بعد توليها رئاسته.. هل تطيح خلافات نقابة أطباء الأسنان بعضوية مصر من اتحاد العرب؟
الإثنين، 27 نوفمبر 2017 03:34 م
فصل جديد من مشاكل النقابة العامة لأطباء الأسنان الداخلية، التي يبدو أنها لا نهاية لها، فلم يعد لدى جدران النقابة اتساعًا لاستيعابها، لتصل إلي حيث مقر انعقاد اجتماع اتحاد أطباء الأسنان العرب، مساء الأربعاء الماضي 22 نوفمبر الجاري، في أحد فنادق القاهرة، على هامش حفل افتتاح الموتمر الدولي الجمعية المصرية لجراحي الأسنان، والتى كانت شاهدة على كواليس تنصيب الدكتور ياسر الجندي النقيب العام لأطباء الأسنان المصري، كأمين عام لاتحاد أطباء الأسنان العرب، ذلك الأمر الذي بات يهدد استمرار عضوية النقابة المصرية بالاتحاد، بعد اختلاف النقيب وأعضاء المجلس حول اختيار ممثلي النقابة بالاتحاد مع النقيب.
سبق ذلك الاجتماع عدة خطابات وخطوات خاصة بما سيتم خلاله، وكان أولها قرار صادر عن اجتماع مجلس النقابة العامة في 4 يوليو 2017، والذي تضمن ترشيح الدكتور مجدي بيومي كأمين للمال لاتحاد أطباء الأسنان العرب، بجانب مخاطبة الاتحاد لإفادته أن الدكتور إيهاب هيكل تولى لجنة العلاقات الخارجية بالنقابة، بديلا للدكتورة نهاوند ثابت لانتهاء فترتها.
وفي 18 أكتوبر 2017، جاء بأحد قرارات اجتماع مجلس النقابة، ما يشير إلى وجود خطاب من اتحاد الأطباء الأسنان العرب، للدعوة لحضور اجتماع الجمعية العمومية العادية للاتحاد، وتسليم وتسلم الأمانة لمصر، إلا أن قرار المجلس أكد على إرسال خطاب لأمين الاتحاد للتأكيد على أن النقابة هى الممثل الرئيسي لمصر، ولا يجوز انعقاد الدعوة فى بلد دون موافقة الممثل الرئيسي لها، كما أنه لا يمكن اتخاذ قرارات فردية طبقا للوائح وقوانين النقابة.
وفي 15 نوفمبر الجاري، أرسل الدكتور حسين عبد الهادي بصفته الأمين العام لنقابة الأسنان المصرية، خطابا إلي الدكتور عبد العزيز المانع أمين الاتحاد، والدكتور حسن الناطور مستشار الأمين العام للاتحاد، تضمن:" طبقا لقانون النقابة رقم 46 لسنة 1969، فأن اختيار ممثلي النقابة من اختصاصات مجلس النقابة، وقرار الأخير قد تضمن ترشيح الدكتور مجدي بيومي، والدكتور إيهاب هيكل، مع الدكتور ياسر الجندي النقيب العام".
وفى اليوم السابق لانعقاد الاجتماع، فى 21 نوفمبر الجاري، تم إرسال خطاب من النقابة العامة، بتوقيع 14 عضوًا بالمجلس، موجه إلي الدكتور عبد العزيز المانع أمين الاتحاد، والدكتور حسن الناطور مستشار الأمين العام للاتحاد، للتأكيد على تحفظهم على عقد عمومية الاتحاد فى مصر دون موافقة النقابة، لافتين إلي أنه لم يتم إصدار قرار للمجلس حيال ذلك الاجتماع، مؤكدين أن ذلك سيكون له مردود سلبي لدي الممثل المصري بالاتحاد، وقد يصل الأمر إلي إنسحاب النقابة العامة لأطباء الأسنان من الاتحاد.
