالمسجد، وأنه أيضا الطفل الوحيد، الذى نجا من المذبحة، دون أن يصاب بأى أذى باستثناء الهزة النفسية، التى تعرض لها نتيجة ما شاهده من لحظات رعب وموت داخل المسجد.
 
طلبنا منه أن يحكى لنا ما شاهده بالمسجد، فأصر أولا أن يعطينا فكرة عن «النبلة»، التى يعتبرها بمثابة سلاح سيقتل من خلال رمحها، المسلحين الذين قتلوا والده، وكادوا يقتلوه، فقال: «كنت قاعد جنب أبوى بالمسجد، ودخلوا علينا المسلحين لابسين جيش (فى إشارة إلى أنهم كانوا يرتدون ملابس عسكرية)، وصاروا يطخوا عالناس، وطخوا أبوى، وصار الدم يشخلب (يتدفق) من رأسه».
 
توقف فرج، وأخذ يبكى، وهو يتذكر مشاهد الدماء، وصوت الرصاص لا يفارق مخيلته، وعاد ليتحدث: «إنى خفت ليكتلونيه (يقتلونى) وانحشرت (اختبأت) فى الزاوية، وجانيه العسكرى وصوب على «البارودة» (السلاح)، فقلت له أنى طنى (أى أنا طفل)، ولما وجه تانى جال (اتجه لناحية أخرى)، جمت وشردت (قفزت) من الشباك».
 
كان «محمد»، يرتعش وهو يتحدث ويلتفت خلفه وعلى جانبيه، وعندما سألته مالك بترتعش كده ليه، قال: «خايف من الخون (الإخوان) ليعاودوا، ويكتلونى زى ما كتلوا أبوى». أضاف قائلا: «عموا أنت راح تيجى القرية مرة تانية؟ فأجبته بنعم، فقال أبوى كان وده يجيب لى حصان حلاوة من مولد النبى، لكنه مات، خلاص أنا ما بدى حصان، بس هات عروس حلاوة لأختى، لأنها بتصيح (بتبكى) ودهى (تريد) عروس حلاوة مثل بنت جيرانا».
 
تركنى محمد، وترجل لبضع خطوات، إلا أنه عاد وأمسك بملابسى قائلا: «عموا تفضل نقهويك أمانة (أشرب القهوة)، احتضنته وانفرط عقد دموعى، وقبلته على جبينه، واعتذرت له، واعدا إياه بتلبية دعوته وشراء العروس الحلاوة لشقيقته بأقرب وقت».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق