مؤتمر المهن التمثيلية لمواجهة الإرهاب يفجر أزمة بين الأعضاء والنقيب

رسالة الفن حائرة، وجدل في الكيانات النقابية المنوط بها رعايتها، وخلط في المضمون والمحتوى، وتذرع بالقوانين، ومؤتمرات من المفترض انها لدعم الدولة في أحلك ظروفها؛ هكذا حال النقابات الفنية في المرحلة الحالية، وكأننا في حاجة إلى استدعاء "السيد راضي" من العالم الآخر، وهو الفنان القدير الذي كان علامة بارزة خلال رئاسته لاتحاد النقابات الفنية، قبل ان يرحل في أبريل 2009.

 

 

ما حدث في نقابة المهن التمثيلية، الاثنين الماضي 27 نوفمبر 2017، خلال عقدها مؤتمر بنادي النقابة لمواجهة الإرهاب، من المفترض أنه يهدف إلى دعم الدولة ومؤسساتها، وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة المدنية عقب الحادث الإرهابي الغاشم الذي تعرض له المصلين بمسجد الروضة ببئر العبد في شمال سيناء، الجمعة الماضية 24 من الشهر ذاته، يعكس خطورة الموقف في مضمون الرسالة الواجب على الفنانين تأكيدها في إطار مؤسسات الدولة وحفاظا عليها.

 

 

المؤتمر بدأه الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية بقوله: (مش لاقين حد نتكلم معاه)، وبحسب الفنان علي إبراهيم عبد الوهاب -أحد الحاضرين للمؤتمر- فإن النقيب ردد ذلك أكثر من مرة؛ وكتب عبد الوهاب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، نقلا عن نقيب المهن التمثيلية أيضا قوله: (أنا أقدر أوقف ...)؛ وفي تصريح خاص لـ"صوت الأمة" على إبراهيم: لم نفهم ماذا يقصد النقيب بالوقف، وإذا كان يتحدث باسمنا وأنه سيوقف الفنانين من التعامل مع مؤسسات الدولة، ويظن أنه بإمكانه أن يحدث شرخا بين الفنانين ومؤسسات الدولة فلن نسمح؛ وتابع: تمت دعوتنا على انه مؤتمر ضد الإرهاب، ولكنه كان مؤتمرا ضد الدولة، ولم تكن المرة الأولى التي يحرض النقيب فيها ضد الدولة، وهو يدافع عن نظام "مبارك" طول حياته، وكما يحاول ذلك إعلاميا، سنرد عليه من خلال الإعلام، لأنه زاد عن حده.

 

 

وأشار إلى أن المخرج محمد فاضل شارك على المنصة، وردد خلف النقيب الجملة السخيفة -بتعبير عبد الوهاب- أن (مندوب التتار قال لما أحب أكلم شعب مصر أكلم مين؟). وتساءل: هل يقصد أن الدولة فيها فراغ؟.. ألم ير هؤلاء دولة ذات سيادة قائمة على مؤسسات شرعية منتخبة؟.. (مش شايفين مجلس نواب وحكومة ورئيس جمهورية؟)

 

وأشار إلى أن النقيب قاطع كلمات الفنانين جلال الشرقاوي، سمير صبري ورياض الخولي، وكانوا قد تحدثوا بكلمات موضوعية وقدموا مقترحات؛ في حين سمح لأعضاء بعينهم بالحديث. انا لم اسمع طوال المؤتمر ذكر الشهداء او المذبحه المروعه الا على استحياء . كلمه الدوله فى غير مكانها اكثر من مره .. هاوقف .. احنا اقوى بكتير مما يتخيلوا و لازم يحسوا بقيمتنا.

 

من جانبه، كتب المخرج المسرحي حسام الدين صلاح على صفحته الشخصية، يؤكد: سندعم الجنود والضباط من القاوات المسلحة والشرطة فى الحرب على الإرهابيين القتلة والسفاحين والمجرمين أعداء الحياة، سنقف بجوار خير جنود الأرض صفا واحدا، ونذهب إليهم فى العريش وسيناء، نعرض قصة المصريين الفراعنة من أجل إسعادهم ودعمهم، والتأكيد على أنها معركة الحق والباطل، النور والظلام، معركة مصر مع العدو الأخطر فى تاريخ مصر المعاصر؛ وستذهب فرقتى إلى سيناء والعريش، لتؤكد على دعم الفنان المصري لجيشه المنتصر بإذن الله.

 

وتابع: لن ننتظر نقابة فنية تبحث عن مسئول لا تعرفه، والنقابة التى سبق وأن تعاقدت مع إحدى القنوات الفضائية، يمنع بروتوكولها التعاون مع جيشها؛ وفي تصريح خاص لـ"صوت الأمة"، قال "حسام الدين": هذه جملة قالها النقيب أشرف زكى حينما طالبناه بانتاج أعمال فنية والذهاب إلى الجنود على الحدود فى مؤتمر كنا طالبناه بإقامته، وأثناء المؤتمر ادعى أنه لا يعرف من المسؤول عن انتاج الأعمال الفنية، وأنه لا يعرف (يكلم مين)، وأن بروتوكل النقابة يمنعها الانتاج والتعاون مع جهات حكومية منها الجيش.

 

وأضاف: مؤتمر الاثنين الماضي، حضره عدد من الفنانيين، منهم إلى جانب المذكورين، فردوس عبد الحميد ومادلين طبر؛ وكذلك هشام سليمان رئيس احدى شبكات القنوات الفضائية.

 

من جهته، أصر نقيب المهن التمثيلية على وجهة نظره، وبدت تصريحاته متضاربه، فمرة يقول (مانقدرش ننتج .. والقانون يمنع ذلك)، وأنه بعد إلغاء وزارة الإعلام وعدم وجود وزير إعلام نكلم مين؟" وأخرى يقول: "قدمنا مذكرة إلى المجلس الأعلى للصحافة والإعلام بالضوابط الواجب مراعاتها في الأعمال الفنية؛ في حين كان في البداية ينكر سلطة المجلس على القنوات الفضائية العاملة في مصر، مستهينا بدور المجلس في فرض سلطته على تلك القنوات، قائلا:"لغاية فين؟.. حانشوف".