فتاوى سلفية تحرم الاحتفال بالمولد النبوي.. والإفتاء: من الأمور المستحبة

الأحد، 20 ديسمبر 2015 02:45 م
فتاوى سلفية تحرم الاحتفال بالمولد النبوي.. والإفتاء: من الأمور المستحبة
الإفتاء
آية عبد الرؤوف

المولد النبوي هو يوم مولد رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم والذي كان في 12 ربيع الأول حيث تبدأ الاحتفالات الشعبية من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته،وذلك بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبى، ويلقى بها بعض الدروس من سيرته،وذكر شمائله ويقدم فيها الطعام والحلوى مثل حلاوة المولد.

وتحتفل الأمة الإسلامية بأكملها كل عام بأجازة المولد النبوي الشريف وتحتفل جمهورية مصر العربية بتلك المناسبة بشكل خاص، حيث ينظم الأزهر الشريف إحتفالية دينية، بالإضافة إلى حلوى المولد النبوي التي يقبل على شرائها الكثيرون.. ترصد "صوت الأمة" الصراعات حول حكم الإحتفال بالمولد النبوى الشريف.

1-حكم الإحتفال بالمولد النبوى

حرم الداعية السلفي أبو إسحق الحويني،الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، مطالبًا التيار السلفي بضرورة توعية الناس بمدى خطورة الاحتفال به.

وجاء في المقاطع الخاصة بالحويني التي انتشرت على الصفحات التابعة لحزب النور والدعوة السلفية، ولو كان الاحتفال هو مظهر من مظاهر حب الرسول لفعلوا الصحابة وهم أفضل منا في حب الرسول. كما قال الحويني أن الاحتفال بدعة من الدولة الفاطمية بهدف تقليل من شأن الصحابة.

كما قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة بالإسكندرية، إنه لا يوجد في الكتب ما يسمى بـ"المولد النبوي"، والاحتفال به "بدعة" وأمر محدث.

وأكد برهامي، أن الاحتفال به يجب أن يكون احتفالًا بالسنة، "أما محبة الرسول بأكل الحلاوة واللحمة هذا ليس من حب الرسول"، مشيرا إلى أن مظاهر هذه الاحتفالات ظهرت أثناء الدولة الفاطمية، ودواوين الإسلام كلها تخلو من الاحتفال به.

2-حكم شراء حلوى المولد النبوى

أفتى ثلة من أجلة العلماء بعدم جواز شراء حلوى المولد النبوي وكان ذلك إستنادا إلى أن: شراء هذه الحلوى بنية الاحتفال بالمولد، لها حكم الاحتفال ذاته؛ لأن النية تؤثر في العادات حِلا، وحُرمة، فإن كان الاحتفال محظورا، كانت العادات التي تفعل على سبيل الاحتفال كذلك. أمّا الأكل من الحلويات قبل الاحتفالات أو بعدها أو يكون ذلك منفصِلًا عن مظاهر الاحتفال فلا مانع منه؛ لأن أكل الحلويات في حد ذاته ليس حرامًا على وجه العموم.

وقال ابن الحاج: وحذر من عوائد أهل الوقت، وممن يفعل العوائد الرديئة، وهذه المفاسد مركبة على فعل المولد إذا عمل بالسماع، فإن خلا منه ـ أي من السماع وتوابعه المنكرةـ وعمل طعاما فقط، ونوى به المولد، ودعا إليه الإخوان، وسلم من كل ما تقدم ذكره: فهو بدعة بنفس نيته فقط؛ إذ أن ذلك زيادة في الدين، وليس من عمل السلف الماضين. واتباع السلف أولى، بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه؛ لأنهم أشد الناس اتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيما له، ولسنته صلى الله عليه وسلم، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع فيسعنا ما وسعهم. اهـ.

وقد نقل ذلك الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في (فتاويه ورسائله) وأقرَّه. وأما الشراء المجرد عن هذه النية، ودون المشاركة في المظاهر الاحتفالية الأخرى، فلا نرى ما يقتضي حرمته، فيبقى على أصل الحِل. ولا يقال: إن في هذا إعانةً على الباطل أو المنكر! لأن الشراء والحلوى كلاهما جائز في الأصل. وإنما يمكن أن يذكر ذلك في حكم البيع لا الشراء، كما سبق بيانه في الفتوى رقم:238204.

3- المحتفلون بالمولد النبوى

1- الوزارات الحكومية: متمثلة في وزارات الأوقاف وأحيانًا يحضر رئيس الدولة،وبعض الشخصيات الإسلامية الحكومية، وعلماء الدولة الرسمين، وينقل بالتلفاز والقنوات وإذاعات القرآن.

2- الجهات الشبه رسمية: مثل مجالس الصوفية العليا التي تقيم الموائد ومجالس الذكر وتسير المواكب، وتعقد حلقات للذكر والرقص والإنشاد والتشبيب.

3- عامة الناس الذين يحتفلون مع الدولة أو المجالس الصوفية، أو من خلال الاجتماعات في البيوت وغيرها.

مؤيدين إحتفالات المولد النبوى الشريف

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أن الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول الكريم من الأمور المشروعة بل والمستحبة، ومن يقول غير ذلك واهمون ومخطئون، والدليل على ذلك من كتاب الله: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"، وأى فضل أعظم من الرسول الكريم الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأي رحمة أعظم ممن قال الله عنه: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".

وأوضح "هاشم"،أن الدليل من السنة، أن "الرسول الكريم سئل عن سبب صيامه يوم الإثنين، قال ذاك يوم ولدت فيه".

وعن عدم الاحتفال بالمولد النبوي في عهده، قال عضو هيئة كبار العلماء، إن الصحابة ليسوا في حاجة لتذكيرهم به، فهم يذكرونه جيدًا، ويعرفون قدره، أما نحن في هذا الزمان والعصور المتأخرة التى إعتراها وسائل اللهو ما صرفها عن كتاب الله وسنة رسوله، أصبحنا في حاجة ماسة لأن نذكر المسلمين به، وأن نقيم احتفال ديني يستمعون خلاله لكتاب الله وسنة رسوله، مضيفًا مخاطبًا من يحرم الاحتفال بالمولد النبوي: "دعو الناس يتقربون إلى الله، مابالكم تريدون أن تغلقوا على الناس أبواب الرحمة، إن لم تفعلوا فأسكتوا، فمن يحلل ويحرم هو القرآن والسنة فقط".

وصدر عن دار الإفتاء أن شراء الحلوى والتهادي بها في المولد النبوي الشريف من الأمور المستحبة؛ لأن التهادي أمر مطلوب في ذاته، لم يقم دليل على المنع منه أو إباحته في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخرى كإدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام، فإنه يصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولد المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- كان أشد مشروعية وندبًا واستحبابًا؛ لأن للوسائل أحكام المقاصد، والقول بتحريمه أو المنع منه حينئذ ضرب من التنطع المذموم.

وأوضحت دار الإفتاء في فتوى لها أن مما يلتبس على بعضهم دعوى خلو القرون الأولى الفاضلة من أمثال هذه الاحتفالات، ولو سُلِّم هذا -لعمر الحق- فإنه لا يكون مسوغًا لمنعها؛ لأنه لا يشك عاقل في فرحهم -رضي الله تعالى عنهم- به -صلى الله عليه وآله وسلم- ولكن للفرح أساليب شتى في التعبير عنه وإظهاره، ولا حرج في الأساليب والمسالك؛ لأنها ليست عبادة في ذاتها، فالفرح به -صلى الله عليه وآله وسلم- عبادة وأي عبادة، والتعبير عن هذا الفرح إنما هو وسيلة مباحة، لكل فيها وجهةٌ هو موليها.

وأكدت الفتوى أنه لا يَقدح في هذه مشروعية الاحتفال بالمولد ما قد يحدث من أمور محرمة؛ بل تُقام هذه المناسبات مع إنكار ما قد يكتنفها من منكرات، ويُنبَّهُ أصحابها إلى مخالفة هذه المنكرات للمقصد الأساس الذي أقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة