التحقيقات الكاملة في قضية "تفجير بيوت الله" (خاص)
السبت، 25 نوفمبر 2017 11:02 م
تنفرد "صوت الأمة" بنشر تحريات الأمن الوطني في اتهام 48 داعشيًا بينهم 34 محبوسًا، و14 هاربًا في القضية المعروفة إعلاميا بتفجيرات الكنائس الثلاثة، "البطرسية بالعباسية، والمرقسية بالإسكندرية، ومارى جرجس بطنطا".
كشفت التحريات في القضية المقيدة برقم 165لسنة 2017 جنيات متخصصة، التي حررها قطاع الأمن الوطني، أنه إثر الملاحقات الأمنية واستهداف الجماعة المسماة داعش التي تعتنق أفكار تكفيرية متطرفة تقوم على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، ووجوب قتاله، وأفراد القوات المسلحة والشرطة بدعوة عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، واستهداف منشآتهم والمنشآت العامة، واستباحة دماء المسيحيين والسطو على ممتلكاتهم ودور عبادتهم بغرض إسقاط الدولة والتأثير على مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية والإضارار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، صدرت تكليفات من قيادات تلك الجماعات بالبلاد لكوادرها بإعادة تشكيل خلايها العنقودية وإنشاء وتأسيس أخرى بالمحافظات المختلفة، والتي تعمل كل منها بمعزل عن الآخر هربا من الرصد الأمني عن طريق ضم عناصر للجماعة من معتنقي ذات الأفكار ومن تلقوا تدريبات عسكرية واستقطاب آخرين.
التخطيط والبرنامج
وأضافت التحريات، أن المذكورين أعدوا لذلك برنامجا لهم من ثلاث محاور؛ أولها فكري يقوم على عقد لقاءات تنظيمية لتدارس الأفكار والتوجيهات التكفيرية ومطالعتها عبر المواقع الإلكترونية ومتابعة إصدارات الجماعة عبر شبكة المعلومات الدولية ودراسة كتيبات ترسخ أفكارها، كذلك انتقاء عناصر تأهيلهم نفسيا لتنفيذ عمليات انتحارية وفكريا بإقناعهم بشرعية تلك العمليات، والثاني أمني تمثل في كشف المراقبة وكيفية التخفي في أسماء حركية والتسمي بها فيما بينهم وقطع علاقاتهم وصلتهم بالمحيطين وتغيير أرقام هواتفهم النقالة، واستخدام أخرى جديدة والتواصل فيما بينهم عبر برامج اتصال مؤمنة كالتيجرام، والثالث عسكري لإعداد عناصر الجماعة بدنيا وعسكريا بعقد دورات عسكرية داخل البلاد بمعسكرات الجماعة وخارجها لتأهيل ورفع قدراتهم القتالية بتدريبهم على كيفية استخدام الألسلحة النارية وحرب العصابات والمدن والشوارع وإعداد وتصنيع العبوات المفرقعة وكيفية استعمالها، تمهيدا لتنفيذ عمليات إرهابية بالبلاد.
تأسيس الخلية
وتابعت التحريات أنه في سبيل ذلك استعان قادة تلك الجماعة بالمتهم الأول عزت محمد حسن حسين شهرته عزت الأحمر حركي منصور الدولي، والثاني مهاب مصطفى السيد قاسم حركي الدكتور، ونفذا ما صدر من تكليفات؛ حيث تمكن الأول من تأسيس خلية لها بمحافظة قنا واستعان بالمتهم الثالث عمرو سعد عباس حركي بدر واسعد مكنى أبوعبد الله وأبو أحمد، في إدارتها وتشكيلها وانتقاء أعضائها، وضمت المتهمين من الرابع حتى الثامن والثلاثين، كما تمكن الثاني من إنشاء خلية أخرى بمحافظة القاهرة ضمت المتهمين من الأربعين وحتى السابع والأربعين.
وصدرت تكليفات من قيادات الجماعة للمتهم التاسع والثلاثين حسام نبيل بدوي حامد حركي شريف بالعمل كحلقة وصل وصل لنقل التكليفات بينهم ومسؤلي الخلايا وعلاوة على تقديم الدعم اللوجستي لهم لتحقيق أغراض الجماعة، وفقا لما جاء في أوراق التحريات.
دورات تدريبية على السلاح في سيناء
وأضافت التحريات بإصدارالمتهم الثاني المتواجد بشمال سيناء تكليفا للمتهم الثالث بتسفير عناصرمن خليته لمحافظة شمال سيناء لتولي تأهيلهم عسكريا تمهيدا لتنفيذ عملياتهم العذائية؛ حيث سافر المتهم السادس والثاني عشر ومن الخامس عشر حتي الثامن عشر والمتوفى محمود حسن مبارك، وتلقوا دورات بدنية بمعسكرات الجماعة بها، وأخرى على كيفية استخدام الأسلحة النارية وتصنيع المفرقعات والأحزمة الناسفة، كما اضطلع المتهم الثالث بتكليف المتهم الثاني بإعداد ذات البرامج الفكري والحركي والعسكري لعناصر الخلية فتولى مسؤولية الجانب الفكري لها، وترسيخ أفكار الجماعة لديهم، كما أصدر تكليفا للمتهم السادس والعشرين مصطفى سيد محمد على بتولي مسؤولية تصنيع العبوات المفرقعة وإعداد دورات لعناصر المجموعة.
