أسوان تحتفل بالمولد النبوى تحت شعار "ضد الإرهاب".. والآلاف يخرجون في مسيرة بطريق الكورنيش بالزغاريد
الخميس، 30 نوفمبر 2017 08:01 م
احتفل الآلاف من المواطنين بمحافظة أسوان، اليوم، الخميس، بالمولد النبوي الشريف، تحت شعار "ضد الإرهاب"، وسط مشاركة من السائحين الأجانب، الذين شاركوا الطرق الصوفية الابتهاج وترديد المدائح والقصائد فى حب الرسول، لتضرب بذلك أروع الأمثلة فى الأمن والأمان داخل مدن مصر وخاصة السياحية.
بدأت الاحتفالية، بتجمع الطرق الصوفية والتى بلغ عددها نحو 33 طريقة، أمام ساحة المدينة وميدان المحطة بمدينة أسوان، بجانب حضور الآلاف من الرجال والنساء والأطفال بميدان المحطة وأمام ساحة المدينة وانطلقوا فى مسيرة ضخمة جابت طريق كورنيش النيل بمدينة أسوان، يتخللها ترديد المدائح والقصائد فى مدح رسول الله، وأصوات زغاريد النساء.
وانتشر بميدان المحطة بائعو الحلوى والطواقى ولعب الأطفال، وسط تواجد سيارات الإسعاف والحماية المدنية والشرطة لتأمين الاحتفالات.
وعلى هامش الاحتفالات، حرص مجموعة من السائحين الأجانب تصادف مرورهم على طريق كورنيش النيل، المشاركة فى احتفالات المولد النبوى، وسط سعادة من المجموعة الأجنبية التى حاولت تقليد الطرق الصوفية في طريقة الاحتفال، مؤكدين أن مصر بلد الأمن والأمان.
ورفع عدد من الطرق الصوفية، لافتة مدون عليها "أسوان ضد الإرهاب"، لتؤكد هذه اللافتة المعنى المقام عليه الاحتفالية بأن أسوان ومصر بلد الأمن والأمان.
قال الشيخ محمد عبد العزيز، وكيل وزارة الأوقاف السابق، إن أسوان تحرص على إقامة هذا الاحتفال كل عام فى موعده ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول، ويحضره الحشود الذين يتوافدون على أسوان من كل محافظات الصعيد، ليجتمعوا على هدف واحد وهو حب رسول الله وإحياء ذكرى مولده.
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف السابق، فى تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، أن برنامج الاحتفال يبدأ عقب صلاة العصر بتجمع الطرق الصوفية أمام ساحة المدينة بمدينة أسوان، وينطلقون فى مسيرة حب وتهليل ومديح بكورنيش النيل وصولاً إلى منطقة أرض المعارض، والتى يستمر فيها باقى برامج الاحتفالية حتى فجر اليوم التالى.
وتابع الشيخ أحمد عبد الراضى، أحد أتباع الطريقة الشاذلية، بأنه يحرص على حضور الاحتفالية فى كل عام، أسوة بما كان يفعله والده قديما الذي كان يحرص أن يصحبه مع باقى أفراد الأسرة إلى مكان الاحتفال بذكرى مولد الحبيب المصطفى، وحضور حلقات الذكر والاستماع إلى كبار المنشدين من بينهم الشيخ ياسين التهامى، والشيخ أمين الدشناوى.
وأوضح عبد الراضى، أن الاحتفالات تبدأ من أمام ساحة المدينة بمدينة أسوان، وتتجمع الطرق الصوفية ويبلغ عددها نحو 33 طريقة كل واحدة منهم ترفع العلم الخاص بها، ذات لون معين، ويغلب على هذه الأعلام اللون الأخضر ومنها أيضاً الأسود والأحمر وغير ذلك من الالوان، مضيفاً أن بعد تنطلق "الطوافة" بكورنيش النيل في موكب صوفي حاشد بواسطة الخيول والسيارات وأعلام الطرق الصوفية، ثم شارع صلاح الدين ومنه إلى منطقة الطابية وحتى نهاية المسيرة في موقع الاحتفالات بأرض المعارض.
وأشار إلى أن المسيرة تشهد تفاعلا كبيرا من أهالي أسوان، الذين يصطفون على أرصفة الشوارع لمشاهدة الطرق الصوفية خلال مسيرتها، وتقوم الأسر وأصحاب المحلات بتوزيع الحلوى والمثلجات وبعض الأطعمة الأسوانية الشهيرة التي تعد خصيصا لهذه المناسبة من بينها "البليلة والأرز باللبن وغيرها" ابتهاجا بذكرى المولد النبوي.
