تعرف على "قدس الأقداس"
الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015 05:49 ص
أعمالهم صنعت تاريخ يجهله العالم حتى الآن.. وبما أن حضارتهم نشأت لتحقق نجاح منقطع النظير.. دخلت أعمالهم موسوعة جينيس.. فلما لا وهم أصحاب تاريخ لا يزال يبهر العالم ويحيره في نفس اللحظة.
وبما أن اليوم هو تاريخ فاصل في مجال الظواهر الفلكية والتي تتكرر مرة كل عام، حيث تعامدت الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون، منذ السادسة صباحًا ولمدة 25 دقيقة على المقصورة الرئيسية واليمنى دون التعامد على المقصورة اليسرى، كان لابد لنا من الاحتفال بهذه الظاهرة على طريقتنا الخاصة.
في هذا التقرير نجيب على سؤال ما هي قدس الاقداس وما قصتها التي تغيب عن الكثيرين؟
قدس الأقداس أو المذبح:
يعتبر أهم أجزاء المعبد، وهو "مقصورة المعبود" التي تُعرف في المصرية القديمة باسم "ست ورت"، أي "العرش الكبير"، أو "الموضع العظيم"، وهو نفس الإسم الذي يطلق على "عرش الملك"، وقد يدل على أن كل متوجٌ في مكانه، الملكُ في قصره، والمعبودُ في معبده، حيث يقيم وتقدَّم له شعائر التعبد والقرابين.
كما أن أن "الناووس" الذي يحفظ تمثال المعبود به كان يتناسب حجمه مع حجم التمثال، وجُعل وسط قدس الأقداس قاعدة ليستقر عليها الناووس أو الزورق المقدس، وتنفصل حجرة قدس الأقداس عن حجرة الزورق المقدس كما في معبد "الأقصر".
ومن هنا اعتبر المصري القديم تمثال المعبود في قدس الأقداس سـرًا أكبر من الأسرار الخاصة الموجودة داخل السماء، وسرًا أكبر من الأسرار الخاصة بالعالم الآخر، ومختفيًا أكثر من سكان العالم الأزلي، لذلك كان التمثال يوضع داخل مقصورته أو ناووسه، ويغلق عليه، ثم يوضع في حجرة خاصة به، تعرف بقدس الأقداس.
وكان التمثال محور الخدمة اليومية في المعبد، ولم يعتقد المصري القديم أن التمثال هو المعبود، لكنه اعتقد أنه من خلال طقوس معينة تتقمصُ روحُ المعبودِ في تمثالِه، وغالبًا ما يشتمل المعبد على مقاصير بعدد الأرباب والربات الذين يُعبدون فيه، وكانت المقاصير في الغالب ثلاثة للثالوث المقدس في المعبد.
تصميم الحجرة:
الصاعد إليها يستطيع ملاحظة الظلام التدريجي الذي يبدأ من صرح المعبد حتى قدس الأقداس، فالأرضيات ترتفع بالتدريج ابتداءً من بهو الأساطين، وحتى قدس الأقداس، كما يلاحظ أيضًا أن سقف قدس الأقداس أقرب ما يكون من الأرضية، فهو أكثر انخفاضًا من باقي أجزاء المعبد.
وهكذا فالفناء المكشوف يغمره الضوء في النهار، ويعقبه ضوء خافت في بهو الأساطين، وظلام مقصود في الحجرات الخاصة بالرب الذي يُعبد في المعبد، وربما كان الهدف من ذلك بعث الرهبة والخشوع والإحساس بالغموض في نفس أي شخص يدخل إلى المكان المقدس.
كما كانت جميع أجزاء أو أقسام المعبد الرئيسية تقام على محور واحد يتوسطه طريق يبدأ من مدخل المعبد حتى يصل إلى قدس الأقداس؛ لتحقيق السهولة لوصول موكب المعبود الذي يتجسد في شكل التمثال الذي كان يُحمل داخل ناووسه على أكتاف الكهنة إلى خارج المعبد، أو إلى داخله.