ماذا حدث باجتماع اتحاد أطباء الأسنان العرب؟
قال الدكتور إيهاب هيكل، وكيل النقابة العامة لأطباء الأسنان، لـ"صوت الأمة"، إنه طبقا لقرار المجلس الخاص بترشيحات النقابة الخاص بمثليها فى التحاد، فأن للدكتور ياسر الجندي النقيب العام الأمين العام للاتحاد، ووكيل النقابة المندوب الثاني، وأمين المال الدكتور مجدي بيومى، لافتا إلي أن تولى مصر للأمانة جاء طبقا للآلية التي تم الاتفاق عليها بمنح كل دولة دور فى ذلك، وليس بناءا على جهد شخصي من أحد.
وأوضح أنه جرى العرف، أن يتم تسليم الأمانة فى مؤتمر تابع لأي نقابة عربية أو المصرية، مشيرا إلي أنه كان من المقرر أن يتم تسليم مصر الأمانة في مؤتمر الإيدزيك 2017، الذي تم عقدع فى سبتمبر المضاي، إلا أن اعتراض النقيب على المؤتمر حال دون ذلك، مستنكرا أن يتم ذلك على هامش مؤتمر جمعية الجراحين، لأنها غير تابعة للنقابة، واشتراكها بالاتحاد شرفى، مؤكدا انه تم منعهم من الدخول للمؤتمر، وفوجئوا بترشيح الدكتور ياسر الجندي النقيب العام للدكتور صلاح العباسي، والدكتورة نهاوند ثابت لتولى المنصبين، بدلا منهما، ومع تأكيدهم أن ذلك يخالف قرار المجلس تم تنصيب النقيب، وتأجيل المقعدين لمرة اخرى.
وأوضح أنه سيتم طرح المشكلة فى اجتماع المجلس المقبل، المقرر له 5 ديسمبر المقبل، وسيتم توجيه اللوم للنقيب لتوصيل الأمر إلي هذا الشكل، وفى حال تمسك النقيب بترشيحاته فسيتم توجيه خطاب للاتحاد، لإعلان إنسحاب مصر من الاتحاد.
معارضة
لم يكن الوضع نفسه، لدى الدكتور صلاح العباسي، عضو مجلس نقابة أطباء الأسنان، والذي نفى بدوره طرح أي ترشيحات من قبل الدكتور ياسر الجندى، خلال الاجتماع، خاصة بالمقعدين، مؤكدا أنه كانت هناك محاولات من جانب أعضاء مجلس النقابة، فى إفشال الاجتماع، والذين تواصلوا مع بعض الدول أعضاء الاتحاد، لاعتبار الاجتماع غير شرعي، وتأجيل تسليم مصر للمنصب.
وأكد أنه رفض محاولات البعض التدخل فى الشئون الداخلية لنقابة مصر، موضحا أنه تم إجراء تصويت على شرعية الاجتماع، وصوت 8 على شرعيته، و5 بغير شرعى، مما أدي إلي تسليم الدكتور ياسر الجندي للأمانة العامة للاتحاد، مؤكدا أن للأمين العام الحق الكامل في اختيار من يتولى المنصبين الأخريين، وليس للنقابة دخل بالقصة، قائلا:"فقط يرغب أعضاء المجلس فى تولي المناصب عنوة، كما أنه لا يمكن إعلان الانسحاب من الاتحاد لأن قانون النقابة ينص على ضرورة إنشاء النقابة لاتحاد أسنان العرب، وبالتالي الحديث غير منطقى وسيكون له مردود سلبي جدا".
ووصف اتجاه مجلس النقابة، بالمهزلة والتهديدات لتولي عضو لمنصب غير مؤهل له، لافتا إلي أنهم أرسلوا خطابات لعدة دول، لمحاولة كسب تأييدهم، إلا أنه تم الرد عليهم بأنه لا يوجد صفة لأحد أن يوجه خطابات للاتحاد أو الأمين العام، عدا النقيب، مؤكدا أن قالانون حدد أن يكون أمين المال من دولة الأمين العام، ولم ينص على غير ذلك، وبالتالي أي طبيب أسنان يصلح لتولى المنصب، مضيفا:" لكن لابد أن يكون هناك توافق بين العضوين، وإلا فسيحدث مشاكل، وللأمين العام الحرية الكاملة فى اختيار من يشاء، ولا يوجد لأحد الحق فى فرض شخص".
