وزيرا الخارجية السعودي والقطري.. الأول التزم سياسة ضبط النفس والثاني تصيد في الماء العكر (صاعدوهابط)
الأربعاء، 15 نوفمبر 2017 03:12 ممحمد الشرقاوي
ارتفعت في الآونة الأخيرة أسهم عدد من الشخصيات المسؤولة على الساحة الدولية، وانخفضت أسهم آخرين وفق تعاطيهم مع الساحة الدولية ومدى تأثيرهم، فقد ارتفعت أسهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، حيث أكد التزام بلاده ضبط النفس تجاه الاستفزاز القطري والإيراني.
وقاد الجبير مؤخرًا جهودًا دبلوماسية لتوحيد المعارضة السورية للجلوس إلى مائدة الحوار مع النظام السوري، تمهيدًا لانخراطها في مفاوضات جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، وهو ما تضمنه لقاءه أمس أمس الثلاثاء بنظيره المصري سامح شكري في العاصمة السعودية "الرياض".
وناقش الاجتماع تطورات الأزمة القطرية، في ظل تعنت مستمر من الدوحة ورفضها لشروط الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، كما بحث الطرفان الأوضاع في لبنان، وجهودَ توحيد صفوف المعارضة السورية، في ظل الجهود المصرية لتهدئة الأوضاع في المنطقة.
وتعرضت المملكة السعودية لاستفزازات واتهامات من الدولة الإيرانية، خاصة بعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، غير أنها التزمت ضبط النفس تجاه تلك التصريحات، وهو ما أعلنه وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في قوله: "السعودية تحتفظ بحق الرد على التصرفات العدائية ضدها من قبل السلطات الإيرانية".
وقال الجبير، في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في موقع "تويتر"، إن المملكة تؤكد بأن لا تسامح مع الإرهاب ورعاته، تعليقًا على حادث إطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا على العاصمة السعودية الرياض.
وأضاف الجبير: "الإرهاب الإيراني يستمر في ترويع الآمنين وقتل الأطفال وانتهاك القانون الدولي، وكل يوم يتضح بأن ميليشيا الحوثي أداة إرهابية لتدمير اليمن"، مضيفًا: "التدخلات الإيرانية في المنطقة تضر بأمن دول الجوار وتؤثر على الأمن والسلم الدوليين، لن نسمح بأي تعديات على أمننا الوطني".
وعن سعد الحريري والاتهامات الإيرانية باحتجازه داخل المملكة، نفى عادل الجبير أن تكون السعودية أجبرت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة، وأنه يمكنه مغادرة السعودية في أي وقت.
في الوقت ذاته، استمرت أسهم وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الانخفاض، حيث استغل الأزمة اللبنانية والتصعيد الإعلامي بين حزب الله اللبناني وإيران من جهة والسعودية وتيار المستقبل من جهة أخرى، في زيادة حدة التوتر في المنطقة.
وزعم وزير الخارجية القطري أن اتخاذ سلوك تصعيدي بين السعودية وإيران قد يؤدي إلى خلق أزمة جديدة لا تتحملها المنطقة، مؤكدًا أن إيران دولة مجاورة لدول الخليج ولدينا مصالح مشتركة ويجب حل الأزمة معها عبر الحوار، وهو الوقت الذي دعت فيه الدول الأربع الدوحة لقطع علاقاتها مع إيران.
وخلال لقائه مع قناة "TRT" التركية، قال إن دول الحصار لم تتوقف عن التصعيد ضد قطر ولا تزال ترفض الحوار والمنطقة تعيش حالة من التوتر والتجاذبات وإطلاق التصريحات التصعيدية"، مضيفًا أن "المنطقة تفتقد إلى صوت الحكمة الذي يوقف العبث الدائر ويتصدى للمغامرات السياسية، ويجب التوقف فورا عن خلق أزمات جديدة دون وجود استراتيجية للخروج منها.
في الوقت ذاته، هاجم الوزير القطري ميثاق مجلس التعاون الخليجي، قائلًا إن ميثاق مجلس التعاون الخليجي يعاني من قصور واضح ويجب تعديله وتطويره.