أبو الغيط: إسرائيل تملتك تاريخا طويلا من الإستهانة بالأمم المتحدة
الأربعاء، 29 نوفمبر 2017 01:21 م هناء قنديل
حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، من خطورة انسداد أفق التسوية السلمية بشأن القضية الفلسطينية، مما يُنذِرُ بعواقب وخيمة ليس على المنطقة فحسب، بل على العالم بأسره، مشددا على ضرورة إطلاق عملية تفاوضية جادة وفق آلية واضحة وإطار زمني مُحدد يُفضي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعرب أبو الغيط في كلمته خلال احتفالية اقيمت اليوم بالجامعة العربية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عن امله في ان تنجح الإدارة الأمريكية في دعم هذا المسار، وأن تتواصل مساعيها –جنبًا إلى جنب مع كافة الشركاء الدوليين- لتحقيق ذلك الهدف الذي طال انتظاره بإنهاء الصراع المُمتد منذ عقود، مضيفا " ومازال يحدونا الأمل بإمكانية أن تلعب اللجنة الرباعية دورًا بناءً، وأن تواصل الاضطلاع بدورها ومسؤولياتها سعيًا لتحقيق السلام المنشود.
واشار أبو الغيط إلى استعداد الجامعةُ العربية الكامل للتعاون معها لتعزيز فرص تحقيق هذا السلام، موضحا أن توسيع اللجنة الرباعية بإشراك الجامعة من شأنه أن يُسهِم في تعزيز هذا المسار.
واكد أبو الغيط تضامن الجامعة العربية مع الشعب الفلسطيني وكفاحه المشروع وقضيته العادلة، ودعمًا لكافة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرّف، معربا عن رفض الجامعة لكافة أشكال الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي، وذلك تفعيلًا لقرار الجمعية العامة للأمم المُتحدة لعام 1977 باعتبار التاسع والعشرين من شهر نوفمبر من كل عام "يومًا دوليًا للتضامن مع الشعب الفلسطيني" من أجل استعادة حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح أبو الغيط إن شهر نوفمبر يُمثل أهمية خاصة لدى الشعب الفلسطيني، إذ يُذكِّر بحجم الظلم الذي وقع عليه والمآسي والمُعاناة التي ظلت تُحاصره لعقودٍ طويلة. ففي الثاني من شهر نوفمبر عام 1917 صدر وعد "بلفور" المشؤوم بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين التاريخية. وفي التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947 أصدرت الجمعية العامة للأمم المُتحدة قرارها رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين؛ دولة عربية وأخرى يهودية. وقد قامت دولة إسرائيل، بينما لم تُقم بعد الدولة العربية الفلسطينية التي لا يمكن تحقيق العدالة والسلام دون قيامها وفق رؤية حل الدولتين الذي يحظى بالإجماع العربي والدولي.
وتابع في نفس هذا اليوم (29 نوفمبر) قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012 بترقية مركز فلسطين إلى دولة لها صفة المُراقب في الأمم المُتحدة، بتصويت 138 دولة لصالح القرار الذي جاء كخطوة هامة وضرورية تمهِّدُ السبيل للحصول على العضوية الكاملة. وقد تواصلت مظاهر تعزيز مركز فلسطين على الصعيد الدولي وتصاعد الاعتراف على المستوى العالمي بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وهو ما تُرجمه مؤخرًا حصولُ دولة فلسطين على العضوية في منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الانتربول) بتصويت 75 دولة لصالح القرار، الأمر الذي يعكس ثقة المجتمع الدولي وانتصاره للحق الفلسطيني.
واكد ان الجامعة العربية سوف تستمر في دعم وتأييد كافة التحركات الدبلوماسية والقانونية الفلسطينية والحراك العربي المنسق المشترك على الساحة الدولية من أجل ترسيخ الوضعية القانونية لفلسطين وتوسيع دائرة الاعتراف بها، وخاصةً فيما يتعلق بمسعى الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المُتحدة.
واضاف انه بعد خمسين عامًا من الاحتلال، تواصل إسرائيل تبني سياسة مُمنهجة لتدمير حل الدولتين وإفشال فرص تحقيق السلام، ومن ذلك الإمعان في النشاط الاستيطاني وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية رغم الإدانات الدولية المتواصلة والمُتكررة، فيما يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وآخرها قرار مجلس الأمن رقم 2334 بتاريخ 23/12/2016 الذي أكد على أن كافة المستوطنات الاسرائيلية تُعد غير شرعية وغير معترفٍ بها من وجهة نظر القانون الدولي.
كما تستمر الانتهاكات الاسرائيلية في كافة الأراضي الفلسطينية المُحتلة بما فيها القدس الشرقية، والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية وخاصةً في المسجد ألأقصى المُبارك، وفضلًا عن استمرار إسرائيل في حصارها الجائر غير القانوني وغير الشرعي المفروض على قطاع غزة لأكثر من عشر سنوات، إضافة إلى استمرار سياسة الاعدامات الميدانية وفرض الحواجز العسكرية واستمرار الانتهاكات بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال"إن لإسرائيل تاريخًا طويلًا من الاستهانة بالأمم المُتحدة ورفض الالتزام بقراراتها، بل وتطاولها على أجهزتها. ورغم ذلك، تسعى إسرائيل –ولديها هذا السجل المخزي- للحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن المنوط به حفظ الأمن والسلم الدوليين لعاميّ 2019-2020 مؤكدا إن نجاح إسرائيل في "تطبيع وضعيتها" على الصعيد الدولي يمثل مكافأة صريحةً للاحتلال، وتشجيعًا للدولة العبرية على المضي قُدمًا في سياساتها لتدمير حل الدولتين. ويتعين أن تقف دول العالم التي تنشد السلام صفًا واحدًا من أجل الحيلولة دون هذا الترشيح. إن جامعة الدول العربية تؤكد على رفضها الكامل لهذا الترشّح الإسرائيلي وترى ضرورة التصدّي له، وتدعو كافة دول العالم إلى إفشال هذا المسعى الإسرائيلي.