انهيار المنظومة الإعلامية لـ"داعش" تقضي على فرص عودة التنظيم ( تقرير)

أكد تقرير نشره مرصد الفتاوى التكفيرية، التابع لدار الإفتاء، تراجع تنظيم داعش الإرهابي، مستدلا على ذلك بانهيار المنظومة الإعلامية له؛ بعد مقتل عدد كبير من كوادره وقياداته المحترفة، والمدربة.

وأشار التقرير، الذي نشره المرصد منذ ساعات، إلى أن التنظيم الإرهابي آخذ في التداعي والانهيار، وأن خسارته في جميع المعارك التي خاضها على جميع الجبهات؛ جعلته يفقد الكثير من قدراته، وبخاصة الإعلامية، لافتا إلى أن آلة التنظيم الإعلامية، أنتجت في شهر سبتمبر الماضي، ثلث الدعاية التي روجت لها الوقت المماثل من العام السابق، وهو ما يشير إلى تراجع التنظيم، وتجفيف منابع الكثير من روافد التمويل.

وتطرح هذه المعلومات، تساؤلا مهما هو: هل يقضي انهيار المنظومة الإعلامية لـ"داعش" على فرص عودة التنظيم؟

ويقول منير أديب، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إن تنظيم داعش آخذ في التراجع بالفعل، كتنظيم مترابط، وكيان ذي قيادة واحدة، لكن هذا لا يعني زوال خطره.

وأشار في تصريح أدلى به إلى "صوت الأمة"، إلى أن انهيار المنظومة الإعلامية، للتنظيم تعني بالفعل تراجعه لكنها لا تؤكد زواله، لأن هذا التنظيم تحول لدى بعض أتباعه إلى فكرة يعيشون عليها، مضيفا: "وهذا سر خطورة داعش؛ إذ إن عناصره قادرة على ممارسة الأعمال التخريبية، على نطاق ضيق في المجتمعات التي سيتسللون إليها كأفراد".

وتابع: "إذا كان هؤلاء الأفراد سيكونوا محدودي التأثير، فإنهم أيضا سيكونوا مؤرقين للمجتمعات التي سيعيشون فيها، وهو ما يستدعي الانتباه بقوة إلى محاولات إحياء التنظيم ولو كجماعات صغيرة تعتنق الفكر ذاته، وتمارس الأفعال نفسها".

وحذر أديب من أن أي ظهور لجماعة من هذه الجماعات، وتحقيقها لنجاحات ولو بسيطة، فإن ذلك سيكون كفيلا بتدفق العناصر الباقية من التنظيم على البلد التي ظهرت فيها تلك الجماعة، وحققت نجاحا؛ الأمر الذي يمهد لإنشاء فرع جديد للتنظيم في أي لحظة.

على غرار الرأي السابق، أكد وليد حجاج، الخبير في أمن المعلومات، أن انهيار المنظومة الإعلامية لتنظيم داعش، أمر واقعي رصده مرصد الفتاوى التكفيرية المصري، لكنه يمثل سلاحا ذا حدين.

وشرح حجاج وجهة نظره في تصريح إلى "صوت الأمة" قال فيه: "إذا واصلت القوى العالمية المحاربة لداعش، هجماتها على التنظيم، والانتباه إلى محاولات عناصره التسلل إلى عدد من بلدان العالم؛ من أجل إعادة إحيائه مرة أخرى، فإن انهيار المنظومة الإعلامية له، سيكون علامة على النهاية".

وأضاف: "أما إذا ارتكنت هذه القوى إلى فكرة أن انهيار المنظومة الإعلامية للتنظيم، يعني تلاشيه، وانعدام أثره، فإن ذلك كفيل بأن يفاجئ داعش العالم بظهور جديد، بعد فترة وجيزة من العمل السري؛ الذي يستعتمد فيه على غياب الضوء الإعلامي عنه".

وشدد حجاج على ضرورة استمرار الخطط الرامية إلى حصار التنظيم، والقضاء على عناصره بلا هوادة، وإعادة بناء الدول التي انهارت أركانها في الحرب معه، حتى تستعيد قواها الأمنية، وتصبح قادرة على المواجهة، ووأد أي محاولات لعودة التنظيم إلى الحياة من جديد.