أشهرهم "بس" و "سنب".. الأقزام كانوا آلهة ووزراء في مصر القديمة
الإثنين، 04 ديسمبر 2017 03:00 م
وافق البرلمان بشكل مبدئي أمس، على اعتبار الأقزام ضمن ذوى الاعاقة ضمن قانون ذوى الاعاقة والاحتياجات الخاصة، لحصولهم على حقوقهم، خاصة بعد تهميشهم على مدار عقود.
دور الأقزام فى العصور الفرعونية، كان ملحوظا حيث حظى الاقزام في مصر القديمة بقدر أكبر مما كان يتوافر لنظرائهم فى بلاد اليونان.
"لا تسخر من الكفيف، ولا تهزأ بالقزم، ولا تسد الطريق أمام العاجز، ولا تهزأ من رجل مرضها الخالق، ولا يعلو صوتك بالصراخ عندما يخطئ"، هذه المقولة من أبرز تعاليم "امينيموب" الأديب المصرى منذ أكثر من 3100 عام، والتي تعتبر أبرز دليل على نظرة وثقافة المصري القديم تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة عامة وتجاه الأقزام خاصة، والتي تضمنت مبدأ التسامح والتعايش معهم واحترام اختلافهم الجسدي.
ويرجع تاريخ الأقزام في مصر إلى عصور ما قبل التاريخ، وهو ما تدل عليه الهياكل العظمية التي تعود إلى حضارة "البداري" 4500 ق م ، بالإضافة إلى عصر الدولة القديمة التي ترجع إلى 2700- 2190 ق م.
الأقزام في مصر القديمة نوعان
الأول: هو القزم الافريقي الذي أحضره المصري القديم خلال تجارته مع النوبة وبلاد بونت، وكان دوره يقتصر على الرقص في القصر الملكي، لإدخال السرور على قلب الملك وهو ما يعرف بـ"الرقص للأرباب"، وقد جيء بأول قزم من بلاد بونت، في عهد الملك "اسيسي"، من الأسرة الخامسة.
النوع الثاني: هو "القزم المصري" وعلى الرغم من أنهم كانوا يعانون من تشوه جسدي، حيث كانوا يتميزون برأس كبير وجذع طبيعي وأطراف قصيرة، إلا أنهم اشتهروا بصناعة الحلي في مصر القديمة، وذلك نظرا لصغر أطرافهم التي كانت تمكنهم من تشكيل الحلي بسهولة وميزتهم عن غيرهم، ويتضح ذلك من خلال أحد المناظر المصورة على جدران مقبرة "مريروكا" بمنطقة سقارة.
صور تجمع ما بين البشرية والحيوانية، وتشيع الضحك والفزع في آن واحد، ويعتبر من أبرز الأدلة على أهمية مكانة الأقزام فى مصر الفرعونية هو أنهم عبدوا الإله "بس"، وأطلقوا عليه رب المرح والسرور فى مصر القديمة وحامى البشر من الأضرار والأخطار وكان يتميز بشعبية كبيرة حينذاك على الرغم من أنه قزم.
اتسم "بس" بالقدرة على تهدئة روع الأرباب، وبالترويح عنهم من خلال أداء رقصاته وعزف الموسيقى، والذى كان سبباً في كونه رباً مختصاً بالمرح والسرور وإحداث البهجة.
وارتبط "بس" بمفهوم الحماية، حيث لعب دوراً كبيراً في حماية البشر، وبالأخص الحوامل والأطفال الصغار، فكان يقوم بطرد الأرواح الشريرة، وإبعاد الأمراض التى قد تصيبهم، هذا فضلاً عن دوره في تسهيل عملية الولادة للسيدة الحامل، وتخفيف آلام المخاض.
كما عرف المعبود "بس" بدوره في حماية النائمين، وحماية البشر أثناء ساعات النوم، حيث أن الإنسان يدخل أثناء فترة نومه في عالم فوضوى، فكان يتزود بالآلات الموسيقية، مثل الدف أو الطبلة والقيثارة، والتى يؤدى العزف عليها إلى إصدار أصوات صاخبة تثير الأرواح الشريرة والعفاريت، فتطردها بعيدًا عن النائم.
وأدى ذلك كله إلى اعتبار المعبود "بس" في العصر البطلمى ربَّ الأحلام الذى يساعد البشر على أن تنعم بالأحلام السعيدة الطيبة.
ولم يتوقف دوره كرب حامٍ للأحياء فقط، إذ أنه لعب دوراً كربٍّ حامٍ للموتى، فكان يقوم بحماية المتوفى، ويساعده من أجل عدم تعرض رأسه للقطع بواسطة شياطين العالم الآخر، كما ارتبط المعبود "بس" أيضاً بالبعث والولادة، إذ كان يساعد الموتى على البعث من جديد في العالم الآخر.
القزم "سنب"
وكان القزم «سنب» وزيرًا في الأسرة الخامسة من تاريخ الفراعنة، التي حكمت مصر حتى آخر حكامها كليوباترا السابعة المنحدرة من السلالة البطلمية، فخرج عن سمات الفن عن طريق تصويره بطبيعته الرأس كبيرة واليدين والرجلين صغيران فهو لم يبالِ لعيبه الخلقى ويعتز بنفسه خاصة انه متزوج من إحدى الأميرات وقد مثل سنب جالسا مع زوجته سنيتيتس، والتي كانت تحمل ألقاب كاهنة "حتحور ونيت"، فذات بشرة ناصعة، وتتخذ شعرا مستعارا أسود، يبلغ كتفيها، ورداء أبيضا طويلا.
وأضاف التمثال على وجهها ابتسامة تعبر عن رضاء المرأة، وذلك بتصويرها مع زوجها وأبنائها وهي تضع يداها عليه باعتزاز وحب وصورت بحجمها الطبيعى برداء قصير وصور اولاده تحت قدميه.