توقف مشروعات الصرف في 5 قرى بالشرقية.. والأهالي: نعيش تحت حصار "جرار الكسح".. والهيئة: "الناس السبب"

خمس قرى في مركز فاقوس بالشرقية، تعيش مأساة حقيقية بسبب الحرمان من خدمة الصرف الصحي، وأثارها السلبية على صحتهم، وبالرغم من تنفيذ 95% من مشروعات الصرف في هذه القرى.

 

 

وهذه القرى هي "جهينة البحرية، والقبلية، ميت العز، الديدامون، وغزالة عبدون"، هذه القرى تعيش  تحت حصار جرار الكسح، وطفح مياه المجاري المستمر الذي يغرق شوارعها، وهيئة الصرف الصحي تتهم المتضررين بتعطيل المشروعات.

 

 

وعند الوصول لهذه القرى من ناحية كوبري السحارة المار فوق مصرف بحر البقر، يتم رصد جرارات الكسح الأهلية التي تفرغ حمولاتها داخل المياه، وتنتشر روائح كريهة يعجز اللسان عن وصفها.

 

 

وبالانتقال إلى القرى، في البداية يلاحظ وجود محطات رفع مقامة داخل القرى، وخطوط صرف بيارات مقامة داخل الشوارع، إلا أن معظمها متوقف ينتظر قبلة الحياة.

 

 

في قرية جهينة القبلية، أكد عبدالمنعم العلاوي عمدة القرية، أن المشروع بدأ منذ 2005 وتم بناء محطة رفع وخطوط الصرف وصلت إلى 70% من الشوارع، إلا ان أحد المواطنين اعترض على مرور خط الصرف الرئيسي من أمام منزله بدعوى أنه قد يتسبب الحفر بتصدعه، وهو الأمر الذي عطل استكمال المشروع منذ عامين.

 

 

أما أهالي قرية جهينة البحرية، فيؤكدون أنهم يعيشون في مأساة بسبب مياه المجاري التي أغرقت المنازل لارتفاع منسوب المياه الجوفية، فضلا عن تكبدهم تكاليف مالية لنقل مياه المجاري من المنازل عبر جرارات الكسح والتي وصل سعر النقلة الواحدة 25 جينها، وأن أقل أسرة تستهلك من 6 إلى 7 نقلات شهريا. 

 

 

 

وفي قرية ميت العز المجاورة لها، أكد واحد من الأهالي يدعى ثروت القرم، أن الأهالي تواجه كارثة بيئية وصحية كبيرة، بسبب قيام جرارات الكسح في صرف حمولتها بمصرف بحر أبو الأخضر، والذي يروي الأهالي منه أراضيهم الزراعية، والأمر الذي أدى لانتشار الأمراض الباطنية بين الأهالي.

 

 

في قرية الديدموان، يتحدث عنهم السيد البرعي مدير عام بالتربية والتعليم، وهي من كبرى قرى مركز فاقوس تعدادا وتضم عدد الكليات التابعة لفرع جامعة الأزهر و كلية العلوم التطبيقية، ويقطنها الطلاب من مختلف المحافظات والجنسيات، وما زالت تعتمد على جرارات الكسح، لصرف المياه من المنازل والذي يعد شيئا غير حضاري لا يناسب قرية بهذا الحجم  تقارب عدد سكانها 70 ألف مواطنا.

 

 

لم يختلف حال قرية غزالة عبدون، عن حال القرى السابقة من اعتمادهم على جرار الكسح لصرف المجاري، ومعاناتهم جراء ذلك، وانتشار الأمراض بسبب ذلك.

 

 

وقال المهندس أشرف السيد مدير الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بالشرقية، إن محطات الرفع في 5 قرى تم تنفيذ وخطوط الإنحدار وصلت نسب التنفيذ فيها إلى 95%، وكذلك تنفيذ نسب كبيرة من خطوط الطرد في الشوارع، الأ أن الأهالي في بعض هذه القرى من يقفون حيال استكمال المشروع.

 

 

وأوضح السيد أن المشروع توقف في قرية ميت العز، بسبب اعتراض الأهالي على مرور خط الطرد من أحد الشوارع، واضطرت الهيئة لعمل تعديل المشار إلى جسر السماعنة، والذي عطل التنفيذ لعدد من السنوات، وحاليا جاري العمل، ولم يتبقى سوى 100 مترا فقط، أما جهينة القبلية، توقف المشروع بسبب اعتراض مواطن، وتم مناقشة الوضع مع محافظ الشرقية، بعد فشل المفاوضات الودية، الذي أمر بتنفيذ المشروع باستخدام القوة الجبرية، وقرية الديدامون، تسبب أعمال تحويلات المرافق والعداية أسفل ترعة السماعنة إلى تعطل المشروع، أما غزالة عبدون فقد أوشك المشروع على الانتهاء فيها تمام.

 

 

وأكد مدير الهيئة، أنه من المقرر الانتهاء من المشروعات الخمسة خلال الأشهر القليلة المقبلة، مضيفا أنه تم عقد بروتوكول مع أحد الشركات الكبرى، لزيادة استيعاب محطة معالجة فاقوس "السحارة" إلى 35 ألف م3 يوميا، لرفع كفاءتها وتغطية تلك القرى المحرومة من خدمات الصرف الصحي من خلال نقل الصرف عبر محطات الرفع التي أقيمت بها.