القاهرة تعود إلى عصر "زبالي البيوت".. خطة جديدة لتجميل العاصمة

الإثنين، 20 نوفمبر 2017 04:30 م
القاهرة تعود إلى عصر "زبالي البيوت".. خطة جديدة لتجميل العاصمة
تراكم القمامة بشوارع القاهرة
ماجد تمراز

عصر جديد تعيشه منظومة النظافة الجديدة بمحافظة القاهرة، بعد انتهاء عقود الشركات الأجنبية "أما العرب" و"الشركة الأسبانية" و"شركة أوروبا 2000"، التى دام التعاقد معها لمدة تجاوزت الـ 18 عام، وبشروط لم تكن فى صالح مصر.

عيوب قاتلة تضمنتها بنود العقود المُبرمة بين محافظة القاهرة وبين شركات النظافة الأجنبية، فلم يتوقف الأمر عند نزول عاملى هذه الشركات فى وردية واحدة وفى بعض الأحيان من ورديتين بعد ضغط من هيئة نظافة وتجميل القاهرة، وإنما كانت تعتمد المنظومة على وضع صناديق القمامة فى الشارع، وكل مواطن يخرج من منزله يضع شنطة القمامة داخل الصندوق، وهو الأمر الذى لم يلق نجاحاً طوال تطبيق هذه المنظومة، ورغم هذه العيوب فقد تأخرت القاهرة عن دفع مديونات متأخرة وصلت إلى 180 مليون جنيه، وتم تسديدهم على دفعات.

انتظر مسئولو محافظة القاهرة، ووزارة التنمية المحلية ومجلس الوزراء، انتهاء مدة العقود مع الشركات الأجنبية، للبدء فى تنفيذ منظومة مُحكمة للتخلص والقضاء على أزمة القمامة فى العاصمة، بالتزامن مع مشاركتها فى العديد من المسابقات العالمية كأجمل عاصمة، وبالفعل تم وضع معايير للمنظومة الجديدة للنظافة، وتضمنت اعتمادها بشكل أساسى على منظومة الجمع المنزلى والرجوع إلى عصر متعهدى القمامة من جديد.

وبعد الإعلان عن المنظومة الجديدة المعتمدة على الجمع المنزلى ومتعهدى القمامة، نطرح سؤال هام، هل ستنجح منظومة النظافة الجديدة بعد تكرار الاعتماد على متعهدى القمامة من جديد؟، فقبل التعاقد مع الشركات الأجنبية، كانت محافظة القاهرة تعتمد بشكل رئيسى على المتعهدين، والذين مثلوا قطاعاً كبيراً وصل قوامه إلى 3 ملايين عامل بقطاع النظافة، ومع الأسف لم تُحقق هذه المنظومة فى البداية الأهداف المطلوبة، لعدم وجود شركات إعادة تدوير القمامة واستغلالها.

ولكن ماذا تحتاج محافظة القاهرة لإنجاح هذه المنظومة؟.. طبقا لخطة المحافظة تحتاج العاصمة إلى عدة عوامل هامة ومحورية يمكن من خلال تطبيقها انجاح هذه المنظومة، أهمها تفعيل الشركة القابضة للنظافة التى أعلن عن تأسيسها الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية بالتنسيق مع وزارة البيئة، والتى ستقوم بدورها بإعادة تدوير القمامة واستغلالها من جديدـ، بالإضافة إلى تفعيل دور نقابة العاملين بالنظافة والاستعانة بمُتخصصيها فى حل أزمات القمامة بالعاصمة.

كما تحتاج محافظة القاهرة إلى تكثيف الرقابة على متعهدى القمامة الذين تم وسيتم التعاقد معهم، فمن الظلم مقارنة النجاح الطفيف للتجربة فى حى المعادى، بباقى الأحياء، فحى المعادى أحد الأحياء الراقية التى تُعامل معاملة خاصة، وبشكل خاص فيها يتعلق بالنظافة والاهتمام بالطرق.

ومن جانبه قال المهندس حافظ السعيد، رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة، إن المنظومة الجديدة تعتمد بشكل رئيسى على الجمع المنزلى وجمع القمامة من المنازل، مؤكداً أنه سيتم القضاء على ظاهرة "الفريزة"، وهم عبارة عن متعهدين قمامة يفرزون القمامة فى الشارع لاستخراج المخلفات الصلبة وترك العضوية منها، وسيتم نقل القمامة مباشرةً من محطات المناولة الثابتة فى البساتين أو المكابس المتحركة لتجميع القمامة ونقلها اولاَ بأول الى المقالب العمومية.

وأضاف رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة، فى تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن المنظومة الجديدة لن تقتصر على عناصر النظافة فقط، بل سيصاحبها حملة مكبرة لرفع كفاءة المسطحات الخضراء والجزر الوسطى وتحسين أحوال رصف الشوارع والأرصفة ومراجعة أعمدة الإنارة الخارجية والداخلية بشوارع وميادين المعادى، موضحاً أنه تم تطبيقها فى حيى المعادى، وسيتم تعميمها تباعا على جميع الأحياء.

وأوضح السعيد، أنه تم دعم منظومة النظافة بحى المعادى بـ 4 سيارات قلاب حمولة 4 طن ، و5 عربات حمولة 2 طن، بالإضافة إلى ثلاثة مكابس كبيرة وفنطاس مياه وسيارة للغسيل الآلى وجرد الشوارع ، ولودر صغير ، وتم التعاقد ايضاَ مع 10 متعهدين للجمع السكنى والتجارى وكل متعهد لديه من 27 ـ 35 سيارة حمولة 1 طن لتقديم افضل خدمات جمع المخلفات ونقلها للنقاط والثابتة والمتحركة

وكشف رئيس الهيئة عن أنه تم تخصيص خط ساخن عن مخالفات النظافة والمتعهدين المخالفين فى حالة محاولتهم فرز القمامة بالشارع أو امتناعهم عن جمع القمامة

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق