بعد محاولات واشنطن تعليق "التحرير الفلسطينية".. مصر تنقذ عملية السلام

السبت، 25 نوفمبر 2017 03:00 م
بعد محاولات واشنطن تعليق "التحرير الفلسطينية".. مصر تنقذ عملية السلام
وزير الخارجية الأمريكية
محمود علي

تحركات قادتها الدبلوماسية المصرية في الأيام الأخيرة لإثناء الولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة التحرير الفلسطينية عن قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد مؤشرات بتعليق واشنطن عمل مكتب المنظمة في العاصمة الأمريكية، وذلك عبر اتصالات مصرية مباشرة للجانبين دعت فيها إلى ضرورة إنقاذ عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي تحاول مصر إحياءها مرة أخرى عبر مفاوضات جادة بعد توقف دام لأكثر من عامين.

وأمس صرح مصدر مسئول بالخارجية الأمريكية أن هناك توجهًا بعدم إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن لاستمرار بحث عملية السلام مع إسرائيل، وقال إن "المكتب سيبقى مفتوحًا قبل أن يستأنف انشطته بالكامل"، ليأتي هذا التغيير بعد نحو أسبوع من إعلان السلطات الامريكية عزمها الممثلية الفلسطينية بموجب قانون يلزم قادة فلسطين بالامتناع عن الدعوة الى محاكمة اسرائيليين امام القضاء الدولي.

وزير الخارجية الأمريكي

وقالت وزارة الخارجية الاميركية، إنها دعت الفلسطينيين إلى جعل نشاطات بعثتهم الدبلوماسية تقتصر على عملية السلام إلى أن يتم تمديد استثناء من القانون، مضيفة: "نظرا لانتهاء استثناء من القيود المفروضة على نشاط منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، نصحنا مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بأن تقتصر نشاطاته على تلك المرتبطة بسلام قابل للاستمرار بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وكان التهديد الأمريكي بإغلاق مكتب حركة التحرير في واشنطن، أغضب المسئولين الفلسطينيين الذين هددوا هما الآخرين ردًا على هذا الإجراء بقطع كل الجسور مع الإدارة الأمريكية التي يترأسها دونالد ترامب إذا تم تطبيقه، الأمر الذي يقضي بقطع كل الآمال والتحركات الساعية لدي كافة الأطراف الدولية بتحريك عملية السلام مجددًا.

ويرى دبلوماسيون مصريون سابقون أن إثناء واشنطن عن تنفيذ هذا القرار جاء بعد تحركات دبلوماسية مصرية لتقريب وجهات النظر بين الجانبين، قبل تصعيد لغة الحوار وقطع أي سبل وطرق لإحياء عملية السلام التي دعت لها مصر على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة أخرها الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

سامح شكري مع كبير المفاوضيين الفلسطينيين صائب عريقات

وبحسب الدبلوماسي المصري رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التحركات الدبلوماسية المصرية، تمثلت في اتصالات أجراها وزير الخارجية سامح شكري مع المسئولين الأمريكيين والفلسطينيين تحثهم على عدم الانصياع وراء التهديدات المتبادلة، لتجنبهم قطع العلاقات الدبلوماسية وإهدار فرصة عودة عملية السلام.

وكان وزير خارجية سامح شكري أجرى اتصالًا هاتفيًا السبت الماضي، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، مع صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين، وذلك لبحث التطور الخاص بعدم تجديد الترخيص الممنوح لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الأمريكية واشنطن، وخلال الاتصال أكد شكري أهمية استشراف كافة السبل للإبقاء على قنوات الاتصال المفتوحة بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، لاسيما خلال الفترة الحالية التي يتطلع فيها المجتمع الدولي إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وعملية السلام.

السفير رخا احمد حسن

واستطرد رخا حديثه في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، إن تهديد أمريكا بإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن يهدد كافة التحركات الداعية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، متسائلًا: "كيف تدعو واشنطن إلى السلام وتغلق باب التواصل مع الفلسطيين"، مضيفًا أنه "القرار" إذا كان تم تنفيذه سيعبر عن حالة التناقض الواضحة في الإدارة الأمريكية بين وزارة الخارجية والرئاسة في كافة أزمات الشرق الأوسط، مضيفًا لذلك أجرى شكرى اتصالًا بوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون الأحد الماضي لإثناءه عن هذا القرار.

وكان شكري أجرى اتصالًا بتيليرسون تناول أبعاد قرار الإدارة الأمريكية الخاص بعدم تجديد الترخيص الممنوح لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وتداعياته المحتملة، حيث أكد الوزير شكري على أهمية الإبقاء علي قنوات الاتصال المفتوحة بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية من أجل تهيئة المناخ الملائم لإعادة استئناف عملية السلام  بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

  

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة