في الذكري الـ4 للفاجومي.. أحمد فؤاد "نجم" في حياة الشيخ إمام

الأحد، 03 ديسمبر 2017 09:00 م
في الذكري الـ4 للفاجومي.. أحمد فؤاد "نجم" في حياة الشيخ إمام
أحمد فؤاد نجم
إسراء سرحان

"أنا الرخيص أوي عندكم.. وغالي عند اللي خالقني.. فيوم ما أفارق أرضكم موضوع لا يمكن يضايقني"، بهذه الكلمات نعى "الفاجومي" أحمد فؤاد نجم، نفسه قبل أن يلقى ربه، والذي تحل اليوم الذكرى الـ 4 على رحيله، إلا أن أعمالة خلدت ذكراه.

كان أحمد فؤاد نجم، أحد أهم شعراء العامية في مصر، وأشهرالسياسيين اليساريين بها، اشتهر أسمه بين الجماهير الكادحة بسبب تصديه دائما واجهة الدفاع عنهم ضد قرارات الطبقات الحاكمة.

ولد الفاجومي، في 22 مايو 1929، وذاع صيته خارج البلاد، وقال عنه الشاعر الفرنسي لويس أراجون "إن نجم فيه قوة تسقط الأسوار"، كما أسماه الدكتور علي الراعي "الشاعر البندقية".

وارتبط أسم الشاعر أحمد فؤاد نجم بــ "الشيخ إمام"، حيث كانت بينهم علاقة صداقة مازالت يحتذى بها حتى بعد انفراط حبات العقد الذي نسجوه معًا بوفاتهم.

التقى الثنائي إمام والفاجومي في 1962، حيث كان يقيم نجم في غرفة على سطح أحد بيوت حي بولاق الدكرور، وتعرف على الشيخ إمام في حارة "حوش آدم" ليقررا السكن معًا، وارتبطا حتى أصبحوا ثنائي معروف وغدت الحارة ملتقى المثقفين.

الفاجومي والشيخ إمام

وجد كلاً مننجم والشيخ إمام، طريقًا مشتركًا للنجومية بينهم، ما كان ليجده أي منهما دون الآخر، وانطلقا معاً في طريق تطوير الأغنية السياسية الشعبية، التي اجتمعوا فيها على حب مصر وتناول قضايا شعبها.

وصف "الفاجومي" في أحد حواراته، الشيخ "إمام" في عبارة لا يمكن أن تنسى، وقال عنه "كان صوتي وكنت أنا عينيه"، فالشيخ إمام فقد بصره صغيرًا، وكان الفاجومي "نجمًا" أضاء حياته، وتلازما معًا في كل مكان، حتى أن الفاجومي كا يصف كل ما حوله للشيخ إمام بكل دقة ليجعله وكأنه يرى كل شئ عوضاً عن فقدانه بصره.

صوره أخري لهم أثناء إحدي الحفلات

 لم يسلم أحد من  كتابات الفاجومي وغناء الشيخ إمام، فلا توجد مناسبة سياسية أو حدث وطني مرت على الثنائي، إلا وثارا ضد النظام، حتى وصل الأمر إلى القبض عليهم ومحاكمتهم، ووصل الأمر إلى درجة الحكم عليهم ذات مرة بعامين من السجن الانفرادي، لكن هذه الخطوة لم توقفهم أبدًا عن إنتاج أروع الأغنيات السياسية، فكان الشيخ إمام يمر على زنزانة نجم في وقت الراحة، ليسمع ما ألفه، ثم يردده حتى يحفظه، ويعود إلى زنزانته ويبدأ بتلحينه، وخلال فترة السجن أخرجا معا روع الأغاني السياسية ومنها على سبيل المثال "حلاويلا يا حلاويلا" و"يا حبايبنا فين وحشتونا".

الثنائي خلال إحدي الحفلات

هذه المرة لم تكن الوحيدة، فقد تم اعتقال نجم والشيخ إمام أكثر من مرة، كما حكما عليهم معا بالسجن المؤبد، وتوسط لهما القائد الفلسطيني نايف حواتمة عند رئيس الراحل جمال عبد الناصر للإفراج عنهما، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، وبعد سنوات أفرج الرئيس الراحل أنور السادات عن الثنائي المشاغب.

وعن ذكريات الفاجومي والشيخ إمام، تحدث مرة نجم عنها وروى في أحد حواراته أنه ذات مرة هم ضابطًا أن يضرب الشيخ إمام بالعصا على وجهه، فتصدى له نجم بوجه، وكتم الألم بصدره كي لا يُشعر الشيخ إمام بشيء".

الثنائي

في منتصف الثمانينات بدأت الخلافات بين الثنائي وعبر عنها نجم بأن المتسبب فيها "ولاد الحرام"، وقال: "ضاقت حلقة الحصار حوالينا واستحكمت وتحول الموضوع إلى شبه مطاردة بوليسية مهمتها تفتيت الكيان المزعج الذي استعصى على الترغيب ودهب المعز ولقيت نفسي لوحدي".

وعلى آثر هذه الخلافات قرر حينها الشيخ إمام، الاعتكاف وذهب للغناء في مناسبات خاصة جدًا أو في بيوت الأصدقاء، واستمر الوضع هكذا حتى وفاته عام 1995.

وتحول أحمد فؤاد نجم لكتابة أشعار المسلسلات التليفزيونية والإذاعية، في فترة التسعينيات، وقام بتأليف فوازير رمضان، وكتب أشعارً لمسرح الدولة حتى وفاته في 3 ديسمبر 2013.

الشيخ إمام
 
الفاجومي
 


 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة