آلام دراويش ليبيا.. أضرحة الصوفية بين القذافي وداعش
الأربعاء، 29 نوفمبر 2017 09:00 م
ما أن وصل الرئيس الراحل معمر القذافى إلى الحكم فى ليبيا عقب ثورة الفاتح عام 1969 ليعلن سقوط نظام حكم الملك محمد إدريس السنوسي حتى قام بإغلاق جامعة الإمام محمد بن علي السنوسي في مدينة البيضاء وهى الجامعة الأم وقتها للصوفية بليبيا.
كما نقل القذافى جثمان شيخ الطريقة السنوسية الإمام محمد بن علي السنوسي إلى مكان مجهول وأغلق أيضا زاوية الشيخ الأسمر الفيتوري التى تعد أهم زاوية بالبلاد.
وجاء هدم القذافى لمسجد ومقام الشيخ سيدي حمودة الذي كان يوصف بإنه من أعتق مساجد طرابلس ليقوض نفوذ الصوفييين فى ليبيا.
بعدها بسنوات عديدة وبالتحديد فى 20 سبتمبر 2009 ألقى القذافي خطاباً مطولا دعا فيه إلى إعادة الدولة الفاطمية بشمالي أفريقيا، معتبراً أن ذلك سيتيح للمنطقة الوقوف بوجه أوروبا وحلف شمالي الأطلسي، وتحدث عن "الثقافة الشيعية" في المنطقة وضرورة عودة "الأشراف" إلى الحكم.
القذافي، الذي كان يتحدث أمام قبائل الأشراف في فزان: "أعتقد أن في يوم ما إن شاء الله ، تقوم الدولة الفاطمية الثانية لكي تقلب الموازين، وتبين أن التشيع لآل البيت ليس للفرس فقط مثلما هم يريدون الآن أن يبينوا للعالم ويثبتوا أن التشيع لآل البيت هو حكر على الفرس فقط ، وكأن العرب تخلوا عن آل البيت والتشيع لآل البيت، وهذا غير صحيح".
تابع القذافى فى خطابه الضى كان بمثابة مفاجأة للجميع القذافي أن:" الدولة الفاطمية هي وأول دولة قامت في الإسلام وقامت في التاريخ نحن أولى بالنبي وأولى بآل البيت، ونحن شيعة النبي، ونحن شيعة علي، ونحن شيعة أهل البيت.. وقد ظهرت جماعات حتى من داخل العرب ليس من حقها أن تحكم المسلمين ، ولكن بمساعدة الإنجليز ومساعدة الفرنسيس ومساعدة الدول الاستعمارية وأخيرا الأمريكان وحتى الإسرائيليون ، يدعمون أعوانهم ويمكنونهم من الحكم." وفق قوله.
وفق مراقبون فإن دعم القذافى للطرق الصوفية بل والذهاب أبعد من ذلك بمطالبته بعودة الدولة الفاطمية الشيعية كان لخلاف كان قد دب وقتها مع السعودية ومحاولته محابة التطرف بالتصوف وفق قولهم.
اللافت أن إشعال النيران بزاوية الشيخة راضية من قبل المتطرفين مؤخرا سبقه العديد من الاعتداء علي أضرحة و زاويا ومساجد من قبيل الاعتداء على مسجد الشيخ بن جحا وسط طرابلس وهدم مقام و زاوية الشيخ عز الدين الفيتوري بساحل العاصمة طرابلس و تحطيم ضريح وزاوية ومسجد الحضيري بسبها جنوب ليبيا.