خبراء عن أحداث إثيوبيا: تكلفة بناء سد النهضة وراء الاحتجاجات

الإثنين، 21 ديسمبر 2015 04:08 م
خبراء عن أحداث إثيوبيا: تكلفة بناء سد النهضة وراء الاحتجاجات

في تصعيد وصفه الخبراء بالخطير ضد النظام الإثيوبى، قامت المعارضة الإثيوبية بقطع الطرق المؤدية إلى سد النهضة بأيدي إثيوبية. ومن هنا كان لابد من طرح تساؤلات حول لماذا اختارت المعارضة سد النهضة للتعبير عن غضبهم، وما الأسباب التي فجرت بداخلهم هذا البركان وما الذي يمكن أن تؤول إليه الأوضاع، هذا ما يستعرضه التقرير التالي..

قبل عام 1996 كانت إثيوبيا مقسمة إلى 13 إقليما أغلبها بنيت على أسس تاريخية، بينما، بعد ذلك قامت حكومة الجبهة الشعبية لتحرير إثيوبيا بتقسيمها إلى تسع مناطق حسب الأعراق وهي: عفار، أمهرة، بني شنقول - قماز، جامبلا، هررجي، أوروميا، أوجادين، الأمم الجنوبية، تيجراي.

يبدو أن التقسيم العرقي تسبب في مشاكل كبيرة، حيث أكد الخبراء أنه سبب لحالة اعتراضية بين هذه الأقسام المختلفة عرقيًا و بين الفئة الحاكمة حتى وصلنا للوضع الحالي.

من جانبه، أكد الدكتور هاني رسلان، الخبير في الشئون الإفريقية والباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريحات صحفية، أن قطع الطرق المؤدية لسد النهضة الإثيوبي من قبل المعارضة الإثيوبية الممثلة في "شعب الأورمو"، جاء تصعيدًا طبيعيًا ضد ما اتخذته الحكومة الإثيوبية من إجراءات ضدهم مثل قطع شبكة الاتصال العنكبوتية "إنترنت" وخلع أطباق الأقمار الصناعية "الدش" من فوق أسطح المنازل.

وأضاف "رسلان" أن "ثورة شعب الأورمو في إثيوبيا على الحكومة ليست غريبة إذا ما علمنا أن هذا الشعب الذي يمثل القسم الأكبر من سكان إثيوبيا، حقه مهضوم، ويتعرض لمظالم عرقية قديمة، فلا يشاركون في إدارة البلاد إداريًا ولا اقتصاديًا ولا سياسيًا ولا عسكريًا".

وحول سبب الأزمة، أكد رسلان أن العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" تقع في المساحة الجغرافية التي يسكنها شعب الأورمو، والحكومة أرادت توسيع المنطقة الإدارية للعاصمة، على حساب المساحة التي سكنها الأورمو، وهو ما أدى إلى انتفاضة هذه الفئة التي تمثل المعارضة.

وأشار إلى إنه من الطبيعي أن يشعر "الأورمو" بالظلم، لاسيما وأن الشعب الحاكم نسبته من سكان إثيوبيا تتراوح بين 10 و12 %، مؤكدًا أن إثيوبيا في الأصل تسكنها مجموعة من الشعوب يختلف كل شعب عن الآخرين في الدين واللغة والتوجهات بل ونمط حياة أيضا مختلف.

وأضاف أن "الأورمو" الأكبر عددًا يليه شعب الأمهارا الذي يمثل 25 من سكان إثيوبيا، ثم الشعب الحاكم ونسبته لا تزيد على 12%، بينما "بني شنقول" المقام على أرضهم "سد النهضة" نسبتهم لا تذكر.

بينما ذكر الدكتور أيمن شبانة، الخبير في شئون القارة الأفريقية، أن شعب الأورومو الذي قطع الطرق المؤدية لسد النهضة الإثيوبي في تصعيد ضخم ضد الحكومة الإثيوبية، قائلًا: "في حقيقة الأمر قوة لا يستهان بها، ولا يمثل أقلية كما يدعي البعض، بل إنهم يمثلون حوالي 40% من سكان إثيوبيا، والفئة الحاكمة في حقيقة الأمر هي من تمثل "الأقلية".

واستطرد "شبانة"، إن المعارضة الإثيوبية ستتخذ خطوات تصعيدية تفوق مجرد قطع الطرق المؤدية للسد، وربما تجتذب الأقليات الإثيوبية في صفها مثل "بني شنقول" المقام على أرضهم "سد النهضة".

أما خبير الشئون الإفريقية، فقد أرجع ثورة المعارضة الأخيرة إلى أنهم يؤمنون بأن عوائد سد النهضة ستعود فقط على الفئة الحاكمة، بينما تستمر هذه الفئة في إيقاع الظلم بالأورومو وباقي الشعوب التي تسكن إثيوبيا، مؤكدًا أن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها تمرد على الحكومة الإثيوبية بل إن الأزمة متكررة، نتيجة استحواذ الفئة الحاكمة على جميع المزايا.

وأضاف أن المعارضة لديها يقين بأن كل ما يثار حول سد النهضة وفوائده لإثيوبيا أمور وهمية، ويؤمنون بأن بناءه استهلك كثيرًا من الموارد وعوائده ستصب في خزينة الحاكم فقط.

وكانت الدكتورة نانسي عمر، المنسق العام لمشروع تنمية إفريقيا وربط نهر الكونغو بنهر النيل، أكدت أن الشعب الأورمي الذي يمثل المعارضة الإثيوبية قاموا بانتفاضة في إثيوبيا، وقطعوا جميع الطرق المؤدية لسد النهضة نتيجة التواصل معهم.

وأوضحت عمر، خلال مداخلة هاتفية لها ببرنامج "كلام جرايد" عبر فضائية "العاصمة": "لا يستطيع أي شخص الوصول لسد النهضة إلا بالهليكوبتر".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة