كيف كشفت اعترافات "فتى الشاطر" علاقة الإخوان وقطر بالتنظيمات المسلحة في سيناء؟
الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017 05:30 م
<< الأزمة الداخلية للجماعة أحد دوافع المغير لفضح قيادات التنظيم وعلاقاتهم بالعنف
<< تحريض قيادات وشباب الجماعة على حمل السلاح من الدوحة كشف تحريض قطر لهم
<< خبراء: الجماعة سعت لاستخدام العنف ورقة لاستمرار التفاوض
لم تكن الاعترافات التي صدرت من أحمد المغير أحد الشباب المحسوبين على الإخوان، والمعروف إعلاميا "فتى خيرت الشاطر"، هى الأولى من نوعها التي تصدر منه وتفضح سياسات الجماعة، واستخدامها للعنف، فسبقها قبل نحو عامين تصريحات هي الأخطر التي تصدر من الجماعة، اعترف فيها فتى الشاطر بأن اعتصام رابعة كان ملئ بالأسلحة، وهناك بعض شباب الإخوان حملوا بالفعل السلاح خلال الفض.
التنظيم لم يخرج بعد تلك الاعترافات ليكذب المغير ولكنه اكتفى فقط بالهجوم على المغير، والحديث حول أنه لا يبالى بالأزمة التى تمر بها الجماعة، وأن ليس كل ما يعرف يقال، إلا أن الاعترافات الأخيرة التي كشف فيها المغير بأن عصام العريان، القيادى البارز بجماعة الإخوان طلب منه قبل ساعات من الفض بالذهاب إلى سيناء والدعوة للتصعيد العسكري المسلح، سلطت الضوء بتورط الجماعة بشكل مباشر في الأعمال الإرهابية التى تشهدها سيناء منذ عزل محمد مرسي وحتى الآن، وعلاقة الجماعة بالتنظيمات الإرهابية هناك.
دوافع عديدة دفعت فتى خيرت الشاطر بأن يعلن تلك الاعترافات على الملأ، حيث تأتى تلك الاعترافات فى ظل انقسام الجماعة لمجموعتين ، مجموعة تدعو صراحة إلى حمل السلاح وهى مجموعة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد الذي أعلنت الداخلية مقتله فى وقت سابق، ومجموعة عواجيز الإخوان التى يتزعمها محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، وهو ما دفع المغير الذي ينتمى للمجموعة التابعة لشباب الإخوان الداعى لحمل السلاح، إلى إصدار تلك الاعترافات في ظل الأزمة التى تمر بها الجماعة.
المغير الذي يعيش فى العاصمة القطرية "الدوحة"، أكد أيضا أن قطر على صلة بأعمال العنف التي تشهدها سيناء، وعلاقتها بالجماعات الإرهابية، ففتى الشاطر، الذي يقيم في الدوحة منذ عدة أشهر بجانب عدد من شباب الجماعة الداعى للعنف، يتعمدون الدعوة إلى حمل السلاح من مقر إقامتهم، تحت إشراف ومتابعة من قبل المسئولين القطريين.
المغير قال نصا في اعترافاته التي نشرها عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك":"«يوم عزل مرسى كان طبعا الغضب عارم وكنت أنا بدأت أفكر إني أسيب مصر وأبدأ اشتغل إعلاميا من برة بحرية (كان ليا وظيفة إعلامية معينة) فعرضت الفكرة يومها بالفعل على عصام العريان وقلتله إني ممكن أحاول أروح لغزة أو لليبيا واشتغل من هناك فاستحسن الفكرة».
وتابع: «وقالي إن الأحسن أحاول أروح لمكان زي مطروح أو سيناء وابدأ اطلع فيديوهات رسالتها إن السلمية انتهت وإننا كفرنا بيها وإن لازم التصعيد العسكري وقالي بشكل واضح إن دي ورقة هتساعد في المفاوضات، لأسباب مختلفة منفذتش الموضوع ده وأنا كنت ساعتها ما زلت مقتنع بالمسار السلمي"، متسطردا: "بكتب الكلام ده لأن الشيء بالشيء يذكر ولأن ده تاريخ لازم الناس تعرفه يستفيد منه من يستفيد».
وحول اعترافات المغير، قال ربيع شلبي، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن أحمد المغير يحاول أن يسلط الضوء عليه بعد أن أصبح مغضوب عليه فى الإخوان، مشيرا إلى أن الجماعة خلال اعتصام رباعة كانت تريد التصعيد العسكري في سيناء لاستخدامها كورقة ضغط على الدولة المصرية.
وأضاف القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، لـ"صوت الأمة"، أن بداخل الإخوان من يريد أن يقوم بأعمال عنف وإرهاب ويستخدمون تلك الأعمال كورقة ضغط من أجل العودة للمشهد السياسي.
فيما قال أحمد عطا، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن اعترافات المغير تمثل انقلاب علي مشروع الخلافة داخل الإخوان وعلي القيادات الهاربة - وهذا يقودنا ان التمويلات والدعم المالي توقف عنها التنظيم الدولي واعتبر المغير ورقة محروقة وعبء علي التنظيم ولهذا وجدها فرصة لأن يعترف على قيادات التنظيم.
وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية، لـ"صوت الأمة" أن المغير يكشف تفاصيل وأسرار فض ميداني رابعة والنهضة وهذا ما حدث مع الشباب الهارب إلي السودان بعد ثورة ٦/٣٠ ثم لقطر حيث أن التنظيم الدولي اتخذ قرار بالتخلي عن الهاربين وتوفير تمويلاتهم الي المنصات الإعلامية التي تنطلق من تركيا لان ميزانياتها ضخمة وخاصة ان معتز مطر أوهم التنظيم بانه سوف يقود الي ثورة مسلحة في مصر حسب اخر لقاء لمعتز مطر مع أيمن عبدالغني مسؤول غرفة عمليات القاهرة في اسطنبول وقد وصل حجم الإنفاق علي قنوات تركيا ٤ مليون دولار شهرياً بعدما وضعت القنوات مخصصات مالية ضخمة للحصول علي تقارير مصورة عن الشارع المصري.