إيمان فؤاد تكتب: وشوشات

الأحد، 19 نوفمبر 2017 03:30 م
إيمان فؤاد تكتب: وشوشات
وشوشات

ويحدث أن تصحو من نومك، كعادتك، لتشرع فى ممارسة طقوسك المصاحبة لاستيقاظك، وتقف أمام مرآتك لتتفحص بنظرة عابرة محياك وتفاصيله، لترى ما قد طرأ من تغييرات بفعل يد الزمن على ملامحك.
 
وفجأة ترى نفسك، ترنو مليًا لعينيك، وتستقر عليهما بناظريك، فقد تحولتا بطريقة ما لصفحة نهر ساكنة أو كشاشة تعرض فيلمًا سينمائيًا، يسرد قصة حياتك، وأحداثًا قد عاصرتها، عاشتك وعشتها، لتبدأ بالغوص فى عمق سكونهما، وتعود بك الذاكرة شيئًا فشيئًا لمجرياتها، وللغريب تجد أن المشاهدة قد استهوتك، وشدت انتباهك وجدًا راقتك، وعندئذ تتعمد شحذ ذهنك، وعصر ذاكرتك، لتعود أكثر فأكثر لحقب أبعد وأبعد، وتستعذب ما تستدعيه رغمًا، لتتابع تغيرات محياك مواكبًا ما يعتريه من تضارب فى الأحاسيس، وتناقضات فى المشاعر، بين ابتسامة وتقطيبة جبين، وارتعاشة شفاة، وربما دمعة ساخنة حائرة، فأنت الاّن تشاهد تاريخك يعرض أمامك.
 
بكل حزنك، بكل فخرك وكل ندمك، بغير حول منك ولا قوة تعينك على أن تمحو ما يستحق المحو والزهو بما يستحق الاعتداد والكبرياء والفخر، ولقمع وتحديد إقامة لحظات حقًا وجدًا أسعدتك، وتمنيت مراراً لو يقف الزمن عندها ولا يتحرك قيد أنملة، فقد زلزلتك وبددتك، وفى اّن واحد جمعتك!
وعلى حين غرة يأتيك من مكان ما صوت أو ربما هو توهم لصوت قاطع عليك استطرادك.
 
 ليوقف متابعتك الشيقة لفيلمك، كى يحثك على البدء فى سطر سيناريو جديد لمرحلة جديدة من سنواتك، أو ربما هى وفقط أيامك.
 
محامية

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق