إلغاء وزارة السياحة والاعتذار للوزير
الأحد، 19 نوفمبر 2017 06:03 م
المسألة هنا لا تتعلق بشخص وزير السياحة، الذى قد لا يعرفه الكثير من المصريين، أو ربما يتشابه عليهم الأمر فى شكله، أو فى اسمه غير المعروف كثيرا، فهو لا يحب الظهور فى وسائل الإعلام لأسباب معلومة بالطبع.
المسألة تتعلق بسؤال يطرحه خبراء السياحة، أو حتى رجل الشارع العادى، وهو: هل هناك ضرورة لوجود وزارة للسياحة فى مصر لها ميزانية، وهيكل إدارى ضخم، ومبنى وهيئات تابعة؟
ما أهمية وجود وزراة للسياحة، والأوضاع السياحية فى مصر لا تحتاج إلى شرح أو تفسير، والقطاع يعانى منذ 6 سنوات، دون وجود سياسات واضحة، أو رؤية حقيقية لانقاذ السياحة المصرية من الوضع المتردى الحالى؟
لقد كشف انعقاد منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ فى الأسبوع قبل الماضى، مدى الفشل والعجز، الذى تعيشه قيادات وزارة السياحة ومدى الروتينية والجمود فى التعامل مع ملف السياحة، ودون طرح أفكار خلاقة وابداعية لتطوير القطاع، بعيدا عن السياسات التقليدية، وانفاق ملايين الجنيهات والدولارات، دون عائد على القطاع.
فالمنتدى حقق ترويجا سياحيا لمصر لم تحققه وزارة السياحة منذ أن تولى وزير السياحة الحالى، يحيى راشد، وأظن الاسم صحيحا، لمجرد استضافة حوالى 3 آلاف شاب من مختلف دول العالم، كانوا خير سفراء للسياحة وللأوضاع عموما فى مصر فى دولهم، وبين أصدقائهم وذويهم بإعداد وتنظيم جيد، وبترويج أكثر من رائع عن مصر ومعالمها السياحية والآثرية بشكل أبهر كل من شاهدها حول العالم.
ولو افترضنا أن المنتدى يمكن تنظيمه مرتين كل عام، لأصبح كافيا للترويج للسياحة فى مصر وعودتها مرة أخرى، واستعادة القطاع لعافيته.
هذا ما نريده فى ظروف استثنائية، تحتاج إلى عقول مختلفة تفكر خارج الصندوق، وليس إلى أشخاص موظفين، يؤدون دورهم، وفقا للوظيفة الروتينية داخل وزارة ليست وزارة عادية فى مصر.
فى الفترة الماضية، تعالت أصوات جريئة من داخل القطاع السياحى، تنادى وتطالب بإلغاء وزارة السياحة، فالقطاع ليس بحاجة إلى وزارة، وإنما بحاجة إلى وجود هيئة للتنشيط والترويج السياحى.
فالمختصون وخبراء السياحة، يرون ضرورة التغيير فى الهيكل الوزارى الحالى، واختيار الأشخاص المناسبين للوظائف التى يشغلونها. وأذكر خلال متابعتى لمعارض السياحة فى دبى ولندن، أن المسئول عن الجناح المصرى لا يعرف التحدث بالإنجليزية فى المؤتمرات الصحفية، وآثار ذلك غضب الإعلاميين المصريين، وعندما سألت عن سر اختيار هذا المسئول بالذات، جاءت الإجابة: «لأن الدور عليه فى السفر!!». وليس مهما طبعا مدى كفاءة وأحقية الشخص المسئول فى رئاسة الوفد السياحى المصرى فى المعرض الدولى.
بعض خبراء السياحة مع إعادة هيكلة وزارة السياحة مع وجود رؤية وخطة للهيكلة ودراسة الفكرة والمقارنة ما بين وجود وزارة للسياحة أو هيئة للترويج والتنشيط السياحى، فالهدم يكلف، والبناء أيضا يكلف، ونحن فى ظروف اقتصادية حرجة، فالإلغاء يحتاج دراسة وقوانين لإعادة الهيكلة.
فبعد أن كنا نفكر فى جذب 20 مليون سائح، أصبح عدد السياح لا يتجاوز الـ5 ملايين، وأصبح الحديث عن هموم القطاع ومشاكله هو الصوت الأعلى، وحالة « الزهق والاكتئاب»، تصيب العاملين، فالفنادق تعانى وبعض أصحابها، يفضل إغلاقها بدلا من نزيف الخسائر، وعدم وقوف الوزارة إلى جانبهم للبحث عن مخرج من الأزمة.
هناك اقتراح بإلغاء الوزارة والاكتفاء بهيئة للتنشيط والترويج السياحى، تكون مهمتها تنشيط الطلب على مصر، وتسويقها عالميا، ومكونة من30 شابا يجيدون اللغات المختلفة للأسواق، التى تعمل بها مصر، وتعمل الهيئة على محورين، محور للتنشيط والتسويق، ومحور تطوير أداء المنظومة السياحية فى الداخل.
باختصار نحتاج إلى توفير ميزانية السياحة، وتخصيصها لصالح أفكار جاذبة، تسهم بفعالية فى تنشيط السياحة المصرية، وعودة الروح إليها من جديد حتى لو كان الثمن الاعتذار للوزير وإلغاء وزارة السياحة.