واستكمل أشرف أمين سعد الدين، شيخ عموم الطريقة الرفاعية، الحديث عن احتفالات المولد، قائلا: إن هذه الاحتفالات تعود لفترة الستينات حيث كانت تقام بمنطقة الطابية، قبل نقلها إلى موقعها الحالي بالقرب من مستشفى القوات المسلحة ومستشفى الحميات، لافتا إلى أن كل طريقة تقيم سرادق خاص بها لاستقبال المحبين والمريدين.
وأكد "سعد الدين"، أن العديد من الأسر الأسوانية تحرص في هذه المناسبة على زيارة قبور موتاهم، والأضرحة التي تشهد إقبالا ملحوظا، مؤكدا أن الاحتفالات تستمر حتى فجر يوم الثاني عشر من ربيع الأول وسط حضور أكثر من 50 ألف شخص من أبناء أسوان والمحافظات المجاورة، مشيرا إلى أن الاحتفالات تستمر حتى فجر يوم الثانى عشر من ربيع الأول وسط حضور كبير من المواطنين قد يصل إلى أكثر من 50 ألف شخص من أبناء أسوان والمحافظات المجاورة.
محافظ أسوان اللواء مجدى حجازى، أكد أن الاحتفال بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو احتفال بالعظمة الإنسانية فى أعلى مقاماتها وتجلياتها لتجدد صفاء النفوس فيفوح شذى عبيرها العظيم فى أرجاء الكون ليعطى ذلك لنا الدرس والعظة فى بلوغ رسالة الإصلاح والدعوة الإسلامية لأهدافها السامية ونحن نواجه التحديات والمشاكل والهموم اليومية، فهذه الرسالة السامية قامت على العلم والحوار العقلى والموضوعى والتقارب والتسامح والعفو وليس التصادم والتناحر والعنف بين الأفكار والثقافات والحضارات البشرية فنرى الفلاسفة والحكماء يتحدثون عن صفات الرسول الكريم ليؤكدوا على علمه وشجاعته وصدقه وفكره وسماحته، وأيضاً فى إستراتجيته لبناء الدولة الإسلامية وقبلها الإنسان المسلم فالدول لا تبنى فقط بالحجر وإنما بالبشر أيضاً وهو الذى يدفعنا لضرورة الإقتداء بأخلاق نبينا الكريم فى عالم يسيطر عليه الفكر المادى وروح الخلافات، كما يدفعنا بأن نهتدى بهديه ونسير على نهجه النبوى الشريف فى المعاملات قبل العبادات.
ولفت المحافظ إلى أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عظيما فى مولده وعظيما في حياته وسياسته وإدارته وقيادته للأمة، وأيضا فى حديثه وبلاغته، كما كان معلماً فى آدابه ومعاملاته كأب وزوج ، ومع المسكين واليتيم والصغير والكبير وحتى مع أعدائه كان يعلى الرحمة والإنسانية لتفرد له المجلدات والموسوعات والسير على مدار التاريخ الإنسانى ، لينفق المؤرخين حياتهم فى سيرته الشريفة ومازال فيضه مستمراً لعصرنا هذا لنصل لهذه اللحظات النورانية المباركة التى تجمعنا فى ذكرى مولد خاتم النبيين الذى اكتملت بمولده آسمى وأرقى مبادئ الإنسانية الحقيقية بسموها وعظمتها لتبدأ مع أشرف المرسلين رسالة الإصلاح والتنوير في الفكر والحضارة والعلم والأخلاق الرفيعة.
واستطرد حجازي، الحديث أن إحياء ذكرى مولد نبينا الكريم تعتبر بمثابة طوقاً للنجاة واستلهاما للسير ليعيد صياغة تاريخ البشرية ويبنى حضارة عظيمة أساسها العمل الجاد والتماسك والمحبة بين أفراد المجتمع الواحد فكان صلى الله عليه وسلم مدرسة فى فن التعامل مع الآخرين حيث ضرب رسولنا الحبيب أروع الأمثلة لاحترام حقوق الأخريين أى كانت ديانتهم أو انتمائهم ليكون سفيرا لمكارم الأخلاق والمعاملات ، مقدماً التهنئة باسم أبناء أسوان للقيادة السياسية والتنفيذية بهذه المناسبة الجليلة ، وأيضاً لأهل هذه المحافظة العريقة ، ولعلماء الدين الإسلامى والمسيحي ومشيخة الطرق الصوفية الذين أفاضوا من علمهم الغزير وتناولوا الجوانب المتعددة من شخصية الرسول وأخلاقه الحميدة وسيرته العطرة خلال فاعليات الاحتفال.