"حرحور" يضمد جراح أهالى الروضة بشمال سيناء .. و عشماوى غائب عن أزمة الصرف الصحى بالقليوبية

وضعت المقادير محافظة شمال سيناء فى بؤرة اهتمام العالم خلال الأسبوع الماضى، بسبب وقوع الحادث الإرهابى الخسيس للمصلين فى مسجد الروضة ببئر العبد الجمعة الماضية.

وكان من الطبيعى أن تسارع مصر حكومة وشعبا لمواساة أهالى سيناء، خاصة قرية الروضة لتضميد جراحها، وكان اللواء السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء، عند حُسن الظن به، خلال هذه الكارثة، حيث تواصل مع الحكومة والمجتمع المدنى والجمعيات الخيرية التى هبّت لنجدة أهالي الروضة.

وكانت البداية تحتاج إلى وضع وعمل قاعدة بيانات بكل أسرة تفصيلا، من أسر القرية وعددها وأسمائها ومن توفى ومن أصيب منها، والغائب والحاضر والمسافر والذى يعمل والطفل الصغير والشاب والكبير،وهو ماقام به فعلا، تمهيدا لصرف التعويضات المقررة من رئيس الجمهورية، وكذلك التعويضات المقدمة من المحافظة ووزارة التضامن.

هذا النشاط وهذه الترتيبات غابت عن اللواء محمود عشماوى، محافظ القليوبية الذى تطارده مشاكل وقضية الصرف الصحى، الذى تعاني منه المحافظة، حيث لا تكاد تتجاوز نسبة القرى التي تنعم بصرف صحى 25%، وهو ما يثقل كاهل المواطن فى المقام الأول ماديا، ناهيك عن أثره الصحى والبيئى الكارثي، فى محافظة لا تبعد عن دواوين رئيس الوزراء والوزراء سوى خطوات قليلة، ويضطر الأهالى إلى اللجوء لسيارات الكسح للتخلص من أزمة الصرف الصحى،فى حين يتأخر إنجاز حوالى 67 مشروعًا بتكلفة 4.450 مليار جنيها،فى مجال الصرف الصحي.

 فى شمال سيناء أيضا، استطاع المحافظ أن يمتص حزن وقلق أهالى المحافظة، عن طريق تشكيل لجنة لدراسة احتياجات المواطنين فى كافة القطاعات بقرية الروضة ومركز بئر العبد، وتقديم الرعاية المتكاملة للمصابين فى المستشفيات لحين خروجهم سالمين لأسرهم، وتحولت المحافظة إلى خلية نحل تتسابق فى تقديم الخدمة والعون لمن يحتاج، وإرشاد من يريد أن يقدم يد العون لأهالى الضحايا والمصابين.

هذا التوقع والتنظيم للأولويات ، غاب عن محافظ القليوبية، فى قضية هامة وحيوية، وهى قضية مياه الشرب، والتى يعانى من آثارها وتبعاتها المواطنون المحرومون فى قرى وعزب ومراكز المحافظة،الذين يستمعون لوعود معسولة عن إنشاء 13 محطة لمياه الشرب بالمحافظة، لحل مشكلة البحث عن نقطة مياه دون جدوى.

فى شمال سيناء،استطاع "حرحور" أن يكون على قدر الحدث والمسؤلية ، التى داهمت المحافظة، من خلال عمل حصر دقيق لاحتياجات منطقة الروضة وبئر العبد،ليكون هذا الحصر همزة الوصل بين المضارين فى الحدث، ومقدمى الخدمة والعون لأهلنا فى شمال سيناء.

وهو أمر تحتاج إليه بشدة محافظة القليوبية، التى تنتظر حصرا دقيقا لمشاكلها بل ولحدودها،فهى محافظة تحوى 9 وحدات محلية للمراكز والمدن ، و46 وحدة محلية قروية، تشمل 195 قرية و 901 عزبة وكفرا، الكثير منها يبدو أنها ضاعت معالمه فى دفاتر وأجهزة و دهاليز الديوان العام للمحافظة، وهو مايشير لاستمرار مشكلة الطرق ومنها الدائرى - والقاهرة الإسكندرية الزراعى - و وطريق قليوب - القناطر الخيرية - ميدان السلام، وكذلك الكبارى والفواصل والتى نسمع ونشاهد انهيارها أو سقوطها أو تحركها من أماكنها كل فترة.