قوائم التصاريح الإعلامية تشعل "صراع المنابر" بين الأزهر والأوقاف

الجمعة، 17 نوفمبر 2017 08:00 ص
قوائم التصاريح الإعلامية تشعل "صراع المنابر" بين الأزهر والأوقاف
الازهر الشريف
​كتب/ أحمد جمال الدين

رئيس لجنة الفتوى السابق: القوائم تضم " تلاميذ تلاميذ " العلماء المستعبدين.. والأزهر وحده المعنى بالملف الدعوى 
عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية:  قائمة الأزهر أسقطت العديد من الأسماء المعتدلة وضمت شومان المثير للجدل

"حرب منابر" هكذا يمكن توصيف العلاقة بين الأزهرالشريف ، ووزارة الأوقاف ، خلال الأشهرالماضية، خاصة بعد دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى ، للمؤسسات الدينية بتجديد الخطاب الديني، حيث أشارالبعض إلى محاولة الأزهرودارالإفتاء، الاستئثاربتلك الدعوة، وفي المقابل سعت وزارة الأوقاف إلي تأكيد  دورها وأحقيتها في رعاية الملف الديني، والعمل ليس كظل للأزهر،وإنما شريكا له في الملف الدعوى .

كشفت قوائم الدعاة المصرح لهم بالظهورفي الفضائيات جانبا من ذلك الصراع ، حيث استبق الأزهروأعلن عن قائمة  تضم 50 داعية، ثم أعلنت وزارة الأوقاف قائمة تكميلية ، ليصل إجمالي عدد الأسماء إلى 184 داعية ، وتسببت القوائم السابقة ، في إشعال الغضب بين قطاع كبيرمن الأزهريين خاصة ممن لم تتضمنهم تلك القوائم.

وقال عبد الغني الهندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنه خلال إعداد مشروع الفتوى، المقدم إلى اللجنة الدينية بمجلس النواب ، تم التوافق بين الأزهرالشريف ووزارة الأوقاف، على إعداد قائمة مشتركة، تضم بعض العلماء من الجانبين يتم التصريح لهم بالظهورفي الإعلام، وذلك بهدف الحد من الفتاوى المضللة والغريبة التي تظهرمنذ فترة، خاصة من بعض التابعين للمنهج السلفي المتشدد، ولكن الأزهرعمد إلى مخالفة هذا الإتفاق بإصداره القائمة منفردا بعيدا عن وزارة الأوقاف، وخلت القائمة من بعض الأسماء الوسطية المعتدلة ، فيما ضمت الدكتورعباس شومان وكيل الأزهرالذي خرج منذ أيام قليلة بفتوي ينكرفيها الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، بهدف إثارة الجدل بين العامة.

وأكد الهندي أن القائمة التي أصدرتها وزارة الأوقاف، عالجت الكثير من أوجه القصورالتي شابت قائمة الأزهر ، حيث تضمنت العديد من العلماء المعتدلين الذين تم إسقاطهم  من القائمة الأزهرية ومنهم " سعد الهلالى، وأحمد عمر هاشم،وأحمد كريمة، وأمنة نصير" لافتا إلي ضرورة قيام الأزهر بالبحث الأصيل عن آليات فعالة لتجديد الخطاب الديني ، تستطيع مقاومة وصد الآراء المتطرفة .

 من أعد القوائم ليست لديه خبرة".. هكذا بدأ الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق حديثه مع "صوت الأمة " في تعليقه على القوائم التي تم إعدادها بمعرفة الأزهر ووزارة الأوقاف.

وتسائل "الأطرش ": هل يعقل أن  يتم إغفال  27  من رؤساء لجان الفتوى الموزعين في المحافظات المختلفة، في تلك القوائم التي تجاهلت أيضا عددا من العلماء الأجلاء ومنهم

الدكتور أحمد عمر هاشم، احمد كريمة، سعد الهلالي، وغيرهم من العلماء الذين أسهبوا بعلمهم الغزير في محاربة الفتاوى والآراء الشاذة عبر الإعلام وغيره ، بالإضافة إلي علماء إدارة الفتوى في الأزهر الشريف أنفسهم حيث لم تضم القائمة أيا منهم ، لافتا إلي أن إدارة الوعظ  جاء منها اسمين فقط.

أضاف:  الأزهر الشريف هو المعني بالعمل الدعوى فهو الحارث الأمين لنشر الإسلام الوسطي ليس في مصروحدها ، وإنما في العالم الإسلامي كله ، حيث  يحمل الأزهر الشريف  على عاتقه الإنفاق على رعاية وتعليم طلاب من 100 دولة ، مشددا  علي أنه رغم المكانة السامية التي يتمتع بها الأزهر في الخارج ، فإن هناك من ينكردوره وجهوده. 

وأكد أن العمل الدعوى حق أصيل للأزهرالشريف، لا يمكن أن ينازعه فيه أحد، مشددا أن وزارة الأوقاف منبثقة عن الأزهر كما أن عملائها وقياداتها من خريجي ذلك الكيان العظيم ، لافتا إلي أن الهجوم على الأزهربادعاء سعيه إلى الانفراد بالملف الديني، وخاصة ما أثير حديثا  في مسالة إعداد القوائم، عليهم النظر أولا في لجان الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية المنتشرة داخل المحافظات، التي لا تضم في عضويتها أيا من العاملين بوزارة الأوقاف، مشددا علي أن القوائم المعلنة ضمت تلاميذ تلاميذ العلماء الذين تم إغفالهم".

كان عضو مجلس النواب محمد أبو حامد، أكد في تصريحات صحفية، اعتراضه على القائمة التي تم أعدداها بواسطة الأزهر ، موضحًا: أن القائمة التي أعدها الأزهر ودار الإفتاء، والخاصة بأسماء الشخصيات المنوط بهم الإفتاء في وسائل الإعلام، يريد بها الأزهر منع شخصيات معروفة وظاهرة في  وسائل الإعلام، والعمل على ظهور شخصيات تعبر عن رؤيته فقط، لأنه لا يريد تنوع الآراء في المؤسسة .

وأضاف أبو حامد، أن استبعاد علماء ومشايخ مثل الدكتور سعد الدين الهلالى وسعاد صالح والدكتور أسامة الأزهري، وآخرين من القائمة، يؤكد على أن الأزهر وقانونه يحتاجون إلى تعديل فوري، لأن حكم الصوت الواحد هو من يحكم في اتخاذ القرارات، لافتًا إلى أن هذه القائمة أعدت من قبل من يتحكمون في قرارالأزهر والإفتاء ، ودون أي مشاورة مع أحد، لذا يتطلب معرفة لماذا استبعدوا العلماء الآخرين من القائمة؟.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق