في جلسة البرلمان السوداء.. عبدالعال يحبس دموعه ويسترجع مشاعر النكسة.. ويعلنها صراحة: أتباع الشيطان غدروا بالأبرياء
الإثنين، 27 نوفمبر 2017 01:29 م
ألقى الدكتور على عبد العال كلمة بشأن حادث بئر العبد الإرهابي خلال الجلسة العامة الطارئة للبرلمان، اليوم الإثنين.
بدأ عبدالعال كلمته بالآية القرآنية: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا * أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ * لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
واسترجع رئيس البرلمان، وهو يتمالك دمعه في جلسة طغت عليها الملابس السوداء والوجوه الشاحبة للنواب- ذكريات النكسة، فقال: " في سنة 1967 كان هناك هزيمة نكراء، وقام عبدالناصر في خطابه يقول رغم بشاعة ما حدث لكن ليست هذه ساعة للحزن بل ساعة للعمل والعمل الجاد".
وتابع: "هذه الكلمات الخالدة للراحل جمال عبدالناصر فى حادث بشع نستشهد بها الآن في حادث بشع وقع من أعداء الوطن، والعمل الآن هو جزء من التحدي للإرهاب، وهذا ليس كفيل للحديث عن المشاعر الحزينة"
ثم قال: "أريد اتاحة مساحة من الكلمة لمن اعتصرهم الألم أول ناس وهم نواب شمال سيناء".
وتحدث عبدالعال عن الحادث الإرهابي فقال: "فى يوم الجمعة الماضى، وجهت يد الإرهاب الآثم طعنة غادرة إلى مواطنين أبرياء، حين استحلت دماء حرمها الله، معرضةً عن التعاليم السمحة التى نادت بها جميع الأديان السماوية، والقيم الإنسانية كافة، واغتالت مجموعة من الآمنين العزل أثناء سجودهم لله، فى مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء فى حادثة تجسد الغدر فى أحط صوره، فنتج عن الحادث هذا العدد من الشهداء والمصابين".
وأكد أن هذا العمل الإرهابى الجبان لا تقوم به إلا فئة باغية عميلة وممولة، لا تمت للدين الإسلامى الحنيف بصلة من قريب أو بعيد، فئة باعت ضمائرها للشيطان، واشترت دنياها بدينها، لا مبدأ لها ولا هدف سوى الخراب والدمار، ولا ولاء لها إلا لمن يمولها ويقدم لها الدعم.
ووصف من قاموا بهذه العملية بالجبناء الذين يطعنون الأبرياء فى ظهورهم أثناء الصلاة، لا يقصدون إلا كسر إرادة المصريين، وإحباط عزائمهم بعد النجاحات والضربات المتتالية التى تتم كل يوم ضدهم من الجهات الأمنية.
ووجه رسالة قوية للإرهابيين قال فيها: إن من ثوابت التاريخ أنه لم يحدث أن هزم إرهاب دولة بأكملها خاصة إذا كانت دولة راسخة عبر العصور، إن هذا الفعل الخسيس المشين لن ينال من إرادتنا وعزيمتنا، بل سيزيدنا- نحن المصريين- صلابة وتلاحماً، وإصراراً على الاصطفاف خلف قيادتنا السياسية، ومؤسساتنا الوطنية، وفى مقدمتها الجيش المصرى العظيم، والشرطة الباسلة حتى نستأصل جذور الإرهاب، ليس فقط من تربة مصر الطيبة، بل ومن المنطقة والعالم بأسره.
ثم وجه رسائل للنواب وللشعب المصري كافة قال فيها: رغم مرارة الحادث وآلامه التى أصابت قلوب المصريين، إلا أن هذا الحادث الأليم كشف أمام العالم أن هؤلاء القتلة يوجهون أسلحتهم وكراهيتهم إلى المسلمين قبل غيرهم.
واستكمل: ولعلكم تتفقون معى فى أن الضمانة الأهم فى مواجهة الإرهاب هو الاقتناع والوحدة والاصطفاف بين الشعب وقيادته السياسية وعدم السماح بوجود فرقة أو اختلاف أو فراغ، فغرض الإرهاب هو زرع بذور الفتنة بين المواطنين، وإفقادهم الإيمان والثقة فى قيادتهم، والنيل من روحهم المعنوية بحيث يكون الرد على العنف بالعنف فى متواليات متكررة، فيختل النظام العام وتقع البلاد فى الفوضى.
واستكمل كلماته بقوله: أنا من موقعى هذا، أؤكد على ثقتى وثقة جميع نواب مصر، بأن الشعب المصرى العظيم بقيادته وجيشه وشرطته قادرون على الانتصار فى معركته ضد هذه القوى الظلامية، وأننا سنبذل كل ما فى وسعنا لتوفير كل الدعم لقوات إنفاذ القانون للانتصار فى هذه المعركة، لا يثنينا عن هذا أية شعارات جوفاء، أو مثاليات عبثية، لهذا فإن مصر، وحماية أمنها القومى، وأمن شعبها هو دليلنا وبوصلتنا وهدفنا الوحيد.
وختم الكلمة بقوله: إن الله لن ينصر أهل الشر مهما فعلوا وإن وعد الله حق، بأنه لن يصلح عمل المفسدين وهو وعد ربانى لا يخلف أبداً، ولا يسعنى إلا أن أتوجه بخالص العزاء وأصدق المواساة لأسر الشهداء، سائلا المولى - عز وجل - أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
ثم دعا رئيس البرلمان النواب إلى الوقوف دقيقة حداداً ترحما على أرواح الشهداء.