مواسم تشويه عبدالناصر.. أخرها وثائق "بارادايز"
الإثنين، 13 نوفمبر 2017 06:00 صمحمد أبو ليلة
في ذكرى وفاته وفي ذكرى مولده من كُل عام اعتاد عدد كبيرمن ذوى التيارات السياسية التي كانت تُعارض سياسيات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على تشويهه، تارة في تسليط الضوء على قرارات سياسية كانت خاطئة في عهده وتارة أخرى في التشكيك في ذمته المالية.
لكن الجديد في مواسم تشويه عبد الناصر أنها لم تعد تقتصر على يومين أو ثلاثة من كل عام، ولكنها ازدات لتكون مرة أو مرتين كُل شهر تقريباً، فالشهر قبل الماضي احتفل أمين جامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى والمرشح الرئاسي السابق بتوقيع الجزء الأول من كتاب السيرة الذاتية له "كتابيه"، وتضمن الجزء الأول بعض الوقائع التي حكاها "موسى" أثناء ما كان يعمل موظفاً في سفارة مصر بسويسرا في ستينيات القرن الماضي.
التشويه قبل الأخير
حيث اتهم موسى وقتها عبد الناصر أنه كان يستورد طعامه من سويسرا حيث تصادف لقاء موسى وقتها بأحد مبعوثي الرئيس الذي كان يشتر له بعض الأطعمة السويسرية.
هذه الأحاديث رد عليها موسى نفسه بعد حملة شديدة تعرض لها، أنه يُكن احتراماً كبيراً لعبد الناصر، ووصف ما كتبه في مذكراته بأن هذه الأطعمة التي كانت تُرسل لعبد الناصر هي جزء من علاج طبي بسبب مرض الرئيس في سنواته الأخيرة.
لكن الكاتب الصحفي عبد الله السناوي أحد أقطاب التيار الناصري رد على موسى في مقال صحفي بعدما أثيرت أوضاع الذمة المالية لعبد الناصر قائلاً أنه لم يكن بوسع دبلوماسى شاب يعمل فى السفارة المصرية بسويسرا أن يتأكد إلى أين يذهب نوع معين من الطعام الخاص بـ الريجيم كلف بتسليمه لرجل ضخم الجثة كل ما نسبه إليه أنه يرى عبدالناصر أعظم رجل فى العالم، كما لم يكن ممكنا أن يعرف عمرو موسى وقتها أن مرض السكرى قد أصاب عبدالناصر عام ١٩٥٨ وأنه يخضع لنوع من العلاج فى هذا الوقت المبكر.
وثائق بارادايز
أخر مُحاولات تشويه عبد الناصر كانت منذ أيام قليلة حينما أجرت 100 وسيلة إعلامية حول العالم، منضوية تحت إطار الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين، تحقيقاً موسعا نشرت من خلاله وثائق فساد تتضمن استثمارات ضخمة حول العالم فى الملاذات الضريبية، بعيدا عن الرقابة والضرائب، عبر استخدام شركات متعددة الجنسيات وهياكل معقدة لحماية الأموال من الضرائب وإخفاء المعاملات، وكان من بين الذين ذُكرت أسمائهم وحامت حولهم شُبهات الفساد تلك نجل عبد الناصر "عبد الحكيم جمال عبد الناصر".
وتُلقي الوثائق الضوء على شركة جرى تأسيسها في مالطة يتقاسم أسهمها عبد الحكيم عبد الناصر ابن الرئيس الراحل وشركة ليبية محظورة من قبل الولايات المتحدة ودول أوربية أخرى بسبب ارتباطها بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وفي الشركة يرد اسم شخص على علاقة وثيقة بالمخابرات الليبية.
وتقول وثائق بارادايز أنه في عام 2002 تعرض المهندس الصاعد عبد الحكيم عبد الناصر إلى أزمة مالية كادت أن تُلقي به في السجن، وصدر بحقه حكم غيابي بالسجن لمدة 12 عام لاصدار شيكات بنكية غير مُغطاة، كما تقول الوثائق أن عبد الحكيم ترك الشركة بعد انشائها بسنة.
عبد الحكيم ينفي
لكن نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر علق على ما ذكرته الوثائق في تصريحات صحفية، مؤكداً أن هذه الوثائق كاذبة، قائلا: محدش جاملنى ولا ورثت مليم عن والدى، وأسست ثروتي فى عز الهجمة على جمال عبد الناصر، ومن هذا الوقت وحتى الآن وأنا لا أعمل مع الحكومة بأى شكل من الأشكال، ولم أدخل فى أى شراكة معهم.
وتابع: ليس لدي أي شركة الأن، باستثناء بعض المساهمات فى عدد بسيط من الشركات، ثم لو عندى شركة فى مالطا أو غير مالطا، محدش ليه عندى حاجة، متسائلاً: هل هناك فى القانون المصرى ما يمنع تأسيس شركات خارج مصر؟.