وكشفت التحريات أن تلك الجماعة اعتمدت في تحقيق أغراضها على ما أمدها بها المتهم الأول والثالث من أموال وأسلحة ومفرقعات، وما أمدها بها المتهمون الثالث عشر محمد مبارك عبد السلام متولي والرابع عشر سلامة أحمد سلامة، والعشرون مصطفى أحمد محمد أبو زيد، والسادس والعشرون والخامس والثلاثون رفاعي علي أحمد محمد، والمتوفى أحمد عبد العزيز خلف، من مفرقعات، وما وفره لها المتهمون الرابع وليد أبو المجد عبد الله، والثلاثون محمد يوسف أبوبكر، التاسع والثلاثون من سيارات نقل أعضائها وما يلزمهم من مواد، وما أمدها بها المتهم الثالث والثلاثين عبد الرحمن حسن أحمد مبارك، والمتوفى محمود حسن مبارك عبد الله من وسائل الإعاشة أعضائها، ووفر لها المتهم الأربعون رامي محمد عبد الحميد عبد الغني مقرا لإيواء أعضائها ووسائل لتعيشهم علاوة على أسلحة نارية تم تهريبها بواسطة عناصر بالجماعة من دولة ليبيا عبر الحدود الغربية للبلاد.
جمع المعلومات وإخفاء الأسلحة
ووفقا للتحريات اعتمدت الجماعة في تنفيذ عملياتها العدائية على ما يمدها به المتهمون الأول والثالث من معلومات وبيانات وقف منها على رصد لكمين النقب، علاوة على المعلومات التي أمدهم بها المتهمان الثالث والرابع عن دير الأنبا مكاريوس بطريق وادي الريان بمحافظة الفيوم ومداخله ومخارجه، كما أمدهم الأخير والثلاثون محمد يوسف أبوبكر والثاني والثلاثون عمر سعد عباس من معلومات حول عدد من الكمائن الشرطية، وأخرى بشأن التواجد الأمني والتمركزات بالطرق المؤدية إلى معسكرات الجماعة من محافظة قنا وإليها، وقدم الرابع عشر معلومات عن عدد من ضباط الشرطة تمهيدا لاستهدافهم بعمليات عدائية.
وبيَّنت التحريات اضطلاع قيادات تلك الجماعة بإعداد وتجهيز بعض المقرات التنظيمية التي اتخذت مخازن لإخفاء الأسلحة النارية والذخائر والمواد المفرقعة ومقار لإعدادها وتجهيزها، منها قطعة أرض صحراوية بالطريق الصحراوي الغربي بمحافظة سوهاج، أقام بها المتهمان الأول والثالث معسكرا، واتخذاها مقرا لإقامتهما وعقد لقاءاتهما التنظيمية وترسيخ أفكار أعضاء الجماعة وإيواء الهاربين من عناصرها عقب تنفذهم عملياتها العدائية، وإخفاء الأسلحة والمفرقعات والتدريب على استخدامها، ومنها مزرعة وفرها المتهم الثالث بالظهير الصحراوي بمركز الوقف قرية المراشة بمحافظة قنا، وكذلك وحدة سكنية وفرها المتهم الأربعون لإيواء الأعضاء وإخفاء المفرقعات كائنة 18 شارع سالم حجازي من شارع المسيري الزيتون القاهرة.
مرحلة التنفيذ
وأشارت إلى أنه استمرار في تنفيذ تلك الجماعة لمخططها الهادف لإسقاط الدولة، اضطلع عناصرها بارتكاب العديد من العمليات الإرهابية؛ منها واقعة تفجير الكنيسة البطرسية بحي العباسية بمحافظة القاهرة بقصد قتل مرتاديها وتخريبها بتاريخ 11 ديسمبر 2016، بأن المتهمين الأول والثاني تكليفا للمتهم الثالث والرابع والمتوفى محمود شفيق محمد مصطفى باستهدافها بسترة ناسفة يفجرها الأخير في نفسه داخل الكنيسة، ونفذا لذلك نقل المتوفى محمود حسن مبارك الانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى بتاريخ 5 ديسمبر 2016 إلى الوحدة السكنية الكائنة بحي الزيتون القاهرة لإيوائه بها حتى يوم الواقعة، ونقل المتهمان الأول والتاسع والثلاثون حسام نبيل بدوي بسيارة الأخير (د . ف . ط 3827) رينو سانديرو، وحقيبة تحتوي على ثلاث سترات ناسفة سبق تجهيزها من محافظة قنا، وسلمها للمتهمين الثالث والرابع بمحيط منطقة الزيتون بالقاهرة اللذين التقيا الانتحاري محمود شفيق بتاريخ 8 ديسمبر 2016 وأقاموا بالوحدة السكنية وحتى توجهوا، ورصدوا الكنيسة البطرسية بالعباسية، ومداخلها ومخارجها، وبتاريخ 11 ديسمبر 2016 توجهوا مستقلين سيارة المتهم الرابع عقب تجهيز الانتحاري محمود شفيق بالستره الناسفة وإعداد وصلات تفجيرها حتى وصلوا على مقربة من الكنيسة، فترجل الانتحاري صوب الكنيسة مقتحما أمنها، وما إن وصل لقاعة النساء فيها فجر السترة الناسفة ، بينما ظل المتهمان الثالث والرابع بمحيط الواقعة.