أصحاب عربيات الفول لـ"الحكومة": خدوا ضرائب مننا بدلا من أن ندفعها رشاوى
الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017 06:00 ص
"اللي مابيكلش فول مايبقاش مصري" "ولو خلص الفول أنا مش مسئول".. لا يستطيع الإنسان أن يقاوم وجبة الإفطار على عربيات الفول يستوي في ذلك الوزير والخفير ورجل الأعمال والموظف فأنت حينما تمر من أمام عربية الفول لا تستطيع أن تقاوم سحرها وكأنها تناديك وأنت على الفور تلبي النداء وسر هذا يكمن " في سر الخلطة".
ورغم احتياج الموظفين والعمال لتلك العربيات وكونها تقدم لهم وجبة سريعة وفي متناول أيديهم وتطل معهم فترة طويلة إلا أنهم يشتكون من موظفي الأحياء الذين يطاردونهم ويستغلون كونهم باعة جائلين ليستنزفوا منهم الأموال.
أصحاب العربيات يطالبون بدفع ضرائب بدلا من الرشاوى
ويقول أحمد علي صاحب عربية فول : نريد أن نعطي هذه الأموال للدولة بدلا من أن ندفعها لكل من يمر علينا من موظقي الأحياء وعلى الحكومة أن تقنن أوضاعنا وتأخذ منا ماشاءت من ضرائب وفقا لما نحصله من رؤق
أما عم سيد صاحب عربية فول بالدقي فقال يأخذون منا أدواتنا ثم نذهب لندفع ما يقدر لنا من رسوم حتى نستردها فضلا عما ندفعه للموظفين الذين يمرون علينا باستمرار.
2.5 ترليون جنيه حجم الاقتصاد غير الرسمي
تعد ظاهرة عربيات الفول إحدى ظواهر الاقتصاد غير الرسمي التي تسعى الحكومة في الفترة الأخير لضمها للاقتصاد الرسمي، ففي تصريحات صحفية للمهندس شريف أسماعيل رئيس مجلس الوزراء أن الاقتصاد غير السمي يمثل 1.8 تريليون مليون جنيه وهو يمثل 45% من الاقتصاد حجم الاقتصاد المصري وفي تقاريرغير رسمية بلغ حجم الاقتصاد غير الرسمي 2.5 تريليون جنيه
نائب محافظ الجيزة : بقاء عربيات الفول مسئولية موظفي الإشغالات المرتشين
وفي هذا السياق اتجهت صوت الأمة للمسئولين للتعرف على رأيهم في تلك القضية فرفض اللواء علاء هراس نائب محافظ الجيزة للمدن والأحياء أن تكون هناك تجربة لتقنين ومتابعة عربيات الفول محملا أثر انتشار هذه العربيات لموظفي الإشغالات المرتشون الذين يتركون تلك العربيات مقابل ما يأخذونه من رشاوى ولو أردت أن تعرف ما تربحه هؤلاء من الرشاوى لوجدت لهم بدلا من السيارة أربعة ويمتلكون برجين أو ثلاث من أين لهم هذا
وأضاف هراس في تصريحاته لـ"صوت الأمة"، أن عربيات الفول تصيب المصريين بأخطر الأمراض لما يضعونه عليها من مواد كيماوية لتسريع عملية التسوية: "لماذا تريدون تقنين الغلط هو احنا عاوزين نجيب فلوس وخلاص" نحن نريد أن نقضي على الفساد لا أن نقنن الفساد وعربيات الفول مخالفة في كل شيء في مكانها فهي تأخذ جزاء من الشارع كبيرا، ألا تعلم أن هذا الفول الذي تبيعه تلك العربيات يصيب المستهلك بالسرطان وعن تخصيص منطقة لهم كما يحدث في الدول المتقدمة كألمانيا قال: نحن نريد أن نقلد الغرب في أي شيء دون النظر إلي القانون فعرض الشارع مرة ونصف لتتيح مكان للمرافق.
رشاد عبده: قننوا عربيات الفول وأحموهم من المرتشين
ثم عرضنا الأمر على أحد خبراء الاقتصاد الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي الذي علق على انتشار عربيات الفول بأنها تمثل "الظاهرة المتفرقة " بمعنى أن لكل بائع منهم زبائنه ولا يمكن أن يجتمع هؤلاء في مكان ولحد لأن كلا منهم سيفقد رواده
وأضاف عبده في تصريحاته لـ"صوت الأمة": مبدئيا هذه العربيات تحل مشكلة فالعامل لم يستطع الإفطار في بيته ولذلك فهو يلجأ إلى العربية لسعرها الرخيص لو استطعنا أن نقنن هذه الظاهرة فعلينا أولا أن نلزم هذا البائع بأن يستخرج شهادة صحية حتى لا يكون مصابا بفيروس سي وينقل الأمراض للمواطنين وثانيا لو استطعت أن تعطيه ترخيص للمكان الذي يقف فيه دون أن تفرض عليه رسوم عالية حتى لا يحملها للمواطن وثالثا لابد أن يراقبه موظف من الصحة ورغم أني متخوف من هذا الأمر لاحتمالية استنزافه في الرشاوى بعد دفعه للتراخيص .
وأكد أن المسئول الذي يجلس في مكتبه تحت التكييف ويسرح بعض الموظفين يستنزفوا هؤلاء الباعة ثم يصرح من مكتبه أنه لا بد من منع هؤلاء هذا المسئول "مش عاوز يشتغل " ولو كان هدفه نبيلا لفكر خارج الصندوق في تقنين هذه الأوضاع التي أصبحت واقعا لا يمكن إغفاله في نفس الوقت الذي بفرض الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحة المواطن لكنه يستسهل حتى لا يتعب نفسه ومثل هؤلاء هم من يؤصلون للبيروقراطية التي تقضي على كل خير في البلاد بدليل أن رئيس الجمهورية يقول لدينا زيادة في العمالة وهؤلاء لا يكتفون بأنهم لا يعملون فحسب بل أنهم يعيقون غيرهم فحينما يفتتح رئيس الجمهورية العشوائيات التي تم نقلها لغيط العنب في الإسكندرية قال سأقيم مشروعات وسيمنح الشباب المحلات بالتراخيص لأنه لو لم يعط الترخيص سيذهب للحكومة وسيدخل في دوامة البيروقراطية وسيؤد المشروع قبل بدايته وهذا اعتراف من شخص رئيس الجمهورية بأن هناك بيروقراطية ومحليات معوقة.