انسحاب النقابة من اتحاد أطباء الأسنان العرب
من ناحية أخري، قال الدكتور مجدي بيومي، عضو مجلس نقابة الأسنان، إن الدكتور ياسر الجندى لم يخطر مجلس النقابة بموعد اجتماع الاتحاد فى مؤتمر الجمعية، لافتا إلي أن عددا من الدول العربية تفهموا موقف النقابة، وطالبوها بإعداد كافة القرارات الخاصة بمجلس النقابة الخاص بترشيحاته للمقعدين، وتم تسليمها لهم، ولم ندخل الاجتماع بناءا على اتفاق مع ممثلي بعض الدول، وفوجئنا بعدها بتنصيب النقيب العام وتأجيل المقعدين للاجتماع المقبل للاتحاد، رغم تأكيدنا عدم الاعتراض على تنصيب الدكتور ياسر الجندى.
وأضاف بيومي، لـ"صوت الأمة"،: توجهت للقاء بعض الأطباء العرب، تلبية لدعوتهم، والذين طالبونى بالدخول إلي الاحتفالية، لكننى أكدت أننى لست من بين المدعوين، وأوضحت لهم الأمر كاملا، وأن كافة الخطابات والمراسلات تصل إلي الدكتور ياسر الجندي الخاص، وبالتالي النقابة لا تعلم عنها شيئا، وأن كافة قرارات المجلس لا ينفذها، لافتا إلي أنهم وعدوا ببحث الأمر والوصول إلي حل فى اليوم التالي.
وتابع:" طالبوا بإعداد الأوراق اللازمة بقرارات المجلس، والـ14 عضو الذين لم يتم إبلاغهم بأي شئ، وترشيحات المجلس لي والدكتور إيهاب هيكل، وتم تسليمهم لها، ووعدوا باستدعائنا فى الاجتماع، وانتظرنا بالخارج، وفوجئنا وقتها أن أسمائنا ليست ضمن المدعويين، والدكتورة نهاوند أبلغت الأمن بالاستفسار عن سبب تواجدنا فى تلك المنطقة، إلا أن وجود معرفة سابقة لمسئولى التنظيم بالنقابة، حالت دون حدوث أي تصرف غير لائق معنا".
واستطرد:" ثم بعد فترة دخلنا الاجتماع، وأكد الدكتور إيهاب أن الاعتراض لدينا فقط على الأسمين المرشحين من النقيب، مما دفع الأردن وسوريا بطلب تأجيل تسليم الأمنة 60 يوما، لحين حل المشكلة، وتسليمها فى مؤتمر دبي، وفي جلسة خاصة بالنقباء للتصويت، فوجئنا بأنهم سلموا الأمانة للدكتور ياسر دون تسمية أمين المال والمقعد الثاني، على أن يتم إخطار المجلس فى وقت لاحق بالأسمين بخطاب رسمى وتوقيع من النقيب، وكانت تلك محض لعبة من النقيب، خاصة أنه لا يوقع أي أوراق منذ فترة فى النقابة، وسبق أن أرسل خطابات بأسماء العضوين الأخريين المرشحين، بشكل منفرد".
وأشار إلي أن تلك هى المرة الأولي فى تاريخ الاتحاد أن يتم تسليم الأمانة العامة دون تسمية باقي المقعدين، مؤكدا أن قرار المجلس الخاص بترشيحه والدكتور إيهاب هيكل، كان بحضور وموافقة الدكتور ياسر الجندي، إلا أنه نفى حدوث ذلك أمام الاتحاد، موضحا أن لائحة النقابة والقانون أكدوا حق مجلس النقابة فى تحديد مرشحيه بالخارج أو الداخل، سواء فى مؤتمرات أو اتحادات، وليس النقيب.
وأكد أن نقابتى الأردن وسوريا فى حال انسحاب مصر من الاتحاد، فسيتضامنون معها بالانسحاب أيضا من الاتحاد، مشددا على حق النقابة الكامل فى إعلان الانسحاب، حال وجود أي مخالفة.
خطاب عدم علم النقابة بالاجتماع
خطاب
قرار المجلس
قرار المجلسس