الصوفية في عقل علماء داعش.. فتاوى قتلت "دراويش الروضة"
السبت، 25 نوفمبر 2017 04:00 م
"اعلموا أنكم عندنا مشركون كفار، وأن دماءكم عندنا مهدرة، ونقول لكم أننا لن نسمح بوجود زوايا لكم في ولاية سيناء".. تلك الكلمات هي نص تهديد تنظيم داعش الإرهابي- أنصار بيت المقدس، عقب مقتل الشيخ سليمان أبو حراز، لأتباع الطرق الصوفية في سيناء.
في سيناء وحدها، تبلغ نسبة المنتمين إلى الطرق الصوفية إلى ما يقرب من 60% من السكان، وتنقسم إلى طريقتين في سيناء، وهما الطريقة الجريرية الأحمدية، والطريقة العلاوية.
في تهديدات التنظيم التي أطلقها في نوفمبر من العام الماضي، ما جاء على لسان أمير لسان أمير الحسبة في أنصار بيت المقدس: "إن ديوان الحسبة يمارس نشاطه ووظيفته على أرض الواقع، والطرق الصوفية واقعة في الشرك، يقدسون ابن عربى والحلاج، وغيرهما من آئمة الكفر والضلال".
التنظيم الإرهابي يعمل وفق أدبيات وفتاوى تضمنتها كتب الفكر السلفي المتشدد، على رأس تلك الفتاوى، في كتاب "فتح المجيد" لمؤسس الوهابية محمد بن عبد الوهاب، في صفحة 190: "خصوصًا إذا عرف أن أكثر علماء الأمصار اليوم لا يعرفون من التوحيد إلا ما أقرّ به المشركون"، ثم قال: "أهل مصر كفار لأنهم يعبدون أحمد البدوي وأهل العراق ومن حولهم كأهل عمان كفار لأنهم يعبدون الجيلاني وأهل الشام كفار لأنهم يعبدون ابن عربي وكذلك أهل نجد والحجاز قبل ظهور دعوة الوهابية وأهل اليمن".
وما جاء على لسان رجل الدين السعودي عبد العزيز بن عبدالله ابن باز، والذي يعد من أبراز مراجع الفكر الوهابي.
قال في الصوفية: "هم في الأغلب مبتدعة عندهم أوراد، وعبادات يأتون بها ليس عليها دليل شرعي، ومنهم ابن عربي، فإنه صوفي مبتدع ملحد، وهو المعروف محي الدين بن عربي، وهو صاحب أحداث الوجود، وله كتبٌ فيها شرٌ كثير، فنحذركم من أصحابه وأتباعه؛ لأنهم منحرفون عن الهدى، وليسوا بالمسلمين، وهكذا جميع الصوفية الذين يتظاهرون بعبادات ما شرعها الله، أو أذكار ما شرعها الله مثل "الله, الله, هو، هو، هو"هذه أذكار ما شرعها الله، المذكور والمشروع "لا إله إلا الله، سبحان الله والحمد لله" أما "هو، هو، الله، الله، الله" هذا ما هو بمشروع".
فتاوى بن باز، ورد النص عليها في تهديدات داعش، التي جاءت ضمن إحدى أعداد مجلة النبأ الداعشية في نوفمبر 2016، على لسان أمير الحسبة.
وقال أيضًا، في كتابه المسمى "فتاوى في العقيدة" رسائل إرشادية صـ 13 عن المستغيثين والمتوسلين بالأنبياء والأولياء "مشركون كفرة لا تجوز مناكحتهم ولا دخولهم المسجد الحرام ولا معاملتهم معاملة المسلمين ولو ادعوا الجهل ولا يلتفت إلى كونهم جهالًا بل يجب أن يعاملوا معاملة الكفار".
من بين الفتاوى التي اعتمد عليها داعش، في تكفيره للصوفية، ما جاء على لسان رجل الدين السعودي محمد أحمد باشميل في كتابه "كيف نفهم التوحيد" صـ 16، قوله: "أبو جهل وأبو لهب أكثر توحيدًا وأخلص إيمانًا بالله من المسلمين الذين يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله لأنهم يتوسلون بالأولياء والصالحين".
ومن بين شيوخ الوهابية، عليّ بن محمد بن سنان، قال في كتابه المسمى "المجموع المفيد من عقيدة التوحيد" صـ 55: "أيها المسلمون لا ينفع إسلامكم إلا إذا أعلنتم الحرب العشواء على هذه الطرق الصوفية فقضيتم عليها قاتلوهم قبل أن تقاتلوا اليهود والمجوس".