مظاهر العبودية الحديثة في الشرق الأوسط.. الدوحة مركزا للعبودية

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017 10:00 م
مظاهر العبودية الحديثة في الشرق الأوسط.. الدوحة مركزا للعبودية
الرق والعبودية
محمد الشرقاوي

تشهد الساحة العالمية زخمًا حول تصاعدت مؤشرات و مظاهر العبودية الحديثة، التي ترتكبها حكومات أو فاعلون مسلحون من غير الدول (تنظيمات إرهابية وعصابات إجرامية وجماعات هجينة بينهما) في الشرق الأوسط.

ووفق تقارير دولية، فإن الظاهرة انتشرت خلال الأعوام القليلة الماضية، على نحو ما عبرت عنه جرائم محددة هي السبى والاسترقاق والعمل الجبري "السخرة" والزواج القسري والعنف الجنسي والاغتصاب الممنهج والاتجار بالبشر وخاصة بالأطفال والنساء، واستعباد المهاجرين في مراكز الاحتجاز، وغيرها من الممارسات التي تشبه الرق.

مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، قال في تقرير بحثي بعنوان: "مظاهر العبودية الحديثة في الشرق الأوسط"، إن مظاهر الرق الجديد تمثلت في حالات عملية هي انتعاش تجارة الرقيق في ضواحي مدينة طرابلس، واضطهاد الأقليات الدينية والمذهبية في بؤر الصراعات المسلحة، والانتهاكات القطرية لحقوق العمالة الأجنبية، وترحيل اللاجئين الأفارقة في إسرائيل، واسترداد ضحايا العبودية الجنسية في أفغانستان حياتهم المسلوبة، وإعلان الحكومة التونسية وضع جريمة التمييز العنصري على طاولة النقاش.

وعرض المركز البحثي، مظاهر العبودية الجديدة، أولها "أسواق العبيد"، وتتمثل في انتعاش تجارة الرقيق في ضواحي مدينة طرابلس، حيث تستغل جماعات التهريب الفراغ الأمني الذي تشهده الجماهيرية في مناطق كبيرة، بما سمح لعشرات الآلاف من الأشخاص بعبور دول شمال أفريقيا إلى إيطاليا.

وأشار المركز إلى أن ليبيا باتت مركز مرور للمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء (غينيا والسنغال ومالي والنيجر ونيجيريا وجامبيا) إلى أوروبا، حتى وإن تعرضوا للاغتصاب والتعذيب والعبودية، نتيجة عدم القدرة على ضبط حركة تدفق اللاجئين.

ومن بين مظاهر العبودية الجديدة "سبايا داعش"، حيث عمد مسلحو التنظيم في مناطق نفوذه السابقة في سوريا والعراق إلى بيع النساء والفتيات للاسترقاق واستغلالهم في الاستعباد الجنسي، وهو ما كشف عنه تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عن جرائم اضطهاد ارتكبها هذا التنظيم من خلال الاغتصاب والخطف والعبودية.

كان للدولة القطرية نصيبًا من انتهاكات حقوق الإنسان والتورط في أشكال العبودية، بحسب المركز فإن الحكومة القطرية عملت على التغطية على الانتهاكات التي تقوم بها ضد العمالة الأجنبية، بالتوقيع على 36 اتفاقًا لحماية حقوق العمالة مع دول توفر لها معظم قواها العاملة في الثلث الأخير من أكتوبر 2017، وأغلبها آسيوية، وخاصة النيباليين، حيث يواجهون الاستغلال والإساءات التي ترقى إلى العبودية في العصر الحديث، وفقًا لما تحدده منظمة "العمل الدولية".

وسبق وأعلنت الحكومة النيبالية وفاة 188 من رعاياها العاملين في الدوحة في عام 2014 و168 في عام 2013، وهو ما يعود إلى مدة العمل الطويلة والحرارة المرتفعة ونقص إجراءات السلامة في مواقع العمل وأوضاعهم المعيشية المزرية.

واعتبر المركز إجراءات الدوحة الأخيرة "استباقية" لتحقيق دولي محتمل كانت منظمة "العمل الدولية" ستجريه في انتهاكات تتعلق بحقوق العمالة الأجنبية، إذ تشير بعض التقارير الدولية إلى "الاستغلال والعبودية وسوء المعاملة وظروف عمل قاسية خاصة بالنسبة للعمال في مشاريع البنى التحتية والمنشآت الرياضية التي تعدها استعدادًا لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022".

ومن بين المظاهر ترحيل اللاجئين الأفارقة في إسرائيل، ويبلغ عددهم وفق إعلان الحكومة الإسرائيلية، في 30 يونيو 2017، 38043 مهاجرًا إفريقيًا في تل أبيب بينهم أكثر من 27 ألفًا من إريتريا و7896 مهاجرًا من السودان، بينما قدم الباقون من دول إفريقية غير محددة.

وأشار المركز إلى استرداد ضحايا العبودية الجنسية في أفغانستان حياتهم المسلوبة، حين برزت ظاهرة اغتصاب الذكور كآفة خفية يعاني منها عدد من الفتيان تم استعبادهم جنسيًا على مدى عدة سنوات في العاصمة الأفغانية كابول، ويعانون من نظرات الاحتقار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق