بعد 28 عاما.. ماذا حدث في 17 نوفمبر 89 ليلة تأهل مصر للمونديال؟
الجمعة، 17 نوفمبر 2017 07:00 م
و في ذلك الحين جن جنون الشارع الرياضي المصري احتفالًا بالإنجاز التاريخي ، حيث تزينت الصحف بالعناوين العريضة التي تهنئ المنتخب الوطني بمناسبة التأهل، و جاءت "المانشيتات" في الصفحات الأولى كالتالي:
الأهرام: مبروك.. مصر تصل إلى نهائيات كأس العالم في كرة القدم بعد غياب 56 سنة.
جريدة الأهرام 1990
الأهرام الرياضي: حسام حسن يسجل الهدف الطلياني من كرة عرضية للكأس!
الوفد الرياضي: هزمنا "فتوات" الجزائر بفضل نجم النجوم محمود الجوهري
أما عن أجواء ما قبل المباراة فقد شهد المعسكر حالة من الاستنفار كما ورد في صحيفة الوفد الرياضي:
جريدة الوفد
"لحظة بلحظة مع منتخبي مصر و الجزائر قبل لقاء القمة.. ممنوع الاتصال بالتليفون و الزيارات العائلية و اقتراب الصحفيين من الفندق"
وفي جريدة المساء جاء على لسان محمود الجوهري: "اختراق الدفاع الجزائري مهمة صعبة"
وعلق المدير الفني الجزائري عبد الحميد كرمالي على التواجد الجماهيري الكبير في ستاد القاهرة قائلا: "لا يهمني 120 ألف متفرج و قادرون على الفوز"
وتصدر عنوان "المواجهة الكبرى" صحيفة الأخبار، وجاء "هواة مصر الواثقون و محترفو الجزائر من يفوز بتذكرة الذهاب إلى روما" كعنوان فرعي.
وفي الجريدة ذاتها كتب "فتحي سند" مقالاً يتناول فيه أسلوب لاعبي الجزائر و تعاليهم حيث كتب نصًأ: "الجزائريون يتعاملون مع اللقاء المصيري بثقة و دبلوماسية".
وعن الأجواء العامة التي سادت الشارع الرياضي، قال ربيع ياسين لاعب المنتخب الوطني آنذاك: " "الجو العام كان جيدا وكنا على قلب رجل واحد وتعلمنا من كابتن جوهري ماذا يعنى الالتزام والصبر والتركيز، والجوهرى قام بتحفيظنا فنياً ما الذي يجب أن نفعله مع فريق الجزائر والذي كان يملك عدداً كبيراً من اللاعبين المحترفين "، ووصف "أيمن يونس" المباراة ب"المعركة".
أما بالنسبة للتواجد الصحفي في المباراة فقد أشار"حسن المستكاوي" في مقال كتبه لجريدة الأهرام بتاريخ 16 نوفمبر 1989 إلى وجود 15 فريق تليفزيون أجنبي و أكثر من 100 مصور و صحفي لتغطية الحدث.
وعلى الصعيد الجماهيري كتب "جمال الزهيري" في صحيفة الأخبار عن أزمة التذاكر قبل المباراة و طالب بتوفير المزيد من التذاكر حتى لا تحدث فوضى قبل المباراة.
المنتخب في ضياقة الرئيس الأسبق
تملكت حالة من عدم التصديق الجماهير و اللاعبين أنفسهم، حيث جاء على لسان أبرز عناصر المنتخب أحمد رمزي و حسام حسن العديد من التصريحات في محاولة لوصف الحالة التي تلت الإنجاز التاريخي.
ووجه أحمد رمزى التحية للجمهور قائلا: «ألف مبروك وبنشكر الجمهور الذي حضر المباراة ووقف خلف المنتخب لتحقيق هذا الفوز». وقال حسام حسن: «الحمد لله بفضل اللاعبين قدرنا نفرح الجمهور والشعب المصرى كله، وبنقوله إن شاء نكون عند حسن ظنك"،وأضاف صانع الفرحة أنه لم يستطع النوم في ليلة المباراة، و بكى عندما سمع أغنية "يا حبيبتي يا مصر".
وفي لقاء تليفزيوني لاحق صرح حسام حسن:
"لم اشعر بنفسي بعد هذا الهدف، لا اتذكر ما حدث، الامر كان بمثابة الحلم، لم اسمع اي شيء، سواء هتافات الجماهير او اللاعبين، فقط اريد ان اشكر الله و استطرد وصلنا بيوتنا في الفجر، الجماهير كانت تحتفل في كل مكان، لم تترك لاعبا تراه في الشارع إلا وتحتفل به."
الجوهري على الأعناق
أما الجنرال الراحل محمود الجوهرى فقال بعد المباراة: "مش قادر أعبر بكلمات عما حققه المنتخب وعلى الجميع أن يسانده لتقديم القدرات الكبيرة قوى، وبشيء من الإخلاص إن شاء الله هنكون من أعظم بلاد العالم."
وفي سبيل تحقيق النتائج المرجوة من الجنرال التي كانت كما صرح "انها يجي أن تتعدى التمثيل المشرف" ، قام الجوهري بقائمة طويلة من التحضيرات قبل خوض منافسات كأس العالم. ووافق الاتحاد المصري على طلب الجنرال بإلغاء منافسات الدوري المصري في ذلك العام، و امتدت قائمة المباريات التحضيرية التي لعبها المنتخب الوطني لتشمل:
1- مباراتين أمام الإمارات، انتهوا بخسارة المنتخب الوطني "2/1" و "1/0".
2- تعادل أمام الدنمارك بنتيجة "0-0".
3- تعادل أمام كوريا الجنوبية بنتيجة "0-0".
4- تعادل أمام النمسا بنتيجة "0-0".
5- الخسارة أمام رومانيا بنتيجة "3/1"، وبعد هذه المباراة حاول الجوهري امتصاص الجماهير عن طريق تقديم استقالته و لكنه تراجع فيما بعد
6- الخسارة أمام تشيكسلوفاكيا بنتيجة "1/0".
7- الخسارة من ألمانيا الشرقية بنتيجة "1/0".
8- الفوز على أسكتلندا بنتيجة "1/3".
9- الخسارة أمام رومانيا بنتيجة "1/0".
10- التعادل مع كولومبيا "1/1".
وفي سياق الإستعدادات أيضًا رفض الجوهري مشاركة المنتخب المصري الأول في كأس الأمم الإفريقية التي كانت ستقام في الجزائر و بعد العديد من المناوشات و التهديدات من قبل الكاف بفرض غرامة اقترح أن يشارك المنتخب المصري بمنتخب من المحليين يقوده "هاني مصطفى".
منتخب مصر 90