أين الحقيقة فى اتهامات الاغتصاب بمدرسة النزهة؟
الخميس، 16 نوفمبر 2017 12:00 ص السعيد حامد
لا تزال واقعة اغتصاب ثلاثة من تلاميذ مدرسة للغات بمنطقة النزهة، تلقى بظلالها على المشهد التعليمى فى مصر، الذى باتت فيه وقائع التحرش والاغتصاب المرتكبة تحت سقف المدارس، تتصدر عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية، وبينما ترفض إدارة المدرسة كل الاتهامات التى طالت مديرها، مؤكدة أن الأخير يتمتع بالأخلاق الطيبة والسيرة الحسنة، يصر أولياء أمور التلاميذ أن أبناءهم تعرضوا لاعتداءات جنسية، مطالبين بالقصاص من المتهم.. فأين الحقيقة؟
البداية كانت عندما احتشد العشرات من أولياء أمور بعض الطلاب بمدرسة المصرية، احتجاجًا على ما أسموه اغتصاب ثلاثة تلاميذ على يد مدير المدرسة، قبل أن يتوجهوا إلى قسم شرطة النزهة لتحرير محضر بالواقعة، وتوجيه اتهام رسمى لمدير المدرسة باغتصاب التلاميذ، لتقبض الشرطة عليه وتحيله للنيابة العامة لمباشرة التحقيق معه.
وبعد القبض على مدير المدرسة، أمر معتز زكريا وكيل أول نيابة النزهة، بحجزه على ذمة التحريات بتهمة التعدى جنسيا على 3 تلاميذ، وأمرت بعرض الأطفال على الطب الشرعى.
وبحسب التحقيقات، فإن والدة أحد التلاميذ لاحظت تغيرا على سلوك نجلها، وإصابته بالتهابات فى منطقة الشرج، وبكشفها عليه تبين تعرضه للاعتداء الجنسى، وكشفت أن ابنها أخبرها بأن مدير المدرسة اعتدى عليه جنسيا.
وأكد أولياء الأمور فى التحقيقات، أن أطفالهم أكدوا أن المدرسة اصطحبهم إلى مكتبه، وأغلق الباب لتعليمهم لعبة الكاراتيه، وطالبهم بخلع ملابسهم وتعدى عليهم، موضحين أن المدرسة أنكرت الواقعة ودافعت عن المتهم.
وقرر أولياء الأمور عدم ذهاب أبنائهم إلى المدرسة لحين انتهاء التحقيقات فى الواقعة، وطالبوا بإعلان نتيجتها ومحاسبة المسئول عنها.
قالت عبير إبراهيم، مدير عام التعليم الخاص بالوزارة، إن تهمة باغتصاب الـ3 تلاميذ «مصيبة»، لافتة إلى أن الوزارة لا تشرف ماليا وإداريا على المدرسة، لكن وزارة التعليم ستتواجد بشكل دائم.
على صعيد آخر، قال مصدر مطلع بالطب الشرعى، إن توقيع الكشف الطبى على الثلاثة تلاميذ، كشف عدم وجود أى آثار تثبت تعرضهم للتحرش أو الاغتصاب، مؤكدًا الانتهاء من كتابة التقرير الطبى وإرساله إلى نيابة النزهة.
أما- مدير المدرسة المتهم- فقد نفى كل التهم الموجهة له خلال تحقيقات النيابة، مؤكدًا أن هناك من يحاول الانتقام منه، وذلك عبر تلفيق قضية له، مشددًا على أن الواقعة لا تعدو كونها محاولة للانتقام منه وتشويه سمعته.
وقال رامى عوض، محامى المتهم، فى تصريحات صحفية نقلتها وسائل الإعلام، إن موكله برىء من التهم المنسوبة إليه، لافتًا إلى أن التقرير المبدئى للطب الشرعى ينفى وجود أى واقعة تحرش تمت بالطفل الوحيد الذى وافق أهله على استكمال إجراءات البلاغ، وعرضه على كشف الطب الشرعى، بينما انسحب الآخرون.
على جانب آخر قال أحد موظفى المدرسة- رفض الكشف عن هويتها إن الواقعة ليست إلا تصفية حسابات من جانب ولى أمر أحد الطلاب، الذى يتمع بنفوذ كبيرة فى الدولة، وكان يطمع فى الحصول على بعض المكاسب لطفله بالمدرسة، ولكن مدير المدرسة رفض وقال له إن كل التلاميذ سواسية ولا يوجد فارق بينهم.
وكان المستشار إبراهيم صالح، المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة الكلية، أحال المتهم إلى محكمة جنايات القاهرة، لاتهامه بهتك عرض 3 من تلاميذ المدرسة.
وباشرت النيابة التحقيقات فى الواقعة والبلاغات، بمعرفة أحمد اليمانى مدير نيابة النزهة، بإشراف المستشار شريف معتز رئيس النيابة، واستمعت إلى أقوال آباء المجنى عليهم، وكذلك إلى أقوال الأطفال المجنى عليهم، وانتقل محققو النيابة العامة برفقة الأطفال المجنى عليهم، إلى المدرسة محل الواقعة، حيث باشر المحققون إجراءات المعاينة لمكان الجريمة الذى أرشد عنه الأطفال المجنى عليهم.