في ذكرى استشهاده.. الدواعش يقتلون أبناء الشيخ حراز
الجمعة، 24 نوفمبر 2017 03:59 م
استهدفت عناصر تنظيم داعش الإرهابية ظهر اليوم الجمعة، مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بمدينة العريش، بعبوات ناسفة وأسلحة نارية عقب خروج المصليين من المسجد.
وفق إحصاءات رسمية ارتفع عدد شهداء الحادث عن 150 شهيدًا و120 مصابًا، ومازال الإحصاء جاريًا حتى الآن.
مسجد الروضة الذي شهد الحادث، هو أحد مساجد الطرق الصوفية في محافظة شمال سيناء، وهي الطريقة الجرارية الصوفية، والتي كان يمثلها الشيخ سليمان أبو حراز، والذي استشهد في 19 نوفمبر من العام الماضي.
وقبل الحادث بأيام كان التنظيم هدد في 9 ديسمبر، هدد أتباع الطرق الصوفية في مصر مؤكدًا ذبح اثنين من شيوخهم في معقله في شبه جزيرة سيناء.
التنظيم الإرهابي، سبق وأطلق عدة تحذيرات تجاه الطرق الصوفية، كان أبرزها في سيناء عقب مقتل الشيخ سليمان أبو حراز، وجاء على لسان أمير الحسبة في أنصار بيت المقدس – ولاية سيناء-، قائلًا: "إن ديوان الحسبة يمارس نشاطه ووظيفته على أرض الواقع، والطرق الصوفية واقعة في الشرك، يقدسون ابن عربى والحلاج، وغيرهما من أئمة الكفر والضلال".
المسجد التنظيم الإرهابي، يعمل وفق معتقدات تكفيرية ضد الطرق الصوفية في كافة مناطق تواجده، حيث يعتبر منهجهم "من الشركيات" التي تخالف الإسلام، وهو ما يفسر تفجيره للأضرحة في العراق وسوريا.
وفق تقارير بحثية، فأن نسبة المنتمين إلى الطرق الصوفية في سيناء تصل إلى ما يقرب من 60 % من السكان، وتنقسم الصوفية إلى طريقتين في سيناء، وهما الطريقة الجريرية الأحمدية، والطريقة العلاوية.
تنظيم داعش الإرهابي في تهديداته السابقة للصوفية في سيناء، اتهم أتباعها بالتعاون مع قوات الأمن في الكشف عن العناصر الإرهابية، ويعتبر داعش تلك الطرق "واحدة من أخطر الأمراض التي ابتليت بيها دولة الخلافة".
وقال التنظيم في إحدى تهديداته للصوفية: "أعلموا أنكم عندنا مشركون كفار، وأن دماءكم عندنا مهدرة، ونقول لكم أننا لن نسمح بوجود زوايا لكم في ولاية سيناء".
من بعد مقتل الشيخ سليمان أبو حراز، وعلى مدار العام الجاري، تدوالت منابر إعلامية للتنظيم الإرهابي تهديدات للطرق الصوفية، وهو ما دفع تلك الطرق للتخلي عن شعائرها في سيناء.
في 19 أكتوبر الماضي، تداولت مواقع إخبارية أن الطرق الصوفية في محافظة سيناء تخلت عن أهم طقوسها خوفًا من تنظم " داعش" الإرهابي، وهي بناء الأضرحة لأولياء الله الصالحين دون قباب.
ونقلت المواقع على لسان قيادات صوفية، أن التنظيم الإرهابي منع كافة الحضرات ومجالس الذكر في المساجد، وهدم جميع الأضرحة الصوفية في سيناء خاصة أضرحة الطريقة العلاوية.
النائب حسام الرفاعي، عضو مجلس النواب عن دائرة العريش، قال في تصريحات صحفية عقب الحادث إن للهجوم أبعادًا أخرى، إن هدف التنظيم من وراء الحادث هو الانتقام من قبيلة السواركة، التي أعلنت مساندتها للجيش والشرطة.
ووفق مراكز بحثية، تعود جذور الطرق الصوفية في سيناء، حينما انتقل الشيخ الصوفي أبو أحمد الغزاوي من غزة إلى سيناء، وحلّ في جوار صديقه وتلميذه عيد أبو جرير، شيخ عشيرة الجرارات من قبيلة السواركة فشهد عام 1954 نشأة أول مقر للطريقة العلوية الدارقوية الشاذلية.
وحمل أبو جرير رسالة أستاذه، فعمل على نشر زوايا الطريقة في منطقة الجورة بالشيخ زويد، والعريش حتى بلغ قرية الروضة بين العريش وبئر العبد.
ووفق دراسات متخصصة في جماعات الإسلام السياسي، فإن الطرق الصوفية في سيناء بلغت أكثر من 12 طريقة أقدمها التيجانية وأكبرها عددًا العلوية الدرقوية الشاذلية التي تلقاها الشيخ جرير عن الشيخ أحمد الغزاوي، وينتمي أغلب أبنائها لقبيلة السواركة.