المدارس المنسية ..مفاجأة .. التربية والتعليم لا تمتلك خريطة بها في الأرياف
الإثنين، 13 نوفمبر 2017 06:30 م
في فيلم " ضد الحكومة" جسد الفنان الراحل أحمد زكي دورا اعتبره كثيرون من المواطنين والنقاد من أهم أدواره في السينما، حيث ارتدى النمر الأسود ثوب المحاماه، مدافعا عن طلاب تعرضوا لحادث مأساوى اثناء ذهابهم إلى المدرسة في اتوبيس حكومي ما تسبب في غصابة عدد منهم بإصابات خطيرة، وفي المحكمة قال جملته الشهيرة " كلنا فاسدون".
الفيلم تحول إلى واقع مرير تعيشه ملايين الأسر المصرية التي ينتابها الخوف والقلق على ابنائها الطلاب منذ الصباح الباكر وحتى عودتهم سالمين بعد انقضاء اليوم الدراسي.
الواقع المررير تجسد في وقائع متعددة تحول فيها الطلاب إلى ضحايا لاسباب مختلفة آخرها الحادث الذي راح 7 طلاب بالبحيرة ضحيته بعد أن انقلب بهم "توك توك" بترعة المحمودية، أمام زاوية غزال التابعة لمركز دمنهور بالبحيرة، أثناء عودتهم من المدرسة إلى منازلهم.
تنسيق منعدم بين التعليم والنقل والمحليات
وفي ذلك السياق تفتح «صوت الأمة» ملف القري المنسية الخارجة من حسابات وزارة التربية والتعليم، في البداية كشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن التنسيق بين وزارت النقل، التربية والتعليم، و المحليات «منعدمة» في توفير مدرسة مناسبة وآمنة للطلاب من حيث المكان المحيط بها ، فتوجد مدارس على شريط السكة الحديد أحيانا، وأخري مطلة على موقف أتوبيسات، فيما توجد مدارس أيضا داخل قري لا يتوفر بها أى وسيلة مواصلات آمنة البحيرة مثالا.
مريم ضحية مدرسة «النجوم» كانت البداية
مات والدها قهرا بعد أن فشل في الحصول على حقها في عام 2013.. ففى السابعة من صباح يوم الخميس 21 نوفمبر لعام 2013 ، ركبت مريم نعيم يونس التلميذة بالصف الأول من مرحلة رياض الأطفال، أتوبيس مدرسة النجوم الخاصة، التابعة لإدارة كرداسة التعليمية، فى اتجاهها إلى يومها الدراسى برفقه أصدقائها، وعقب مرور ما يقرب من 15 دقيقة وصلت إلى مدرستها، ليعلن القدر حينها أنه موعد انتهاء حياتها.
غادرت مريم الأتوبيس فى اتجاهها إلى بوابة المدرسة، لم تلتفت لها أعين، إلا وبدأ الجميع فى الصراخ، “موت البنت.. موت البنت”، اتجه الجميع إلى مصدر الصراخ لُيفاجأوا بمريم أسفل عجلات الأتوبيس الخلفية، وإذا بسكان الشارع يحاولون إنقاذ أنفاسها الأخيرة إلا أنها كانت قد قررت الرحيل بلا رجعة.
كشف أحد شهود العيان حينها أن المدرسة مساحتها ليست كبيرة، تقع بين عمارتين كبيرتين، تكاد تختفى بينهما دون أى مراعاة أنها مدرسة ويجب أن تكون في موضع سكني مناسب.
بداية صرخة أهالي البحيرة
أكدت مصادر بمديرية التربية والتعليم بالبحيرة، أن أولياء الأمور تقدموا بطلبات عديدة الي المحافظ لبناء مدرسة قريبة من السكن أو علي الأقل إصلاح الطريق المحيط بالمدرسة ولكن لا أحد يستجيب، وأشارت أن فى الاجتماعات التنفيذية الخاصة بالمحافظة قد تم العرض أكثر من مرة لتوفير أراضي حتى يتضمن سلامة الطلاب أثناء الذهاب والعودة ولكن لا أحد يستجيب .
تعليم البحيرة: مشكلة مدارس القري معممة على مستوي المحافظات
في ذلك السياق قال محمد سعد مدير مديرية التربية والتعليم بالبحيرة أن الأرض المحيطة بالمدرسة "ضيقة" ولا تسمح بمرور السيارات أو الأتوبيسات، بالاضافة إلى أنها لم تكن مناسبة لسير وسائل المواصلات، وأكد أن هذه المشكلة توجد في محيط كثير من المدارس في قري مختلفة.
وأضاف في تصريحات خاصة أنه تم مناقشة ذلك الموضوع مع محافظ البحيرة، وأشار سعد إلى أن المديرية تعمل حاليا علي توفير أراضي لانشاء مدارس قريبة من سكن الطلاب خاصة الطلاب الصغار في مرحلة رياض الأطفال والأبتدائية، مؤكدا أنه فور توفير الأرض يتم التنسيق مع هيئة الابنية التعليمية لبناء مدرسة عليها حتى تكون قريبة من السكن الخاص بالطلاب.
وزارة التربية والتعليم: لا يوجد لدينا حصر للمدارس البعيدة عن العمران
قال الدكتور محمد عمر معاون وزير التربية والتعليم أنه لا يوجد حصر بالمدارس البعيدة عن العمران، لكن يوجد لدي الوزارة خريطة بأماكن المدارس على مستوي جمهورية مصر العربية.
وأشار عمر في تصريحات خاصة إلى أنه تم تحديث أسطول من الاتوبيسات لمساعدة الطلاب والمعلمين فى النقل، مؤكدا أن كثيرا من الطلاب يتعرضون لمخاطر ومنهم من يتعرض للاغتصاب بسبب ركوبه مع شخص غريب لتوصيله الي سكنه حيث يبعد عن المدرسة بـ 7 أو 8 كيلو متر، ولذلك تم تحديث أسطول الاتوبيسات وتوفيره في بعض القري لمعالجة هذا الأمر، مؤكدا أن بعض المدارس بالقري تكون تبرعات لذلك يتم بناؤها بالتنسيق مع هيئة الابنية التعليمية.
تحديث أسطول اتوبيسات لنقل المعلمين والطلاب
وقال عمر :" هناك معلمون يعانون من المواصلات في جنوب سيناء في قرية الوديان، أسوان، مطروح ومنطقة النوبة والبحر الأحمر وكنا أول ما نعرف نتدخل ونوفر وسيلة مواصلات".
مؤكدا أنه تم تحديث الاسطول مرحلة أولي وثانية وفي انتظار تحديث مرحلة 3 و4 و5 ، مؤكدا أنه كان يوجد بعض المشكلات مع الخدمات الحكومية لأنها هي من تقوم بتوفير الأتوبيسات بتفويض من الدولة ولكن قد تم حل هذه المشكلات وبصدد عمل مناقصات لمعالجة هذه المشكلة، مؤكدا أن جميع الاساطيل يوجد لديها سواقين لذلك فأن الوزارة ليست في حاجة الي سائقين، وقال عمر أن الوزارة تعمل الآن علي حصر العجز والزيادة لمعالجته بوسائل مختلفة بالاضافة الي العمل علي الحوافز والبدلات والتعينات الجديدة.