البروفيسور الألماني مهند خورشيد في حواره لـ"صوت الأمة": ألمانيا تتعامل مع الدين الإسلامي في جامعاتها بشفافية.. ويجب التفكير النقدي بمحتويات التراث
الإثنين، 04 ديسمبر 2017 04:56 محوار: مروة حسونة وتصوير: أشرف فوزي
عندما تسمع أذنك اسم "مهند خورشيد"، ستتذكر بالطبع حالة الجدل التي خلفها الرجل قبل عامين، عندما قال:"الله ليس زعيما لقبيلة من العصور الغابرة ولا ديكتاتورًا، والقرآن ليس كتابا من كتب القانون"، وذلك عندما صور خورشيد أستاذُ علوم التربية الإسلامية، ومدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية، في كتابه "الإسلام دين رحمة" رؤيته للطريقة "المغلوطة" التي يرى بها معظم المسلمين إلههم ودينهم.
ويرى خورشيد في كتابه أن بعض المسلمين لديهم صورة "مشوهة" عن الله، ساهم في رسمها بعضًا من أئمة المساجد ودروسهم الدينية، في حين قدم الله نفسه في القرآن باعتباره إلها محبا لعبيده.
مهند خورشيد قال إنه يقدّر التعاون المشترك بين الجامعات المصرية والألمانية، كاشفًا خلال حواره لـ"صوت الأمة" العديد من كواليس دراسة الدين الإسلامي داخل ألمانيا، وكيفية إتاحة دراسته وتدريسه داخل المدارس والجامعات الألمانية كالدين المسيحي.
هل ندوتك بدار علوم القاهرة هي بداية لتبادل علمي بين الجامعات المصرية والألمانية؟
ندوتي بكلية بدار العلوم، تأتي في إطار التعاون المشترك بين جامعة مونستر بألمانيا والكلية التابعة لجامعة القاهرة، وهي فقط مجرد بداية، وسيكون هناك تواصل أكاديمي أكثر خلال الأيام المقبلة، حيث تم الاتفاق على بداية التبادل العلمي والطلابي وتبادل الأساتذة بين جامعة مونستر وجامعة القاهرة.
ما هي البنود الأساسية التي تم الاتفاق عليها لبرتوكول التعاون؟
تم الاتفاق الشفهي بين كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وجامعة مونستر على تبادل الطلاب والأساتذة، بجانب توفير منح دراسية لطلاب جامعة القاهرة في مركز الدراسات الإسلامية، وسيتم توقيع برتكول التعاون بعد الاتفاق على بنوده قريبًا.
أهم الأعمال التي يقوم بها مركز الدراسات الإسلامية بألمانيا؟
بدأ مركز الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر بألمانيا في 2010 ويضم 850 طالبا كلهم مسلمين، ومن يتخرج من المركز يكون مؤهلًا لتدريس مادة الدين الإسلامي داخل المدارس والجامعات في ألمانيا، ويقوم المركز بتأهيل الطلاب الملتحقين به للتدريس داخل المدارس والجامعات في ألمانيا، ويسمح القانون الألماني بتدريس مادة الدين الإسلامي داخل المدارس والجامعات مثل الدين المسيحي داخل ألمانيا.
ما الفكرة الأساسية التي يقوم عليها مركز الدراسات الإسلامية في ألمانيا؟
فكرة التنوير هي الفكرة الأساسية التي يقوم عليها التدريس بجامعة مونستر، وتعني أن يصبح الإنسان سيد قراره الديني في كل الحالات، ولا وصاية دينية لأحد، حتى لا يصبح الإنسان متلقي وسلبي، فعلى الإنسان أن يتقن فن الاختيار، حتى لا تؤثر الأفكار المغلوطة التي تُقرأ على الإنترنت على الشباب، وما بها من أفكار مغلوطة تنشر من خلال الجماعات الإرهابية المتطرفة، وعلى الإنسان أن يميز ويبحث دائمًا على الحقيقة ويفكر بها ويسأل نفسه هل هذا مراد الله أم مجرد كلام باسم الله، كما أنه لا يجب أن نأخذ التراث الإسلامي بشكل كامل، بل العمل على تفعيل التفكير المقصود للدين كي نفهم الإسلام في سياقه.
هل مركز الدراسات الإسلامية بمونستر الألمانية مؤسسة دينية أم أكاديمية؟
مركز الدراسات الإسلامية مؤسسة تعليمية أكاديمية يحصل الطالب منها على درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه والمتفوق من الخرجين يصبح أستاذا بالمركز، ويعد المركز أكبر مركز أكاديمي في ألمانيا وعمره 7 سنوات، وتم تخريج دفعتين منه منذ إنشائه في 2010.
ما هي شروط التقدم للدراسة في مركز الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية؟
نظام الدراسة بمركز الدراسات الإسلامية، تستغرق درجة البكالوريوس فيه 3 سنوات، والماجستير سنتين، أما بالنسبة للدكتوراه تستغرق 3 سنوات، وبالنسبة لشروط التقدم للدراسة للطلاب والباحثين داخل مركز الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر، يجب أن يكون الطالب حاصلا على الشهادة الثانوية معترفا بها، وأن يكون معدل النجاح فيها بتقدير جيد جدًا، ويتقدم آلاف الطلاب للالتحاق بالمركز، ويتم قبول في حدود المطلوب سنويًا، 99% منهم مسلمين، 20% أصولهم عربية، و70% أصولهم تركية و10% من الجنسيات الأخرى.